الموضوع: حبر القصيدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 04 / 02 / 2011, 29 : 12 AM   رقم المشاركة : [2]
عبدالكريم سمعون
خبير ديكور وصحفي وشاعر ، يكتب قصيدة النثر والتفعيلة

 الصورة الرمزية عبدالكريم سمعون
 





عبدالكريم سمعون has a brilliant futureعبدالكريم سمعون has a brilliant futureعبدالكريم سمعون has a brilliant futureعبدالكريم سمعون has a brilliant futureعبدالكريم سمعون has a brilliant futureعبدالكريم سمعون has a brilliant futureعبدالكريم سمعون has a brilliant futureعبدالكريم سمعون has a brilliant futureعبدالكريم سمعون has a brilliant futureعبدالكريم سمعون has a brilliant futureعبدالكريم سمعون has a brilliant future

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: حبر القصيدة

وإن أنت داخلت ذات الشاعر في لحظة الكتابة، أو اصطدته في لحظة مكاشفته للقصيدة، سترى ملامح انسان يلم النجوم في برهته الإبداعية ويختصر المحيط كله بما يشكل من مفردات تزهر وتورق وتتفتق وكأنها في رحلة غريبة شديدة الغليان والفوران والامتداد نحو آفاق بعيدة لا ترى ولا تلمس ولا تمس، لأنها آفاق من حلم وخيال وفوضى ونظام وتلاق وافتراق إلى ما لا نهاية.. ‏

حين يكون الشاعر بحالات إنفعاليه صادقة ويخرج إبداعه الشعري وهو بهذه الحالة ...
يسهل على المتلقي وأيضا إذا كان بحالة صدق وصفاء ذهني ويتمتع بذائقة عالية للشعر
وعلى الأغلب يكون المتلقي بهذه الحالة شاعرا أيضا ولا أقول نا قدا أو صانع شعر
سيهل عليه سبر أغوار ذات الشاعر ومعرفة حالته ويحس بنفس إحساسه
وغالبا ما نتأثر بشكل كبير بقصيدة ما دون أن نعرف معناها أو المدلولات التي تشير لها
وهذا الإحساس الشعري على ما أعتقد وبنفس الوقت هذا الإحساس ما وراء شكل أو جنس أدبي
ولكنه مقترن بعدم الصناعة إقتران مباشر ولذلك نجد هذه الحالة تتجلى بقصيدة النثر أكثر من غيرها
صحيح أننا نتذوق الشعر العامودي ونستمتع به وببلاغته وصوره ولكن ما أن تمر كلمة واحدة كتبت لأجل قافية أو وزن حتى نجد أن هذا الإحساس الشعري قد إنقطع
ولذلك ترانا نعشق ونطرب للشعر القديم أكثر من الحديث بالنسبة للعامودي لأنه كان محبوكا كأنه منحوتة أو لوحة رسمت دفعة واحدة وكان اللغة المتداولة بذاك الوقت وليس فيه تكلف كمن يتكلم العامية اليوم ولا يجد فيه حرج وتراه طليقا في قولها ..
وأما الشعر العامودي الحديث فلا بد أن نجد فيه أثر للصناعة مما يؤدي إلى إنعدام هذا الإحساس الذي تكلمنا عنه
إلا في بعض العبارات والتراكيب والتي قلما وردت بهذا الزمان ...
ما السر إذاً في الشعر ولماذا يكون حاضراً إلى هذا الحد؟؟ ما الإغراء الذي يجعل كل كاتب يطمح لأن يدخل ملكوت الشعر؟؟ لماذا يكون الشعر أغنية الإنسان في كل زمان ومكان بعيداً عن التحديد في هذا الشعب أو ذاك هل للشعر حبر خاص يختلف عن أي حبر امتصته الفنون الأخرى لماذا يرسخ الشعر في العقل والوجدان ويبقى حاضراً مهما مر من زمن؟؟ لماذا نجد الشاعر هو الوحيد الذي يبقى في ذاكرة الزمن رغم مرور سنوات طويلة جداً في كثير من الأحيان، أو في كل الأحيان إن كان الشاعر مبدعاً حقيقياً؟؟

الشاعر يكتب ذاته فأذا ما اعترضته حالة أو ظاهرة ما ‘ فإنه يفيض بدفق مشاعره وكأنه أتاه هذا الدفق بذات اللحظة ‘ وفي الحقيقة هذه المشاعر تكون قد تخمرت وعولجت وتكون نابعة من معاناة الشاعر شخصيا لأنه بطبعه إنسان حساس ومباشرة يتذكر من حيث لا يدري آلامه ويكتبها على الورق فيكون صادقا لأنه كتب حالته الآنية التي يشعر بها الآن ولهذا .. فهو يحاكي ذوات الآخرين وإذا ما قرأوا قصيدته كل شخص يخال أنه يكتب عنه ‘ كمن يشاهد فيلما على الشاشة فتراه يبكي بمشهد من المشاهد علماأنه يعلم أنه تمثيل ولا حقيقة له ‘ ولكنه يبكي ذاته ‘ وبهذه الحالة لا بد أن تكون القصيدة إنسانية أي تتكلم عن المعاناة الإنسانية من غزل ورثاء وفخر وآلام
ولذات السبب نجد شعراء الآلام والغزل هم أكثر الشعراء شهرة لصدقهم من ناحية ولشيوع الظاهرة التي يكتبون عنها ..
كما أن القصيدة ليست جزء من الشاعر بل هي هو بوقت ومكان ما وجموع قصائد الشاعر التي كتبت والتي لم تكتب تشكل حياة الشعر وشخصيته .

الشكر لك أستاذ طلعت ففي كل فترة تشحذ أذهاننا بأفكار جديدة وجميلة
نشتاقك كثيرا هذه الأيام
مودتي
توقيع عبدالكريم سمعون
 أنا شاعر .. أمارس الشعر سلوكا ..!
وما أعجز...
أترجمه أحرفا وكلمات .!
لا للتطرف ... حتى في عدم التطرف ...!
[imgr]2010-09-20-14-01-52_0001.jpg[/imgr]
عبدالكريم سمعون غير متصل   رد مع اقتباس