| 
				
				سيرة الفقد
			 
 سيرة الفقد 
 
 
 
 
 عطرها المنتشر كالوباء
 
 
 يوشوش ببلاغة ناصعة في أرجاء البيت .
 
 
 البارحة كانت هنا ،
 
 
 هنا كان نهداها بلعاب شهوتها ينزفان.
 
 
 هنا كانت شفتاها تقضمان تفّاح الخطيئة،
 
 
 كفراشتين تحومان حولي .. ترفرفان.
 
 
 هنا كانت أناملها الضّاحكة ، العابثة بالغيم ،
 
 
 وكانت مشدّات صدرها مشانق لي
 
 
 في الأفق المطوّق بشراهة ثغرها .
 
 
 هنا كانت في غرفة الإنعاش ، مبتلّة بالذّنب
 
 
 تتعرّى بأوجاعها في ذاكرتي ،
 
 
 
 تهرش الوقت، وتلهث في ليل أنوثتها
 
 
 المعطوبة بحسرة ما .
 
 
 هنا كانت في بعدها الخامس مسجاة على الكنبة ،
 
 
 تتدلّى بأغصان فواكهها المشتهاة .
 
 
 هنا كانت أنفاسها الحرّى ، وأعراض عواءها ...
 
 
 فيما أنا في غرفة الغيب منهوبا أتلوّى ،
 
 
 لائذا بالجدار .
 
 
 بأصابع مقضومة ، أحلق ذقن الفراغ الفسيح.
 
 
 ماسكا بعود ثقابها المطفأ ،أتقرّى سيرة فقدها .
 
 
 مطعونا ومدهوشا : سيفا مغمدا في حلق الرّيح.
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 |