رد: مصر التي في خاطري هي مصر التي في خاطرنا جميعا ( تحتاج عقولكم)
من هم رواد ثورة شباب مصر
25 يناير 2011
لحظة اعتقال وائل غنيم..يوم الغضب
اإعداد جمال حسين
«جيلنا هو اللي هيحكمه شخص اخترناه بجد.. هيكون القضاء سلطة مستقلة بجد .. المسؤولين والضباط مجرد موظفين في جهاز الدولة ليهم هيبتهم في حدود الوظيفة وزيهم زي أي مواطن عادي .. جيلنا هو اللي هيطلع منه علماء وعباقرة.. جيلنا هو اللي هيحترم حرية الفرد ويدافع عن كل واحد في التعبير عن رأيه.. جيلنا هيكون إيجابي ومش هيسكت عن أي غل...ط.. صدقوني كل ده هيحصل بس نبدأ بنفسنا وباللي حوالينا!».
شهيد الطوارئ
لعل خالد محمد سعيد (27 يناير 1982 ــ 6 يونيو 2010) المعروف بشهيد الطوارئ، أشعل الفتيل الأول لثورة 25 يناير 2011 وبالرغم عنه، تحول إلى أيقونة الثوار.
بدأت الحكاية عندما كان خالد يجلس في مقهى «سيبر نت» في منطقة كليوباترا في الاسكندرية، وفجأة اقتحم مقهى الانترنت مخبرون من قسم «سيدي جابر» وأمروا بتفتيش كل المتواجدين في المقهى استنادا الى قانون الطوارئ المفروض على البلاد والعباد منذ عام 1981.
غير ان خالد سعيد اعترض على طريقة التفتيش ولم يسمح لهم بذلك، وكانت ردة فعل المخبرين (بلباس مدني)، أن انهالوا عليه بالضرب واستمروا بذلك رغم الاغماء الذي تعرض له وسحلوه إلى الشارع حتى فارق الحياة.
وكعادة الشرطة السرية القمعية، ولتلافي جريمتها، حشروا في فمه من المخدرات التي يتعاطونها، لكي يظهر الضحية كمدمن مات بزيادة الجرعة. ومن ثم أضافوا عليه تهمة التهرب من التجنيد، وليس من الصعب عليهم إضافة تهمة أخرى وهي حيازة سلاح ابيض. لكن سرعان ما انتشرت صورة خالد سعيد بعد وفاته، وعليها آثار الضرب والتعذيب، بالاضافة إلى سمعته الجيدة وسيرته الطيبة التي اكدها الأهالي، وتواطؤ نيابة «سيدي جابر» وإخلاء سبيل المخبرين الذين ضربوه، الأمر الذي أدى إلى تحولها لقضية رأي عام انتقلت الى تكوين مجموعات مناصرة ومنددة بما تعرض له في «فيسبوك»، واشتعلت المدونات بالمواضيع والصور وعرض «يوتوب» مقاطع من القضية.
من جانبها، اتهمت الصحف الرسمية خالد سعيد والمتضامنين معه مثل محمد البرادعي وأيمن نور بأن جهات أجنبية كانت تموله.
الفيديو الذي قتله
من جهتها، كشفت والدته السيدة ليلى مرزوق في حوار مع صحيفة الشروق الأسباب الحقيقية وراء مقتل ابنها على يد ضابط شرطة واثنين من المخبرين، وقالت «كان معاه فيديو بيحتوى على لقطات لواحد من ضباط القسم والمخبرين وهما بيتاجروا فى المخدرات، وانه قام بنشر الفيديو دا بين صحابه ومعارفه لفضحهم، والموضوع دا كان من حوالي شهر، وقال انه حيعمل مدونة على النت عشان يفضح الضباط والمخبرين ويوري انه فيه تجاوزات وفساد. كمان قالت انها طلبت منه اكتر من مرة انه مينشرش الفيديو دا عشان محدش يئذيه بس هو رفض».
صدى عالمي للجريمة
وهكذا أثارت القضية احتجاجات شديدة بين المدافعين عن حقوق الإنسان، ودفعت عواصم غربية كواشنطن إلى إبداء قلقها، إذ أجرت وزارة الخارجية الأميركية اتصالا في هذا الصدد بالحكومة المصرية. وقال المتحدث باسمها فيليب كراولي إن الولايات المتحدة تنتظر من السلطات المصرية أن «تحاسب كل من هو مسؤول».
في الأثناء، شهدت مدينتا القاهرة والإسكندرية عدة محاولات للتظاهر من قبل منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان والأحزاب والحركات المصرية المعارضة للتنديد بالتعامل الوحشي لقوات الأمن مع المدنيين، مطالبين بمحاسبة الفعالين وكذلك استقالة وزير الداخلية المصري.
التظاهرات الأولى
ونظمت التظاهرة حركة شباب ستة ابريل وحركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير. وكان النشطاء قرروا تنظيم التظاهرة أمام مبنى وزارة الداخلية، إلا أن الإجراءات الأمنية المشددة حالت دون ذلك. كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» تدشين مواقع خاصة حول حادثة مقتل الشاب خالد سعيد. وذكرت منظمة العفو الدولية أن الحكومة المصرية لم تظهر جدية في التعامل مع القضية لأنها لم توقف رجلي الشرطة اللذين تشتبه أسرة خالد سعيد في تورطهما في عملية القتل. وأفاد بعض الناشطين أن خالد سعيد تعرض للضرب حتى الموت على أيدي رجال الشرطة انتقاما من قيامه بوضع فيديو على موقع على الإنترنت يظهر رجال شرطة يتقاسمون المخدرات في قسم الشرطة.
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء وقتذاك أحمد نظيف أن ما حصل شأن مصري داخلي.
اختفاء وائل غنيم
وائل غنيم من حركة 6 أبريل ومدير مجموعة «كلنا خالد سعيد» على الفيسبوك وهو أول من أطلق «ثورة الغضب» ودعا إلى 25 يناير.
تم اعتقال غنيم في الخميس 27 يناير، ويقال إنه موجود في سجن في مدينة نصر – وقد اشترطت حركة شباب 6 أبريل الافراج عنه ليكون ممثلهم في التفاوض مع السلطة.
ولد وائل في مصر ونشأ في الإمارات العربية المتحدة. حصل على شهادة البكالوريوس في هندسة الحاسبات من كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 2004، والماجستير في إدارة الأعمال بامتياز من الجامعة الأميركية بالقاهرة عام 2007.
مدير للتسويق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمنتجات غوغل الخاصة بالمستخدمين (كمحرك البحث، جي ميل، أي غوغل، ومتصفح غوغل كروم، يوتيوب، ونول). كما يشرف على تعريب وتطوير المنتجات التي تفيد المستخدم العربي، وذلك من خلال العمل مع فريق من المهندسين الذين يجيدون التحدث باللغة العربية.
في مارس 2009، اقترح وائل على موسوعة المعرفة إنشاء برنامج سفراء المعرفة لترويج المعرفة في العالم العربي.
في 2 فبراير 2011، أعلنت القوى الشبابية المشرفة على الثورة المصرية 2011 بأن وائل غنيم هو المتحدث الرسمي باسمها.
صفحته في تويتر @Ghonim كتب فيها قبل اختفائه «صلوا من اجل مصر. إنني قلق للغاية.. يبدو أن الحكومة تُعد لجريمة حرب غدًا ضد الشعب.. جميعنا مستعدون للموت».
لحظة اعتقال وائل على الشريط التالي
وتعتبر صفحة «كلنا خالد سعيد» التي أسسها غنيم من أبرز صفحات حقوق الإنسان في العالم، وتعد الصفحة الأولى الأكثر نشاطاً في مصر والوطن العربي.. عليها حالياً ما يقرب من نصف مليون مشترك، يقومون بأكثر من 2.5 مليون زيارة يوميا، وآلاف التعليقات والمشاركات.
حركة شباب 6 أبريل
أسسها شباب على الفيسبوك، وكانو من أوائل الذين استجابوا لدعوة عمال غزل المحلة وهم الذين دعوا لاضراب 6 ابريل 2008 في مصر احتجاجا على غلاء الأسعار وصعوبة المعيشة والفساد والتعذيب في أقسام البوليس والظلم فى القضاء وسوء التعليم والرشوة وغيرها من المظالم.
لقد انتشرت فكرة الاضراب بسرعة غير متوقعة عن طريق الانترنت وبالأخص الفيسبوك والموبيلات والمنشورات وغيرها.
ولأول مرة تحولت الاحتجاجات إلى اشتباكات عنيفة بين الاهالي وقوات الأمن المركزي استمرت ليومين حصل فيها هجوم على اقسام ومراكز الشرطة في المحلة، وأحرقت المباني وغيرها من أعمال العنف، التي بدت وكأنها البروفة الأولى للانتفاضة الحالية. أطلقت الحركة راديو منفصل يبث عبر الانترنت حمل اسمها يقدم برامج اخبارية وسياسية وحوارية .
من جميع الاتجاهات
يعرفون أنفسهم كالتالي:
مجموعة من الشباب المصري من مختلف الاعمار والاتجاهات تجمعنا على مدار عام كامل منذ أن تجدد الامل يوم 6 ابريل 2008 في إمكانية حدوث عمل جماعي في مصر يساهم فيه الشباب مع كل فئات وطبقات المجتمع في جميع انحاء الوطن من أجل الخروج به من ازمته والوصول به الى مستقبل ديموقراطي يتجاوز حالة انسداد الآفاق السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يقف عندها الوطن الآن.
لم يأت اغلبنا من خلفية سياسية ما، ولم يمارس اغلبنا العمل السياسي أو العمل العام قبل 6 ابريل 2008، ولكننا استطعنا ضبط بوصلتنا وتحديد اتجاهنا من خلال الممارسة اثناء ذلك العام.
مــــــاذا نــــريد؟؟
نريد أن نصل إلى ما اتفق عليه جميع المفكرين المصريين وأقرته القوى السياسية الوطنية من ضرورة مرور مصر بفترة انتقالية يكون فيها الحكم لاحدى الشخصيات العامة، أو مجموعة يتم التوافق عليها من اجل مصلحة هذا الوطن وكرامته، ويتم إرساء مبادىء الحكم الديموقراطي الرشيد، ومن أهم ملامح تلك الفترة اطلاق الحريات العامة وقواعد الممارسة السياسية الديموقراطية السليمة.
المنسق العام للحركة أحمد ماهر وناطقها الاعلامي محمد عادل.
شجرة الأبطال
سنفتح ملفات صناع ثورة الغضب لاحقا وهم: علاء سيف وزوجته منال وأخته منى. حسام عرباوي، وائل عباس، نوارة أحمد فؤاد نجم، عبدالمنعم محمود، إسراء عبدالفتاح، نهى عاطف، حسام عيد محمد واكد وشقيقه النجم عمر واكد، النجم فتحي عبدالوهاب، رامي رؤوف، النجم خالد أبو النجا، النجمة بسمة، محمد الشامي، مصعب الشامي، النجم خالد الصاوي، وائل عباس، وائل ممدوح، عمرو سلامة، عزة بلبع، محمد محيي، احمد سيف، محسن بشير، سعيد حداد، نادين ابو شادي والمزيد غيرهم بالإضافة إلى الأيام الملتهبة التي ستقدم لنا أبطالها.
كلنا خالد سعيد
لا يوجد أحد لم ينطق «شباب الثورة» من المذيع إلى الزعيم، المحلل والغفير..
أولئك الذين انتزعوا الشعب من سباته وحملوه إلى ميدان التحرير وكل الشوارع في كل أنحاء المدن بعموم البلاد.
كيف تغلب هؤلاء الشباب على الزمن الذي سبقهم؟؟
وتجاوزوا الحركات والأحزاب «العريقة»!!
وزعزعوا أكبر منظومة أمنية - استخبارية - عسكرية في الشرق الأوسط..
ومسحوا في ليلة واحدة ما كانت تطالب به «المعارضة» على مدى عقود..
محققين مكاسب ما كان أحد يتجرأ ويتفوه بها ولو في كوابيسه.
شباب مصر الذين سحبوا حالة «الأمر الواقع» وبنوا واقعا جديدا..
لا أحد يعرفهم..
وبقوا مجهولين مبتعدين عن الأضواء، مكتفين بمدوناتهم و140 حرفا يتنشقون من خلالها هواء الحرية عبر تويتر ومجموعات متناثرة في فيسبوك.
من واجبنا المهني والأخلاقي المحاولة للتعريف بهم وتسليط الضوء على الانتفاضة الشعبية التي أشعلوها..
كابتكار مصري خالص..
أضافوه إلى تاريخ الثورات.
***
ثورةالفيروز
مصـــــــر
25 ينايـر2011
**
اعداد عادل حسين
جريدة القبس الكويتية
|