عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 02 / 2011, 03 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
الزبير قريب
شاعر جزائري وأديب

 الصورة الرمزية الزبير قريب
 





الزبير قريب is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

هـــــــــــدى/ ...حتى لا ننسى شاطئ السودانية و غزة الجرح

هُـــــــدَى

(...إلى يوم التاسع حزيران العام ألفين وستة على شاطئ السُّودانيَّة، في مدينة غزّة.)


مِثْـلَ شَمْـسِ الأطْفَـالِ حينَ أَطَلَّـتْ


بِنَهَــارٍ عَــلَى اللِّقََــاءِ مَدِيــدِ


- يَا هُدى. - لَمْ أَنَمْ أَبِي، و اسْتَدَارَتْ:


إِنّــهُ يَـــومُ حَفْلِنَــا المَوْعُـودِ،


ألْفَ شُكْـرٍ أَبِــي، هَدِيـلُ، هَنَـادِي،


صُبْـحُنَـا مُشْرِقٌ بِعِقْـــدٍ فَرِيــدِ.


-هَيْثَـــمٌ لَمْ يُفِقْ هُدَى. أَنْتِ عَجْلَى!


وفَـطُورُ الصَّبَـاحِ.. - يَا لَلْجُمُودِ! ..


إِنَّنَـــا ذَاهِبُـونَ لِلْبَحْــرِ، أُمِّـي،


فَلِمَــاذَا لَمْ تُبْشِـرِي بِـالعِيـــدِ؟


هُــوَ يَـوْمٌ، أُمَّــاهُ، يَفْرَحُ فِيــهِ


المَــوجُ إِذْ نَلْتَقِــي بِـهِ مِنْ جَدِيدِ.


سَــوْفَ نَبْنِـي مِـنَ الرِّمَـالِ بُيُوتًا


تَتَــوَارَى عَـنْ جَــارِفَاتِ الجُنُودِ!


وَ نَـشُـمُّ النَّسِيـمَ مِنْ رِئَـةِ الشَّمْسِ


بَـعِيـدًا عَــنْ عَتْمَــةِ البَـارُودِ،


سَـوْفَ نَعْـدُو، وَهَيثَـمٌ سَوْفَ يَحْبُـو


فِــي لِقَـــاءِ النَّدَى بِحُلْمِ الـوُرُودِ


وَسَنَنْسَـى صَــدَى القَذَائِـفِ حِينًـا


وَحَـدِيثَ الحِصَـــارِ وَالتَّصْعِيـــدِ


هُــوَ يَـوْمُ الحَيَـاةِ، فَلْنَحْـيَ فِيـهِ


مُسْتَـرِيحيـنَ مِثْــلَ بَاقِـي الوُجُودِ.


****


- يَـا هُدَى، يَا هُـدَى، سَرَحْتِ بَعِيـدًا


خَـلْفَ عُمْرِ الزُّهُورِ والصُبْحِ، عُودِي..


- إِنَّ قَلْبَ الصِّغَــارِ يَــا أُمُّ يَحْيَـا


بَيْــنَ جَنْبَــيَّ، بَيْـدَ أَنَّ قُيُـودِي..


جَعَلَتْنِــي أُحِــسُّ أَنِّـي دُخَـــانٌ


نَابِـتٌ فِــي الرَّمَــادِ رَغْمَ الصُّعُودِ.


- كُنْتِ عَجْلَى! وَهَا حَمَاسُـكِ يَخْبُــو،


هَــلْ نَسِيتِ الـذَّهَابَ؟، أَمْ لَمْ تُرِيدِي..


- بَـلْ سَنَمْشِي عَلَى الجِرَاحِ، وَنَلْهُـو


فِي مَـدَى المَـدِّ رَغْـمَ جَـزْرِ الحَقُودِ.
****


- هَــلْ تَـرَكْنَـا الحَمَـامَ دُونَ طَعَامٍ؟


- بَــلْ كَفَيْنَــا مَسَــاءَهُ بِالمَزِيـدِ.


- قُــلْ لَـهُ يَـا أَبِـي لِيُسْرِعْ قَلِيـلاً


نَحْنُ وَاليَـوْمُ فِـي اسْتِبَاقٍ عَـنِيــدِ.


- أَيُّهَا السَّائِــقُ، ابْنَتِـــي تَتَرَجَّـى


لَـوْ تَصُبُّ الإِلْحَــاحَ فَــوْقَ الوَقُودِ.


****


-هَـا هُـوَ البَحْرُ، فَانْزِلُوا يَا صِغَـارِي


وَاغْــمُـرُوا مَـوْجَهُ بِيَــوْمٍ سَعِيـدِ


وَاعْــبَثُوا بِالرِّمَــالِ، وَابْنُوا بُيُوتًـا


وَاهْـــدِمُوهَا بِــلاَ قَــرَارٍ بَلِيـدِ،


وَأَنَــا سَــوْفَ أَسْتَـــرِيحُ قَلِيـلاً


عِـنْـدَ ظِــلِّ الزَّيْتُونَــةِ المَمْـدُودِ،


يُصْبِــحُ المُـوجُ حِينَ تَشْدُونَ أَحْلَـى


فَأَجِيبُــوا اضْطِــرَابَـهُ بِالنَّشِيــدِ.
****


وَتَفَـانَتْ هُــدَى عَلَـى سَاحِـلِ الحُبِّ


تَمَـــامًـا كَقَـلْبِهَــا المَعْهُـــودِ


كَـــانَتِ الشَّمْـسُ تَسْتَدِيـرُ إِلَيْهَــا


فِـي حِـوَارِ الغُصُـونِ واِلـغِرّيــدِ.


كُلُّ مَـا فِي السَّمَاءِ فِـي الصَّيْفِ أَصْفَى


وَقُــلُـوبُ الصِّغَــارِ بَيْتُ القَصِيـدِ.


****


غَفْــوَةٌ لَـمْ تَطُـلْ عَلَى جَفْنِ "عَلْيَـا"


فَأَفَـاقَتْ عَلَــى سَحَــابٍ رَعُــودِ:


- اُهــربوا فَالمَسَــاءُ مُــلِّىء نَارًا


وَرَمَـادًا، عَلَــى امْتِــدَادِ الحُـدُودِ.


- يَـا أَبِـي قُـلْ لَـهُ لِيَــأْتِ سَرِيعًا


نَحْنُ وَالمَــوْتُ فِـي سِجَـالٍ شَدِيـدِ.


****


وَغَــدَتْ زُرْقَـةُ النَّسِيـمِ أَدِيمـــًا


أَحْمَـرَ العَـصْفِ مِـنْ زَفِيـرِ الحَدِيـدِ


لَحْظَــةٌ تَصْبَــغُ النَّقَــاوَةَ رُعْبـًا


مِنْ نَزِيفِ الأَشْــلاَءِ فَـوْقَ الصَعِيـدِ


****


وَهُـدَى، صَـرْخَةُ الجِـرَاحِ، أَبُوهَـا،


أُمُّهـَا، وَالجَمِـيـعُ بَـيْـنَ الحُشُـودِ


سَـابَقُوا المَـوْتَ فَاسْتَفَـاقُـوا لَدَيْـهِ


وَالْتَقَـى يَوْمُهُــمْ بِيَـوْمِ الخُلُــودِ.


****

تَمْسَــحُ الرَّمْــلَ وَالدِّمَـاءَ، وَتَبْكِي :


(( أَلِهَـذَا أَتَيْتُ؟ " يَــابَـا.."، أَعِيـدِي


يـاَ رِمَــالَ الأَسَـى أَبِـي، وَسَأَمْضِي


لاَ أَرَى البَحْـرَ قَبْــلَ صَيْفٍ أَكِيـدِ. ))





الزُّبَيْر قَرِيب، بِئْر العَاتِر، الجَزَائِر فِي 31/10/2010









نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة عادل سلطاني ; 18 / 02 / 2011 الساعة 39 : 07 PM.
الزبير قريب غير متصل   رد مع اقتباس