عرض مشاركة واحدة
قديم 15 / 03 / 2008, 05 : 01 AM   رقم المشاركة : [1]
هشام البرجاوي
ضيف
 


محكمة العقل و الخيال:هشام البرجاوي و نصيرة


[align=justify]حوار قناعات، و تبادل أفكار مع الأستاذة نصيرة (مداخلات الأستاذة نصيرة باللون الوردي)

موضوع الخيال يبتعد عن التأمل العقلي، إنه لا يحتاج إلى تأطير عقلي خلاب هو في الحقيقة تركيز مسهب و غير مهم على ظاهرة عادية يختلف الناس في تفسيرها، فلماذا يبحث المثقفون عن تنميط للمفهوم، أ ليس ذلك نوعا من الاستبداد؟ أرى في الخيال غنى و نعمة إلهية تمنح البشر متنفسا و نافذة على عوالم غريبة.
لا أعتقد أن العوالم المتعددة مكسب للإنسان، يجب أن نواجه ألام عالمنا الوحيد،
لماذا يتطرف الخيال في ابتكار عوالمه؟ إنه يبعدنا عن أسى عالمنا الوحيد.
لننتصر بتكامل الجهود و اتحادها على آلام عالمنا الحالي، و بعد ذلك نسبر غياهب العوالم التي يصنعها الخيال.
وما المجدي في عيش الألم؟ أم أنك من أنصار القولة الفلسفية:"الألم ضروري كالموت"؟
لا أقصد عيش الألم، و إنما مواجهته الأولية بمضاده المعروف و هو السعادة، و بالفعل و الإجراء أيضا، و يظهر من تساؤلك أنك تفهمين أن الألم يسيطر على أغلب مناحي حياة البشر و هنا نلمس ضرورته، إنه مشكلة موضوعية تستلزم ارتباطا وثيقا بالواقع، ينقذها من التأملات الترفية الخيالية.
كثرة المشكلات المتشابكة و الأحزان الثقيلة، أ كل هذه الأهوال تصنع التجربة الشرعية؟ أجد من الذكاء أن نتحرر قليلا من أغلال المصير و التخطيط و العقل.
دائما تستبعدين أهمية تواصل العقل في خدمة البشرية، و دعيني أقول إن الجريمة مفتاح للدخول المظفر إلى التاريخ، و تاريخ الإنسان في جزء واسع منه سجل لأعظم الجرائم في كل مجالات المعرفة و السلوك البشريين. أنصح الإنسان الذي لا يقدر على تخليد منجز معرفي ما أن يرتكب خطأ عبقريا أي لم يحدث له مثيل في التاريخ. بالتدرج في الخير وصولا إلى قمته و بالعبقرية أيضا في اقتراف الأخطاء تتحقق التجربة الإنسانية الشرعية و تتطور.
لا أقلل من أهمية العقل، إلا أنني أعتقد أن هناك فرقا بين استعمال الخيال و السكن فيه، و الخضوع المستديم للوهم؟
لا نستعمل كوسيلة إلا ما نعرف مضمونه.
هل الخيال مضمون أم وسيلة؟
عندما نقول إنه وسيلة، فإننا ندمجه تماما بالعقل
و حينما نقول إنه مضمون، فإننا نعطيه روحا عقلية، بل إننا نفرض عليه أن يكون إنتاجا عقليا.
الخيال نسق ومجموعة وسائل كثيرة
كأنه ناد فيه دراجات و مراكب و أجنحة و أشرعة
لا أعتقد، إنك لا تمنحين الحساسية المطلوبة للخيال و معانيه، ما يتحكم في نقاشنا الآن هو الفهم العقلي لأهمية الإنصات للآخر و تفحص قناعاته.
دعني أكمل اعتقادي، الخيال أبعاد نحن المتحكمون فيها
و أنا الآن أتحدث و أعبر عن أفكاري عن الخيال و أستعمل خيالي
تستعملين عقلك.
أتحفظ على عبارة:"أستعمل خيالي"، السياق غير متكافىء، لو أن الخيال هو المستعمل لما كان التنظيم حاضرا في النقاش و لكان الحديث عن التعاريف و المفاهيم غير ممكن.
عقلي لا يستطيع منطقيا تخيل مافي خيالي
بلى.
الخيال جزء من تفكيرنا.
التحويل إلى اللغة يمارسه العقل، رموز الخيال يشرحها العقل،
و الفكر هو العقل
ما الفرق بين الأحلام و الخيال؟
في الحلم يقول التحليل النفسي إنه اللاشعور من يتحكم.
لكنه العقل، إننا نستطيع أن نقص أحلامنا كوقائع، و في بعض الأحيان نستفيق و خصوصية الحلم تستوطننا، و يخلصنا منها المعرفة العقلية بالعلم و الاستعداد للتأويل.
صحيح كلامك، لكنك تتحدث عن أحلام النوم لا أحلام اليقظة، ذلك الذي نسميه الخيال الواعي.
إنها مقارنة فقط يا سيدتي، و المقارنة لا تصدر عن اعتقاد خاطئ. و تذكري أنني أسميك عبر كل مراحل تبادل الأفكار:"سفيرة السماء" من منطلق عقلي.
مع ذلك يسرني أن أتخيل أنني سفيرة السماء.
أعتقد أننا عثرنا يا سيدتي على نقطة التقاء.
لأنني، الإنسان المقدس للعقل، من أطلق عليك ذاك اللقب
دعني أكمل مداخلتي، و يسرني عبر صور الخيال اللامعة أن أقطف مزايا و شمائل هذا اللقب التالد.
اقطفيها.
فكل نفائس الخيال تظل أقل أهمية من وسام:"سفيرة السماء" الذي أطلقه العقل. و من يتحاور مع الشكل الميثولوجي للقب يستشف بسهولة أن العقل حاضر في مظاهر الميثوس التي يقول التاريخ إن العقلانية تكونت لتواجهها.
يا إلهي، علينا أن نتوقف عند هذا المستوى، إنك تحول اللقب الجميل الذي وهبتني إياه إلى نقاش يسعى إلى تفسير اللوغوس أي العقل و الاسترسال في تمجيده الذي ينزاح نحو العاطفة، فيكون التفكير العاطفي محتميا بدرع عقلي.



[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس