إصمت وتاجر في دمي
شعر : مقبولة عبد الحليم

إصمت وتاجر في دمي
يا أيها المأفون في قصر الهوى
بين الغواني الراقصات
وبين ألحان المجون ِ ..
وكأسها مترنحا ..
أنظر لنفسك فالحياء بلحظةٍ
في كُنهِ روحك قد خمدْ ..
إصمتْ....
فلستَ لثورتي من ناصرٍ
بل لست للحق الذي أبغي بجهلك عارفا
يا عاشق الرغبات دعني وانصرف
واركب غمار اللذة الكبرى
وسافر في ارتعاشات
الجسدْ ...
وانعم بنوم الإرتخاء مدللا
واحلم بغانية تكون لليلة أخرى
فلا يعنيك يوماً إن قُتلت بخيمتي
إنْ صادروا حُلمي وأدموا مهجتي
ما عاد همك إن حُملت مكفنـًا
فاحمل شَنارُك لامتدادات
الأمدْ ..
أما أنا فلقد ولدت بحضن عشق خالدٍ ..
عِشق الترابِ مخضباً بدماء جدي
والصِحاب وعزوتي ...
اذهب وتاجر في صمودي في عروقي
والولدْ ..
واختم بشمعٍ كل درب للجهاد مُيسَّرا
واضربْ بأيدٍ من حديدٍ يا
غريب كرامتي
لكن عزمك لن يطيح بعزتي
بل لن يفوز بدمعتي
صبرا .. فوِزرُك لن يغافله
الصمدْ ...
اترك لحباتِ التراب نضوجها وولاءها
فلقد تغذت من دمي وتكاثرت
وتحولت جينات ثأر للقتال وثورة
فاصمت ودعني للعدو وثورتي
إني بحضن الدم أعشق مِيتتي
وأنا بقلب الأرض نلت شهادتي
فاصمت وسجل في صحيفتك
الهوانَ وصرختي
إن القضية لن تسامح خائنا
باع الدماء رخيصة ...
باع الرقاب وخان أبناء
البلدْ ..