فتحت  نوافذ بيتي  الذي  يطلّ على الشاطئ  ،كنت أرتشف قهوتي رشفة أو رشفتين لأصل لقعر الفنجان، وأنا أقرأ الصحف اليومية المتراكمة من  الصفحة الأولى التي- تَرفع الضغْط -إلى أن أَنتقل إلى  صفحة المقالات ثم أنتهي بها إلى الإعلانات،  كنت أسمع أغنية" قارئة الفنجان"  لعبد الحليم حافظ.".- رحمه الله -.فارتعشت  لها رعشة  عاشق 
هكذا هي الأغاني تحلّق  بنا إلى  فضاء الحب والهيام ....... و عند - شروق الشمس-  ناجيت الذكريات:
-يا شمس... أَخبري الحمائم عن قلبي الخالي ،أخبريها أني على فِراشي أَستبقْ الذكريات ،وأَنصتي  لهديل يَدفعني إلى أشجان الحب ..واعْزفي على أَغاريد الحب و الأمواج ،
-يا شمس هذا الصباح أخبريني عن حب  بهذا النقاء 
-خذيني إليه بصمت مكْسو بالبياض وبُقُبْلَةْ ترحل بعيدا إلى السماء...
-سألت  نفسي  : 
- هل من الطبيعي... أن  يبحث المرءُ - عن حبّ  جديد  - أمام تغيره المفاجأ-...لمجرد   نزوة من نزواته   ..  -  فيهجر حبه القديم ويُنهي العرض ويُسدل الستار   ...وما هو المبرر لذلك  التباعد  والتجافي ؟
-وهل من السهولة ....أن ينتقل بقلمه إلى مداعبة أسلوب جديد يختلف -تماما- عن كلمات الأمس-  ف يعشق حروف  كان هو بالسابق لا يعيرها انتباها   .
-أم هل هي  مجرد مشاعر تقف من خلف الجدار وتتلصص- كسارق القلوب والأفكار-   ؟
-هل  أمشي بحروفي حافية القدمين و أخفي خطواتي فلا يَعثر أحد على خطواتي  ؟، 
- أم هل أكون لوحة بألوان ...تموجُ بأنوثة  جمالي ...وجسد كلماتي المتكامل ...وعبيري الفوّاح
-أربع خَرَزات- أتمايل بها على  صفحتي وأبتسم  لكل واحدة  :
أدَبي وآدابي.....وجمال الروح والذكاء،... ووفاء قلمي... ، وكُتبي وأوراقي
لم أن أتوقع أن- الحمامة- ستأتي لي برسالتي  في صباح اليوم التالي   ل تسألني عن إذا ما كنت مصمّمة على  -رسالة الذكريات-  حينها تسارعة  نبضات قلبي فأرسلتُ له ابتسامتي في أوّل النهار وأنا أحاول الاستمتاع -بقراءة الفنجان-    مع نسمات الشاطئ 
ولكن هل أنا مطالبة بإقناع  -الأدباء والنقاد- لأنساق إلى رؤيا... ومستجدات.. واتجاهات مختلفة ؟
-ومن أين لي أن أستمد قوتي ؟  
-هل من قوة الشمس ...أم من هدير الحمام ؟
-أم من زبد  الشواطئ ؟... 
وفي صباح اليوم الثالث، عادت  لي حمامتي  لتقرأ  ما تبقى  في  قعر  الفنجان و من سيكون  -حبيب كلماتي-....  يا إلهي...يا إلهي ..... إنه مختلف  -تماما-  بأسلوبه وأدبه  وشعره  عني ...  
ثم تابعت  الحمامة  بهدير صوتها  ......   وبشرتني بأن سماء كلماته ستمطر  ب - نُظم  شعره - وأدبه ..  على - كلماتي الأنثوية العاشقة   -
فأكون له أميرة شعره وأدبه  .....ويكون هو فارس كلماتي ...
فنبضت  في أعماقي  بقايا الروح...  وارتعشت رعشة تتدفق وتصبّ في نشوى كلماتي ، حتى  كدت  أشعر و كأني بين الأشجار والأمطار وهي تتجرّع من حروفي كيف ما أشاءْ ، و رفرفت الفراشات  ..رَفيف العاشق  المبهور بنور حبيبته ، غير أن تلك الكلمات تُشعل قلبي وكأنها تسألني ماذا تُريدين ..!ولما أنتِ تحدِّقين بصفحتكِ البيضاء..! ومما تخافين؟...
كاد قلمي يفلتُ مني وأنا أمسكُ به حتى أصل به إلى   -حبيبي .. وساحر كلماتي - فنظرتُ  إليه عبْر  نافذة الشاطئ  ،  لأكون معه حينما ينام الناس على زوْرق ليْلي في- بحر من  الكلمات- فينثر  علي حروف من شعره المنظوم  و يَعزف لي لحنا يُشجي الدنيا طربا ،  و يصْرخ بحبه لي .. أين أنتِ ...  يا- وردة حبي ويا فؤادي -
فيزداد حبّه لي  وهيامه ، و يَشْقى قلبه  إذا ما لم يَسمعْ  - رنين صوْتي - الرخيم
فينشد لي المزيد من الشعر.... ويعْزف لي لأرقص له على  نغمات صوتي االقمري الدافئ 
***************
تحيتي وأشواقي  للجميع....في كل صباح ومساء ...
فشوقي الحار - للخاطرة -  جعلني أنثر كلماتي التلقائية 
أتمنى أن تنال إعجابكم 
خولة الراشد