رد: مصر التي في خاطري هي مصر التي في خاطرنا جميعا ( تحتاج عقولكم)
الأخت العزيزة شيماء ..
إذا سمحت لي بوضع رأيي المتواضع هنا حول الموضوع ..
موضوع إيران حقا موضوع شائك رغم أنه واضح كما أرى .
الحالة المتشنجة التي تمر بها العلاقة بين إيران و بين أغلبية الدول العربية يعود صداها لليوم التالي من الثورة عام 1979 .. حين سقط الشاه و سقطت معه الامبريالية الأمريكية وربيبتها العدو الصهيوني هناك.. فماذا كان رد الأنظمة العربية آنذاك وقبل أن تتبين توجهات الثورة التي كان يمكن استغلالها للتخلص من براثن هذه الامبريالية ؟
منذ الوهلة الأولى ، علت الأصوات متوجسة تارة و منددة تارة أخرى بما اصطلح عليه آنذاك أنه محاولة إيران لتصدير الثورة إلى الخارج .
لننظر إلى إيران و الفرق بينها و بين العدو الصهيوني الذي يريد الكثيرون مساواته بها أو - للأسف - إظهاره أقل خطرا منها ..
إيران دولة إسلامية وهي تضم أعراقا مختلفة من الإيرانيين و العرب ..
تحالفها مع سوريا و حزب الله جعل المشروع الأمريكي الصهيوني يفشل بعد العدوان على لبنان عام 2006 ..
لا أنكر أن لكل دولة أخطاءها ومصالحها .. لكن هل كان هذا التوجس من الجانب الإيراني و العربي (أكثره) سيكون لولا الموقف المنحاز لأمريكا منذ البداية ؟ ألم تشعل أمريكا نار الفتنة بين إيران و العراق وانضم إليها الكثيرون ، حتى ذهب ضحية تلك الحرب أكثر من مليون شهيد من الجانبين ؟
رأيي يتلخص في ما يلي :
لا عدو إلا العدو الصهيوني .. ولا خطر إلا خطره .. ومحاولاته للتطبيع بدأت منذ مدة طويلة و تلاقي نجاحا حتى صارت فكرة تقبله على أرض فلسطين تلاقي ترحيبا أو على الأقل قبولا .
هذا عصر التكتلات .. وقد أبان العرب عن قصر النظر في اعتماد استراتيجية تمكنهم من الوقوف في وجه الهجمة الشرسة للامبريالية و الصهيوينة و ذلك بالانكفاء و التعصب للجامعة العربية ، بينما كان بالإمكان إحداث جامعة إسلامية تحل محل المؤتمر الإسلامي الواهن ..
ماذا لو تم اعتماد محور إيران - تركيا - الدول العربية مثلا ؟
ربما كنت مثلك يا أختي شيماء قاصرا من ناحية التحليل السياسي ، لكني من هواة تتبع هذه التحليلات و قراءة التاريخ الذي أعشقه ..
شكرا لتقبل رأيي المتواضع .
تحية لك ..
وتحية لأستاذنا جميعا رأفت .
|