[عبد الحافظ بخيت متولى]

الأخوة الكرام
تقلقنى كثيرا هذه الثورة وأتساءل ماذا تحقق حتى الآن ؟ البيانات الحكومية تقول انه تحقق 95 % من مطالب الثورة وأنا لا أرى حتى 5% قد تحقق فالنظام لازال باقيا بكل توجهاته السياسية وبينات الوزراء فى الوزارة الجديدة تؤكد على أنه لا ازمات فى مصر فوزير التجارة يعلن أننا لدينا مخزون يكفى فى القمح ووزير التضامن يعلن أه لا ازمة فى الخبز بل ويضع أرقاما هاتفية لمن يجد مشكلة فى مخبز والحكومة الموقرة قررت صرف علاوة 15% من ابريل القادم وغير ذلك وهذا يقلقنى كثيرا خشية ان تكون هذه مسكنات حتى إذا ما انتهى مفعولها تلجأ الحكومة إلى البتر تخلصا من الداء مرة واحدة
والغريب أو المضحك فى الموضوع هو أين كانت هذه البيانات قبل الثورة ؟ ومنذ متى يهتم وزير مثل وزير التضامن بأى مخبز فى اعلى نجع تابع لأقصى قرية من قرى مصر حيث يطلب الى المواطنيين أن يتصلوا بالارقام الهاتفية التى وضعها متى وجد أزمة فى مخبز ما وان لاحد اقصى للخبز بعد أن كان الحد الأقصى يتراوح بين 15 الى 20 رغيفا للأسرة أليس هذا عجيبا والأكثر عجبا أن يخرج وزير الماية ويقول مصر قادرة على تسديد ديونها الخارجية وأن الخزانة لن تتأثر بهذه الأ زمة وغيرها من البيانات وانا مندهش أين كان كل هذا وهل هو علامة خوف ام شرك يغرى به الصياد الطير حتى يقع فيه
هاتفنى صديق مهموم مثلى ومسكون بالوطن اليوم قال لى ماذا مجلس الحكماء؟ ومارأيك فى اعضاء المجلس ؟ قلت له أى مجلس للحكماء تعنى ؟ قال المكون الآن للفض فى قضية التظاهر قلت هو يشبه الكفته تعطى رائحة ذكية ولا تشبع وكل شخوصة افرزتهم الفترة الاخيرة فى الصراع الداخلى بين الاحزاب وكثرة انتشار الصحف والقنوات الفضائية التى اتحت لهم الظهور بمزيد من التحليلات والتخصصات المختلفة فهذا متخصص فى شئون الجماعات الاسلامية وذاك متخصص فى الملف الايرانى وأخر متخصص فى الملف الاسرائلى ورابع متخصص فى الملف اللبنانى وكثيرة هى الملفات التى تمثل حاويات يخرج من عبائتها هؤلاء محللين مفسرين غير مبشرين
وقلت له هل عميت الحكومة التى دعت إلى تشكيل هذا المجلس عن هيكل ومصطفى الفقى ةعبد الحليم قنديل ومحمد سليم العوا وفهمى هويدى واحمد عبد المعطى حجازى والسيد ياسين وحمدى قنديل وغيرهم من المفكرين وذوى الخبرات الكبيرة فى السياسة والفكر والقضايا الدولية الكبرى؟ وهذا دليل آخر على عدم صدق نوايا هذه الحكومة فى وجود مجلس حقيقى يتعامل مع القضايا بفكر ويقنع الشباب بما له من تاريخ فى الصدق الفكرى والطروحات الايديلوجية المختلفة ولماذا لا يدعى الشيخ القرضاوى واحمد زويل وغيرهم من مهاجرى مصر للمشاركة فى هذا المجلس؟
وارى ان الازمة سوف تظل قائمة حتى يتخلى الرئيس عن منصبة ويترك لنائبة ادارة الازمة وللعقلاء تسيير الامور فى طريق النور ولعل هذا يتحقق قريبا إن شاء الله