عرض مشاركة واحدة
قديم 13 / 02 / 2011, 47 : 04 AM   رقم المشاركة : [1]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

ra2i (( لا ثورة بلا مقدمات لا ثورة بلا قيادة ! ))


قبل سقوط وتفكك جمهوريات الإتحاد السوفييتي بقليل ، وفي احد الاجتماعات القيادية للحزب الشيوعي السوفييتي الذين
كانوا يناقشون الأوضاع المتردية في إمبراطوريتهم المهتزّة وهم يشاهدون ما يجري في بلادهم على القنوات الفضائية
التي كانت تنتشر في كل العالم ، وقف أحد القياديين - وهو من جهاز الإعلام – يخاطب المجتمعين بسؤال :
" هل لو كانت وسائل إعلام هذا اليوم موجودة في بداية القرن ( العشرين ) هل أقدم لينين ورفاقه على تأسيس الحزب الشيوعي ؟!"
ذُهل معظم السامعين واستهجنوا هذا الذي يقوله شيوعي لا يشك في ولاءه ولا تاريخه غير أنهم لم يستوعبوا
الفكرة والقصد من وراءها فنهض أحد " المحنطين " من القيادة وقال متهكما : " أتريد حلّ الحزب يا رفيق ؟! "
لم تستوعب مختلف قيادات أحزابنا العربية على اختلاف مشاربها بعد معنى هذا الكلام
الذي قاله ذلك المفكر الروسي وما زالت عقلياتهم تشبه إلى حدّ كبير عقل ذلك القيادي " الشيوعي " الذي قال ،أتريد حلّ الحزب يا رفيق ؟!
الغايات " النبيلة " من نشوء الأحزاب : نشر "الأفكار / مجموعة المبادئ " التي من أجلها اجتمع رهط
من الناس لتعمّيم ثقافتها بين المجتمع ولتعمل أداته التنظيمية على تنظيم الجماهير وقيادتها لتحقيق الأهداف ؛
الأهداف المًعلنة بكل وضوح تلك التي آمنت بها تلك الجماهير ؛ فنشر الأفكار في هذا الزمن " الثائر" بكل مقاييس العلم والتطور ،
لم يعد يحتاج إلى أحزاب ينتشر أعضاءها في الدساكر والشوارع والأزقة ليلقون بمنشور
يهاجم السلطة ، أو لكتابة شعار ممنوع على أحد الجدران أو لدعوة إلى اجتماع لخلية سرية
يلقي فيها أحد " الموجهين السياسيين " محاضرة قد يفهم عليها البعض أو لا يفهم ، وقد يجترّ
صاحبها نفس الكلام الجاهز والجامد وربما تستمر المسألة لسنوات دون أن تكسب تلك الخلية الحزبية أي عضو جديد !
فنشر الأفكار في هذا الزمن " الثائر" بكل مقاييس العلم والتطور ، لم يعد يحتاج إلى أحزاب قد
هرمت وفسدت دماءها بعد أن أصبح متوسط أعمار منتسبيها يتجاوز الخمسين عاما وما فوق ؛
وبالتالي أصبحت في عزلة عن الجماهير التي باسمها أنشئت وباسمها " ناضلت " ودون أن
نسقط حق معظمها وتاريخه في النضال ولكنها كما قال التونسي الذي أبكاني كثيرا:
" لقد هرمنا ونحن ننتظر هذا اليوم " واعترافه بأن هذا الجيل قد حقق الحلم .
فنشر الأفكار في هذا الزمن " الثائر" بكل مقاييس العلم والتطور، صار أسرع ،
وصار أسلس .. وصارت تلك الأفكار تُقبل بمحض الإرادة الحرّة بلا إغراء أو دفع
أو ترغيب لمصلحة أو انتهاز ، وصار الفكر يحاكي عقل المتلقي بعد خوض حوارات
لم تمارسها أمتنا عبر تاريخها – فهي أمة التلقين والتلقي – فالمتحدث عبر الفضائيات
مختلف عن المتحدث في خلية حزبية إن لم يحترم عقلنا نخفيه بكبسة زرّ .. والمحاور على الشبكة العنكبوتية
إن لم يتمتع بالمصداقية والمنطق يسقط مهما استعار أو بدّل من أسماء ؛ فنشر الأفكار
لم يعد أمامها أي عائق .. والتفاعل معها وبها صار أداته جيل جديد ، دماء نقيّة وحيوية تليق بالشباب .
مع الأسف ،لا حكامنا ولا أحزابنا قد تنبهت إلى ما أشار إليه ذلك الروسي العتيق والذي
أراد قوله : أيها "المحنطون " غيروا من أساليب آلياتكم التنظيمية لتتماشى مع تطور
العصر حتى يستمرّ التواصل ما بين الحاكم والمحكوم .. ما بين الأحزاب والجماهير
فالجماهير ثارت بعد أن آمنت بفكرة التحرر من الفساد والتبعية .. والجماهير ثارت على
الظلم والخونة الذين باعوا الأوطان وأهدروا كرامات الشعوب .. والجماهير ثارت وبدأت
عملية الهدم لثقافة قديمة وهي جاهدة باحثة عن إنشاء ثقافة جديدة .. لقد تعلمت فن الهدم
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=14837
بلا تخريب ولكنها مترددة متلعثمة في وضع أسس الثقافة التي على أساسها ستبني المستقبل ..
فثورتها كانت لها مقدمات كثيرة وليس كما يستسهل البعض القول - إن لم نقل أكثر-
قد حدثت بفعل صفحات الشبكة العنكبوتية إنما تلك وسيلة .. فملايين العرب من التوانسة والمصريين
وغيرهم في طول البلاد العربية وعرضها لم تحركهم صفحات "النت " فقط بل على القادة الجدد :
إدراك بأن للثورة مقدمات ذاتية وموضوعية ، فالفقر والعوز والظلم والقهر محفزات ذاتية ،
تدفع نحو الرفض والتململ والاحتجاج ؛ أما العوامل الموضوعية فهي كثيرة أيضا :
كيف كان ينظّر العربي المصري ومنذ أكثر من ثلاثين عاما إلى نظامه وهو يرفع علم " كيان "
دولة مصطنعة قامت بالقهر والظلم على أرض عربية وتشرّد ملايين من إخوتهم أبناء
جلدتهم ودينهم دون أن يؤثر فيه مشاهد القتل والهدم وغير ذلك ؟؟
وكيف شاهد ملايين العرب اجتياح لبنان واحتلال عاصمته بعد ثلاثة اشهر من انسحاب العدو من سيناء
وموافقة النظام المصري كما كشفت الوثائق ؛ وكيف شاهدوا جنود العدو وما كانت
مشاعرهم عندما كانت تُطحن أيادي المنتفضين ضد الاحتلال في فلسطين المحتلة
وكيف تفاعلوا وهم يشاهدون على شاشات التلفزة وعبر البث المباشر احتلال بغداد
والرذائل التي مارسها الاحتلال الأمريكي مع الشعب العراقي هناك ؟؟
كيف كانت مشاعرهم وهم يشاهدون مجازر العدو في قانا .. وغيرها من المجازر ..
وكل ذلك كان يجري ومعظم الدول العربية صامته أو هي موافقة بل إن بعضها قد
ساند العدوان كنظام مبارك وسلطة العار في رام الله أثناء اجتياح غزة .. !!
ألم تثر هذه الأحداث شيأ آخر داخل النفس العربية غير الغضب والاحتجاج ؟
ألم تصب في داخله مركز الكرامة والوجدان ؟
ألم تثبت له المقاومة في فلسطين الجرح النازف منذ مئة عام قدرة الإنسان العربي على الصمود .؟
ألم تُثبت له المقاومة اللبنانية بصمودها وتضحياتها بأن العربي باستطاعته
إذا أراد أن يبكي جنود العدو ويأسرهم من مواقعهم وهم في أعلى درجات التنبه والاستنفار ..؟
ألم تخرج الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج في تظاهرات تأييدا لمقاومة لبنان
خصوصا في مصر رافعة رايات المقاومة وصور أبطالها بل وهتف مثقفوها لرئيس عربي
شاب حين قال بصوت عال : إن الأجنبي يريد لنا شرق أوسط جديد سنفشله ، ونبني شرقنا
الجديد قاعدته المقاومة والجماهير " وعندما قال في الحكام " أشباه الرجال " تآمروا لإسقاطه
وتدمير إرادة كل قوى الممانعة عبر تشويه صورهم ولكنهم فشلوا ؟؟
كل هذا كان مقدمات تراكمت وتحولت إلى أفعال كيفية فلا يتوهمن احد بأن الثورات ليس لها
مقدمات أثمانها غالية وتضحياتها جسام .. فثورة الاتصالات وشبكات النت كانت وسيلة
الإطلاع ووسيلة نشر الفكر المقاوم صاحب الإرث والتاريخ .. فلا ثورات بلا مقدمات ولا ثورات بلا قيادات
ونأمل بأن لا تضيع ثورة الجماهير العربية المصرية - الانتصار الغالي - من يد
من لا يحسن فنّ القيادة .. فالثورات لا تقودها هواة التجارب أو المترددين ، لأن
المتربصين من عصابات النظام وليس ما يقال " بقايا النظام " سيتحالفون مع الملتحفين
عباءة الثورة أولئك المرتبطين بمخابرات الدول الأجنبية أو مخابرات النظام نفسه
فأين جيش الموظفين في مختلف أجهزة مخابرات الدولة ..؟!
30 عاما ويزيد ومعظم رتب الجيش العليا تربّت في الكليات الأمريكية .. و30 عاما قد تغيّرت
عقيدة الجيش المصري فلا ينخدع أحد بأنه تغير بين ليلة وضحاها .. ولكنها الملايين التي
فرضت عليه " العقلنة " وبعض كبار الضباط مرتبطين عضويا بالنظام الفاسد وأي استرخاء
أو تراجع من الشعب سيذهب تضحياته هدرا بل ربما تنجح أمريكا باستبدال عميل فاسد بعميل
آخر يدّعي العفّة تتداول " محاسنه " عبر صفحات " النت " .
ومع ذلك ومهما اختلفت النتائج وآلت إليه الأمور فالشعب العربي المصري قد فرض التغيير
وأسقط حاكم بثورته بعد 30 عاما من الذلّ والعار والفساد وهذا بحد ذاته انتصار قام به شعب عظيم .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس