عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 02 / 2011, 40 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
كمال خوجة
مترجم وخبير الوثائق العثمانية
 





كمال خوجة has a reputation beyond reputeكمال خوجة has a reputation beyond reputeكمال خوجة has a reputation beyond reputeكمال خوجة has a reputation beyond reputeكمال خوجة has a reputation beyond reputeكمال خوجة has a reputation beyond reputeكمال خوجة has a reputation beyond reputeكمال خوجة has a reputation beyond reputeكمال خوجة has a reputation beyond reputeكمال خوجة has a reputation beyond reputeكمال خوجة has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: تركيا

التدابير والفتوحات الأولى لإبراهيم باشا في حملة العراقين من خلال معروضاته وتقاريره

البروفسور م. طيب كوكبيلكين
ترجمة كمال أحمد خوجة
الحرب العثمانية- الإيرانية(940-942= 1533-1535 ) وهي الحملة الأولى للسلطان سليمان القانوني ضد الدولة الصفوية المعروفة بحملة العراقين كانت إحدى الحوادث المهمة في تاريخنا السياسي والعسكري في القرن السادس عشر. كما كانت من حيث نتائجها مرحلة مهمة أيضا من عهد التطور والرقي. وإذا كانت أسباب هذه الخصومة التي أسفرت عن هذه الحادثة يمكن إرجاعها إلى الماضي البعيد، حيث النفور المذهبي، والتوتر السني- الشيعي، فإن الأسباب الرئيسية للحملة معروفة وتكاد تكون مصادر التاريخ متفقة على ذكر مسألتي بغداد وبدليس ولجوء أولاما خان (باشا) في هذا المجال. فمن المعروف أن حملة العراقين التي استغرقت عامين وكانت موضوعا لمختلف الحركات العسكرية والسياسية بدأها الصدر الأعظم والسردار إبراهيم باشا بتحركه من استنبول في خريف عام 1533 في أعقاب المعاهدة العثمانية- النمساوية. واعتبارا من هذا التاريخ وحتى تاريخ التقائه بالسلطان في تبريز (ايلول عام 1534) فإنه من المعروف بأنه كان يقوم خلال فترة السنة هذه بقيادة هذه الحركات من الناحيتين العسكرية والسياسية، ويتخذ كافة القرارات بنفسه أولا ، يؤكد ويثبت ذلك الكتب التي أرسلها حول هذه العمليات والقرارات والتقارير التي قدمها للسلطان. إن ما نعتبره حتى الآن أصح المصادر وأوثقها مثل البستان (فردي) لجلال زاده، و"بيان منازل حملة العراقين" لنصوح مطرقي ، و"كتاب المنازل" المندرج في منشآت فريدون بك تحت عنوان" تفصيل المنازل والقضايا ببيان أحوال الحملة التي خرج إليها سلطان العالم لاجتثاث طهماسب رئيس الملحدين من صفحة الرياح..." وغيرها من مصادر الدرجة الأولى ، وما نقل عن هؤلاء من مصادر الدرجة الثانية مثل العالي ورمضان زاده وصولاق زاده والبجوي وغيرها يبقى دون أدنى شك في المرتبة الثانية بالنسبة للمعلومات والتفصيلات التي قدمها الصدر الأعظم وقائد الجيش بنفسه. هذه الوثائق التي لم تكن معروفة حتى الآن وجمعتها بنفسي من دور الوثائق تكفي لإلقاء مزيد من الضوء على السيطرة والقيادة في حملة العراقين من حلب إلى تبريز ولتصحيح وإكمال بعض المعلومات والقناعات التي تقدمها سجلات الحوادث على وجه الخصوص.
فالوثائق التي ستكون موضع بحثنا هنا تنحصر على المرحلة الأولى من هذه الحملة إذا استثنينا واحدة أو اثنتين منها. ومن حيث الواقع لا يمكن ظهور مثل هذه التقارير فيما يتعلق بالمرحلة الثانية أي مرحلة تحرك السلطان مع قائد الجيش. لكننا لو عثرنا على دفتر مهمة الجيش الذي يغلب الاحتمال على تدوينه في تلك الفترة، لأمكننا من توسيع معلوماتنا عن الفترة التالية ومن إلقاء الضوء على الحوادث التي سكتت عنها سجلات الحوادث أو لم توضحها بصورة كافية. على كل حال لنكتفي بهذه الوثائق الآن ، ولنر ما تعلمنا وتعطينا هذه الوثائق. ولنتناول واحدة من الوثائق الإثنتي عشر.
والآن فإن الوثيقة الأولى من الوثائق الاثنتي عشر التي نستعرضها ولها علاقة بهذا البحث فقط( لأن بحوزتنا وثائق أخرى غير منشورة تتعلق بإبراهيم باشا) رسالة غير مؤرخة أرسلها سليمان باشا(الطويل) إلى القائد(الوثيقة 1). فالصدر الأعظم الذي قضى شتاء 1533-1534 في حلب لإعداد الحملة يتخذ التدابير للعمليات التي ستبدأ في الربيع كما تقول كتب التاريخ ويجمع المعلومات حول العدو من ذوي العلاقة لذلك يقول جلال زاده بأن القائد "الذي منحه السلطان صلاحيات مطلقة في مجموع أفعاله وحركاته"اتخذ بعض التدابير وهو بحلب لتسخير بعض القلاع. ومن ذلك طلب الأخبار من سليمان باشا الذي كان قبل ذلك أمير لأمراء ديار بكر -وتقول المصادر أنه عزل قبل عام أي في عام 939 من هذا المنصب- وهو من بني رمضان؛ ولعل سليمان باشا المذكور في بوستان(فردي) من أنه عين في هذه الفترة أميرا لأمراء الأناضول هو هذا الرجل. وفي هذه الحالة فإنه قد يكون عزل في 939(1532) من ديار بكر لكنه عين في العام التالي لولاية الأناضول، وكان مرسلا إلى ميدان العمليات عندما تقرر القيام بالحملة.
وكان إبراهيم باشا طلب في رسالته إليه بأن " يجمع قواته في الموصل " و "يحصل على معلومات صحيحة "عن أحوال وأوضاع قزلباش الأعالي" ويبلغه بها. وجاء في رد سليمان باشا بأن هناك روايات مختلفة كثيرا حول الشاه طهماسب الذي جاءه الخبر بوجوده بمدينة هراة. وأنه علم بأنه حتى الأمير موسى حمو الشاه الذي كان موجودا في تبريز لا يستطيع تلقي خبر صحيح عن ملكه هو. وأنه مع ذلك فإن أغلب الاحتمال أن يقضي الشاه الشتاء في قم. ويظن بأنه لن يفارق حدود خراسان خشية أن يأتي عبيد الله خان حاكم الأوزبك من مرو ويشن هجوما في أية لحظة. ومن جهة أخرى فإن ما عرفه عن بغداد يقدمه كالتالي:
إن محمد خان التكوي الذين عين لحكم بغداد بعد ذو الفقار خان (وفي عالم آراء عباسي محمد خان بن شرف الدين تكه لي) جمع من المؤن ما يكفي 3-4 سنوات ويعمل على تحصين مواقعه وأن علاقاته مع القبائل العربية المجاورة لبغداد ليست حسنة وأن÷"ليس له ميل إلى هذا الجانب في الظاهر" يقول ذلك استنادا إلى المعلومات التي تلقاها من سيد أحمد بك أمير الموصل ومن عربي اسمه "حسين بشرى" مخلص للدولة العثمانية يتصرف بتيمار.
وما يوصيه سليمان باشا للقائد حيال هذا الوضع الترقب والتحرك بتأن. وأن ينتظر حتى يذهب هو إلى الموصل ويزوده بأخبار أصح من جانب بغداد، ويتخذ التدابير على ضوئها. ومع ذلك فإن يجب أن يكون "فتح بغداد التي يعرفها بأنها قوية التحصين بإعطاء الأمان ميسرا" . وإلا فإن الحاجة تقضي بتأمين مابين 3000-4000 فأس ومجرفة. ومن الممكن أن إبراهيم باشا تلقى هذا الخبر وهو في طريقه إلى حلب. وأنه أخذ بهذه النصيحة فقضى الشتاء في حلب. وحسب ما ذكره بستان(فردي) ولعل أفكار ونصائح هذا الإداري الخبير الذي عين أميرا لأمراء الروميلي بعد وفاة يعقوب باشا، وكان بعد فترة قصيرة أول أمير لأمراء بغداد ( ووقع على رسالة كتبها إلى الصدر الأعظم بأنه"المحب المخلص") كانت تلقى القبول لدى القائد.
والوثيقة الثانية تتعلق أيضا بـ"تفحص أحوال" ديار العجم وولاية بغداد. وهو تقرير بتوقيع"أضعف العباد الفقير قايتمش" (قايتمش،قايتاميش، قانيميش) موجه إلى إبراهيم باشا(الوثيقة2)
وهذا الرجل الذي لم نوفق وللأسف في معرفة هويته من المصادر التاريخية عن تلك الفترة( لأن كافة المصادر التاريخية بما فيها المصادر الإيرانية مثل أحسن التواريخ لم تتحدث عن هذا الاسم) يقول عن حرب طهماسب – يتحدث عن "الشيخرزاده" طهماسب" يجب أن نفهم على أنه ابن الشاه إسماعيل- مع الأوزبك، "وغلو جماعة التتار من جهات خراسان واشتباكاتهم في الموقع المعروف بدمغان على حدود عراق العجم" والخبر الذي وصله من نائب تدمر بعد أن أرسله إلى بغداد لتجسس الأخبار. ويصف حاكم بغداد بأنه الذي "لا يخلو من عداوته إلى هذه الجهة"، وأن القلق استبد به كثيرا عندما بلغه خبر توجه إبراهيم باشا نحو بغداد.
أما ما بعد ذلك من الوثائق فهي تقارير ورسائل إبراهيم باشا نفسه.
الأولى، كتبت عندما غادر حلب متوجها إلى ديار بكر(22 رمضان 940=7 نيسان 1534) في هذا التقرير الذي كتبه إلى السلطان، يذكر بأنه علم أن الشاه يقضي الشتاء في جهات خراسان وأن جهات الشرق لا زالت كلها خالية، وأن أمراء الأكراد مخلصون في ولائهم بالدولة. من هذه الجهات"لا نهاية للأخبار المسموعة، لكنها إذا لم تكن فتوحات وأخبارا لمقام حضرة السلطان.... فإنها لا ترفع إليه" كما يبلغ بأن الذين يفهمون الأمور جيدا من بين رجال أمراء كردستان ذهبوا داخل إيران للحصول على أحدث الأخبار.
من جهة أخرى يبين إبراهيم باشا أنه يرى من المناسب بأن يتفضل السلطان "بالتوجه إلى جهات الأناضول" في غرة ذي القعدة(14 أيار سنة 1534) وانه أرسل شاويشا إلى كل وال يبلغهم أمره وتنبيهاته بأن يتجهوا مع عساكرهم إلى جهات ديار بكر.
بينما تختلف المعلومات التي تذكرها المصادر الأخرى اعتبارا من مؤلف طبقات الممالك، حيث تقول بأن إبراهيم باشا أراد التوجه عن طريق ديار بكر إلى الموصل ومنها إلى بغداد، ثم رضي بالذهاب إلى تبريز بتأثير وتحريض من اسكندر جلبي وأولاما باشا. لكنه أثناء توجهه إلى أذربيجان وعقب فتح بعض القلاع ساد القلق بين العساكر وسرت فيهم مختلف الشائعات وصاروا يقولون " إن الضرورة تقضي بأن يواجه الملك الملك والعسكر يحتاج إلى من يلجئون إليه" فاضطر للرجوع إلى السلطان وأبلغه كما في عبارة علي" لقد أصبح فرضا على سلطان العالم التفضل بصيانة الجيش" ، أي أنه طلب في هذه الأثناء فقط أن يخرج السلطان للحملة.
هذه الوثيقة التي بأيدينا(الوثيقة 3) تبين لنا بأن علينا تلقي المعلومات المقدمة في هذا الشأن بالحيطة وأن القائد وهو يغادر حلب طلب تحرك السلطان فورا وحدد تاريخ تحركه.
ويمكن أن يكون خروج القانوني بنفسه إلى الحملة تقرر بينهما قبل عام. كما يمكن القبول بحدوث زعزعة في معنويات الجيش عندما دخل إبراهيم باشا إلى أراضي الدولة الصفوية، ودليلا على ذلك يمكن الإشارة إلى العبارة( السطر الثالث من الوثيقة6/2) التي استخدمها السلطان في الفرمان الذي أرسله بعد فترة وجيزة. لكن المؤكد بأن قائد الجيش أبلغ السلطان بأن تحركه سيكون في موضعه، كما حدد موعد تحركه من أسكدار في الثاني والعشرين من رمضان وأبلغه بهذا التاريخ.
التقرير الثاني لإبراهيم باشا الذي رفعه إلى السلطان الموجود لدينا(الوثيقة 4) كتبت في الأيام التي أعقبت22 ذي الحجة 940(4 تموز 154؟) للتبليغ بالفتوحات في شرقي الأناضول. فالقائد على النحو الذي صرح به بوستان(فردي) بقي في ديار بكر"محروسة آمد" ما بين 40-50 يوما واتخذ تدابير الحملة مع أمراء كردستان ويحتمل أنه بعد أن تردد بعض الشيء في التحرك نحو بغداد أو تبريز على نحو ما تطرقنا إليه سابقا، تحرك باتجاه تبريز في أواسط حزيران(غرة ذي الحجة) وأبلغ بتقريره هذا فتوحاته التي حققها خلال أسبوعين. ومن الممكن أن يكون هذا التقرير كتب خلال اجتماع الصدر الأعظم بكافة الأمراء في سهوب بينغول على حدود ديار العجم واتخاذه التدابير الجديدة حسب ما ذكر في بوستان(فردي) . لأنه توقف هنا فترة تقدر بعشرين يوما. وينقل هامر وقائع هذا التحرك من حيث الأساس من جلال زاده وبوستان. والحقيقة أن مؤلف طبقات الممالك مثل الآخر يتحدث عن ذلك بكثير من التفصيل. لكن تقرير القائد هذا يحوز وبدون شك على قيمة أكبر من حيث الصحة وكذلك من حيث التفرعات.
فإبراهيم باشا يبلغ السلطان أولا بقدومه إلى ديار بكر، وأن الشاه بعد علمه بوقوع قلعة بدليس والأماكن لتابعة لها بيد العثمانيين بصورة نهائية "اتخذ ديار خراسان مقرا وممرا له" اعتمادا على قوة القلاع على الحدود. وأنه عزم على" الاستيلاء على ديار الشرق" وأنه عين أولاما باشا أميرا للأمراء على ولاية أذربيجان وأرسله مع قسم من أمراء كردستان إلى جهات تبريز وأنه بعد ذلك فتح هذه القلاع بفضل التدابير التي يتخذها في كل مرة على هذا النحو: عندما فر حماة قلعة عادلجواز جاء الأهالي الذين هم بداخلها من سنة ونصارى بمفاتيح القلعة إلى القائد، وبذلك تم فتح قلعتي أرجيش وبايزيد التابعتين لها. ولدى وصوله في 11 ذي الحجة(23 حزيران 1534) – حيث يشير هامر إلى أنه تاريخ تحركه من ديار بكر- إلى خان سواريك، أرسل حاكم وان( قائد القلعة) مفاتيح هذه القلعة وكذلك مفاتيح قلعة آموق(أموك) التابعة لها، فأرسل خسرو باشا أمير أمراء الشام حيث تم إلحاق هذه الجهات، واتخذت التدابير لحمايتها. أما في اليوم التالي(12 ذي الحجة 940-24 حزيران 1534) جاء أمير بك محمودي حاكم قلعة سياواني (أمير بك من قبيلة محمودلى التركية) بنفسه ومعه مفتاح القلعة وتم فتح هذه المنطقة مع منطقة خوشاب. وعقب ذلك تم الاستيلاء على طبراق قلعة وهي من القلاع الإيرانية الحصينة في تلك الجهات( 22 ذي الحجة=4 تموز) وفيما عدا ذلك فإن نور علي بك وهو من أمراء كردستان مع القلاع التي كان صاحبها وهي جرم(ولعلها التي في كيغي) وبدكار(بدغار) وروسني وهال وتنوزه وكانت تأتمر بأمر الصفويين دخل في خدمة العثمانيين. وتم إلحاق هذه القلاع بالدولة العثمانية. وقد أرسل الصدر الأعظم إلى السلطان كتابه المبلغ بهذه الفتوحات مع اثنين من رجاله هما حيدر ولطفي ( ولا يبدو أنه من الممكن بأن يكون حيدر المذكور هو حيدر باشا الذي أصبح وزيرا فيما بعد) ورجاه أن يجعلهما في خدمة الطعام لديه. ويبدو واضحا أن مضمون التقرير يخبرنا بسير الفتوحات وعمليات الإلحاق خطوة بخطوة.
والعرض الثالث من الصدر الأعظم(الوثيقة 5) كان من تبريز يوم العاشر من صفر سنة 941 (21 أغسطس سنة 1534) ويرى إبراهيم باشا نفسه حاكما على منطقة أذربيجان، وأن قسما كبيرا من الدولة الصفوية يتبع كليا الدولة العثمانية، ويبين في تقريره المفصل خلاصة الحركات التي تمت حتى ذلك الوقت وعمليات اللجوء والإلحاق والتعيينات الإدارية والعسكرية على نطاق واسع. هذه المعلومات التي تعذر وجودها حتى الآن في أي مكان آخر تطلعنا على التدابير والقرارات الشاملة التي اتخذها القائد؛ أولا قبول كل من اولاما باشا وأحمد باشا أمير أمراء ذي القدرية وبعض القلاع الإيرانية وأمرائها الدخول في طاعته وأنه عقب وقوع اشتباك صغير بينه وبين السلطان موسى (ويذكر أحسن التواريخ على أنه الوزير السلطان موسى) في تبريز(25 محرم 941=6 أغسطس1534) دخل مع كافة الولاة والجيش إلى هذه المدينة يوم الجمعة 26 محرم(7 أغسطس) وصلى صلاة الجمع في جامع السلطان حسن(حسن الطويل) الذي قال عنه بأنه كان معطلا منذ ثلاثين عاما( بعض التواريخ تذكر على أن التاريخ هو الأول من محرم لكن الواضح أنه غير صحيح. ومن حيث الأساس فإن جلال زاده وبوستان(فردي) لا يذكران التاريخ.
ومن بين الذين واصل إبراهيم باشا مراسلته وأرسل إليه الرجال لاستمالته إلى جانب العثمانيين السلطان مظفر الذي ذكره على أنه "سلطان غيلان". هذا الرجل الذي كان معاديا للشاه طهماسب، واستولى على بلاد وبلدات قزوين والسلطانية وطارم وخلخال في عراق العجم لما سمع بتوجه الجيش العثماني نحو إيران، يقدم إلى الصدر الأعظم بواسطة أحد رجاله المسمى بخير الدين شاويش مجموعة مهمة من المعلومات عن الشاه وعن صراعه مع عبد الله خان. ويبلغه بأنه سيأتي بنفسه ويقدم إليه عروض الطاعة. ويبين القائد في تقريره هذا "ضرورة وأهمية قيام المقام العالي بتعيين أمراء ألوية لحفظ وحماية المواضع التابعة لولاية أذربيجان" ليقول بأنه أجرى التعيينات التالية: تعيين ولي شقيق اولاما باشا على ولاية نخجيوان لقاء 700 ألف أقجة، وولي جان القادوم مع أولاما باشا على لواء مراغة لقاء 600 ألف أقجة وشاه علي على لواء سراو وأربيل لقاء 600 ألف أقجة، وأويس بك الذي ترك الصفويين ولجأ على العثمانيين على بلاد أوخكان، وزريقي بهاء الدين على لواء مهراني، والسيد محمد بك ابن زاهد بك على لواء واسطان، وملك بك أحد أمراء كردستان على لواء جولمير، ونور علي بك على مدينة سلماس.والسلطان حمزة الذي قدم طاعته هذه المرة على لواء سعيد جقور لقاء مليون أقجة. وشيخ بك على لواء كمري، وأمّي بك على لواء ديادينلي وحاجي بك على لواء جالديران لقاء 300 ألف أقجة، وأرسل كل واحد من هؤلاء إلى البلاد التي عين عليها لحكمها والمحافظة عليها، وأنه فتح مدينة تبريز لتكون للخاصة السلطانية وأن قلعة ألينجا وحصن كوكرجينلك المجاورين على وشك الفتح من قبل خسرو باشا وغازي قيران بك( ويبين أحسن التواريخ لمؤلفه حسن بك الرومي، بأن خسرو باشا كلف بتسخير قلعة ألينجاق)، وأنه جيء إليه بمفاتيح قلعة "صارو قازغان"التابعة للواء مراغة وهي من القلاع شديدة التحصين. كما يعدد الصدر الأعظم التعيينات التي صدرت عنه على جهات عراق العجم والتي تأكد فيما بعد أنها كانت تعيينات نظرية ورمزية على النحو التالي:مراد بك البايندرلى( من الأق قيونلى) أميرا لأمراء عراق العجم، وأولوغ بك ميرزا على لواء همدان لقاء 900 ألف أقجة، ومراد بك الآخر البايندرلى على لواء كاشان لقاء 600 ألف أقجة، وفروخ زاده بك ابن سليمان بك البايندرلى على لواء قم لقاء 500 ألف أقجه، وقابيل بك ابن هابيل بك وزينل بك ابن طور علي بك وصنغر بك من ذي القدرية الذي كان متصرفا بزعامة على بعض الألوية الأخرى، وأرسل هؤلاء إلى عراق العجم. وأبلغ إبراهيم باشا كذلك بأنه أرسل أولاما باشا لمحاربة القزلباش الذين تحصنوا في جبل قرب أربيل( لابد أنه يشير إلى القوة الحربية التي اتجهت نحو قيزيلجاداغ كما تخبر المصادر) وأنه بعد عودته سيرسله مع مراد باشا(مراد بك البايندرلى) للاستيلاء على بلاد العراق. كما بين إبراهيم باشا بأن تبريز أصبحت دار أمان، وأنه بدء العمل في إنشاء قلعة في مكان مناسب منها-ولعله المكان الذي ذكره طبقات الممالك وسماه شنب غزان.وأخيرا يطلب إبلاغه لدى وصول السلطان إلى أرجيش وأنه من المناسب أن يقضي فصل الشتاء في ديار بكر. وأنه يريد في حالة عدم طلب محمد خان (تكه لو) حاكم بغداد الأمان منه أن يتحرك نحوه خلال الشتاء. وإبراهيم باشا على النحو المذكور في بوستان(فردي) ومنازلنامه يرى منذ نهاية تموز أنه من المناسب أن يقضي السلطان شتاء 1534-1535 في ديار بكر ويوصي السلطان بذلك. يقول بوستان،" لدى حلول حضرة السلطان بجهات أرجيش... خطر على بال حضرة السلطان أن يتوجه إلى ديار بكر ويقضي فصل الشتاء فيها بعد الاستيلاء على ديار العجم، ثم الاستيلاء بعد ذلك على عراق العرب..." ويفهم من الوثائق الأخرى كيف غير رأيه بعد ذلك ودعا السلطان على عجل.
كان إبراهيم باشا محقا في اتخاذه مباشرة كل هذه القرارات الشاملة، وكان يرى في نفسه مخولا بذلك لأنه خلال إرسال تقريره الأخير هذا، كان السلطان وصل قرب سيواس ، فكتب إليه من "قاسم جايرى" أو"قارم جايرى"(جاء في مجموعة المنازل أو بيان منازل سفر العراقين لنصوح مطرقي بين منزل سلطان جمني مقابل قويلوحصار ومنزل كموش تكنه في المكان المعروف عظيم جايرى قرب قرية جري-باشى قد يكون هو المكان الذي كتب فيه هذا الفرمان. أما في رواية منازلنامه، فإن السلطان بعد مغادرته سيواس في هذا التاريخ أرسل فرمانا وهو في منزل قوشجى جايرى وحسب نصوح مطرقي ( في منزل بحيرة قازلى"بحيرة البط" واسمها الآخر منزل قوروجى حسن) (الوثيقة السادسة، 1،2،3) هذا الفرمان الذي يحمل تاريخ أوائل صفر سنة إحدى وأربعين وتسعمائة(11-26 أغسطس 1534) غير موجود في منشآت فريدون بك، وهو غير موجود كذلك في بعض مجموعات المنشآت المخطوطة الأخرى. ولعل السلطان بسبب بلوغ بعض القيل والقال أسماعه واحتمال أن الصدر الأعظم رأى ضرورة ذلك، خاطب إبراهيم باشا في هذا الفرمان الذي أحس بالحاجة إلى إرساله وواصفا إياه بقوله" جناب صاحب مقام الصدارة المنتسب للدولة المكتسب للسعادة واسطة عقد الدولة الأبدية، رابطة عقد السعادة السرمدية، قائد جيوش الإسلام، صاحب العز والاحتشام، الصارم الصمصام...مظهر عواطف الله تعالى،مصدر الألطاف التي لا نهاية لها. عواطف الملك الأعلى ، مبارز الدولة والدين والدنيا قائم مقام السلطنة قائد الجيش سامي المرتبة الوزير الأعظم لدى جناب الخلافة إبراهيم باشا أدامه الله تعالى..." ويبين صلاحياته الواسعة بقوله"واللازم أن الكلام الدرر من المشار إليه أدام الله إقباله هو موضع اهتمامي.."( الوثيقة نفسها 2 و3).
وجدير بالكثير من الملاحظة من هذه الناحية الرسالة التي بعث بها الصدر الأعظم والقائد في هذه الفترة إلى السلطان منتش من أمراء إيران( الوثيقة 7) ، ولم يرد في مصادرنا ما ذكره أحسن التواريخ من أن وصفه بالسلطان منتشه يرجع إلى تكليف الشاه له بالدفاع عن أذربيجان ، وتشير هذه الرسائل التي لابد أن تكون صورة مما أرسله إليه إبراهيم باشا إلى أن هذا الرجل شخصية مهمة في الكادر العسكري والإداري للدولة الصفوية في تلك الفترة. ويبدو لي أن رسالة القائد الأولى إليه كتبت بمناسبة الإبلاغ عن الاستيلاء على تبريز. فالقائد الذي أعرب عن سروره من إبلاغ السلطان منتش له عن مظاهرته للدولة العثمانية بل وعن كونه مستعدا للدخول في الطاعة، أبلغه بالمقابل عن أن السلطان" متوجه إلى ديار الشرق بعساكر كالبحر" وأنه عند قدومه سيتخذ تبريز مقرا له وأنه ما لم"يجعل هذه الجهات مأوى لأهل الإسلام" فإنه لن يقدر على الانشغال بأمر آخر. ويطلب منه تحريض الشاه الموجود في هذا الوقت بجهات خراسان كي يأتي إلى منطقة أذربيجان، أو أن يقوم بهجوم عليهم "كي يقدم ويهتم بأسباب أمن البلاد والعباد" ومن الطبيعي أنه يومئ إلى كسبه سمعة حسنة في الدنيا والآخرة، بالإضافة إلى التقدير الذي سيناله من هذا الجانب. وما عرفناه من الرسالة التي بعث بها إبراهيم باشا إلى السلطان في الأيام التي تلت 11 ربيع الأول 941(21 أيلول 1534)(الوثيقة الثامنة) أنه لم يمض وقت طويل حتى سنحت الفرصة وقدم الشاه طهماسب حتى ميانه. وتبدو السعادة الغامرة على القائد الذي كان يتوق إلى مواجهته وقتاله، غير رأيه السابق وطلب قدوم السلطان على وجه السرعة. وكان القائد ذكر في تقريره السابق- الذي لم نحصل عليه، وبين أنه أرسله بواسطة الشاويش محمد والشاويش فروخ وجاء في منزلنامه أنه التقرير الذي أشير إليه بأنه وصل إلى السلطان في العاشر من ربيع الأول وهو في أرجيش- أن الشاه وصل إلى ما دون خراسان وأنه عندما أتاه خبر وصوله مع عساكره إلى مكان أكثر قربا "تحرك في ربيع الأول من سعد أباد قرب تبريز وجعل مقر قيادته في آوجان، وبعد أن يضيف بأنه أرسل قوة متقدمة قوامها عشرة آلاف رجل يقول:" بعد أن كان اللعين المذكور يهرب إلى بلاد بعيدة طيلة هذه المدة فالحمد لله والمنة وبيمن همة حضرة السلطان جاء بنفسه. راجين أن أنواع الفتح ميسرة ومقدرة" فكان يرجو التحرك بالسرعة الفائقة ويصل خلال أربعة أو خمسة أيام. وعليه، فإن السلطان في الرسالة التي بعث بها آنفا، عدل عن رأيه في قضاء الشتاء في ديار بكر، ولا بد أن العامل في ذلك هو خبر قدوم الشاه طهماسب في اتجاه أذربيجان. وبذلك كان جوابا على الشائعة التي انتشرت بين الجنود وأشرنا إليها في وقت سابق من أن" الملك بحاجة إلى ملك" وبهذه المناسبة يذكر نصوح مطرقي أن السلطان مكث في أرجيش عدة أيام، وأنه عندما وصل البريد العاجل من قائد الجيش توجه على عجل نحو تبريز ويسجل هذه الأبيات:


ورسالة القائد الأخيرة إلى السلطان التي يبلغ فيها بعودة الشاويش فروخ، كتبت بخط يده مع الحركات(الوثيقة 9، و ). هذه الرسالة التي لم يذكر فيها أي تاريخ ولكن من المؤكد أنها كتبت في الفترة بين 12 و18 ربيع الأول (22-28 أيلول) تبين أن الشاه طهماسب عاد لما سمع بسيره نحوه، وأنه أمر القوات المتقدمة بقتال أي قوة تصادفها عدا الشاه، وأنه إذا كان الشاه فهو عازم على لقائه بنفسه، ويفهم منها أيضا أنه صار أكثر ثقة بنفسه:" والآن يا سلطاني الجميل.. الأمر للسلطان"
وبعد هذا، اتحد الجيشان في آوجان يوم العشرين من ربيع الأول وكان التحرك حتى بغداد بصورة مشتركة. ورسالة إبراهيم باشا الأخيرة حول هذا الموضوع هي التي سبق وأن أشرنا إليها وهي رسالته الثانية إلى السلطان منتش (الوثيقة العاشرة) لكنها تتعلق بالعودة من بغداد وللأسف فهي ناقصة. ويبدو أن هذا السلطان الإيراني المتنفذ، لم ينفذ الأمور التي طلبها منه الصدر الأعظم العثماني ، لكنه مع ذلك لم يأل جهدا في إدامة علاقات الصداقة معه . يبين القائد في رسالته هذه أنه استقبل الرجل المرسل من قبله واستلم منه رسالته- ونظن بأنه كتبها أثناء تحركه من بغداد إلى تبريز- ادعى السلطان منتش بأن هذه الحملة أدت إلى "التعدي على العجزة والمساكين" ويرى إجراء صلح مع الشاه على متحدثا عن قضية "ترفيه أحوال البرايا" قائلا" لم يصدر منا أي وضع يبعث على عدم أمان الرعايا" ويعدد أدلته على ذلك. ومن جهة أخرى يبين إبراهيم باشا أن السبب الحقيقي في حملة الشرق هو "هو محض الغيرة الدينية وحاكمية الأصحاب المختارين" وأنه لم يحدث في أي عهد من عهود كثير الخلفاء والسلاطين العادلين منهم والظالمين أن تعرضت شعائر الإسلام للتحريف وهدمت وعطلت المساجد والمدارس بهذه الدرجة، ويدعى بأنه من اللازم تحميل الشاه مسئولية حادثة وان الأخيرة بعد حادثة تبريز، والحقيقة أن الشاه طهماسب سار نحو قلعة وان التي باتت تعد من القلاع العثمانية خلال وجود القانوني في بغداد، وأخرج حاميتها من القلعة باليمين، ثم أمر بقتلهم دون وجه حق. وبعد سرد القائد هذه الأحداث ردا على الادعاءات والاتهامات يقول:" لو كان المراد سعادة الرعايا واطمئنانهم لبذل السعى والجهد إلى الحفاظ على العهد وعدم الحنث باليمين..." ووا لا شك فيه أن القسم التالي لهذه الرسالة الذي لم نطلع عليه في الوقت الحاضر بسب انفصال ورقة من نهايتها، يتضمن معلومات تستحق التسجيل. ألم تكن للقائد من مبادرات ورسائل أخرى لدى عودته من بغداد واتجاهه مرة أخرى إلى تبريز؟
لا بد أن تكون هناك وثائق أخرى تتعلق بهذا الموضوع. فحتى لو لم تقع بأيدينا في الوقت الحالي، فإننا نأمل أن تصل أيدينا إلى بعض الوثائق الأخرى.
لن نتطرق إلى الوثائق الأخرى المتعلقة بإبراهيم باشا التي تبقى خارج هذا الموضوع، بل سنكتفي بالحديث عن وثيقتين أصليتين له بالإضافة إلى وثيقة أخرى مهمة. والحقيقة أن هناك قائمة تبين أسماء وصفات الذي اقترضوا من خزينة إبراهيم باشا أثناء الحملة وهم بعض الأمراء الذين كانوا معه فهي مهمة من جهة بيان شخصيات ذلك العهد وجهازه العسكري، وهي جديرة بالحديث عنها ببضع كلمات.
فإبراهيم باشا عندما خرج للحملة كما في بوستان، أخذ معه بعض أمراء الروميلي المشهورين ومن يرجى منهم النفع. ومن المعروف أن الصدر الأعظم خلال الحملات التي سبق وأن جهزت ووجهت نحو المجر وأوربا، كان يحمل أيضا صفة أمير أمراء الروميلي. بينما كانت إمارة أمراء الروم أثناء حملة الشرق بعهدة يعقوب باشا كما ذكرنا سابقا. ومع أن هذا الرجل ومعه كافة قوات الولاية لم يشترك في الحملة، فالذي يبدو إن إبراهيم باشا أخذ معه بعضا من أمراء الروميلي المشهورين إلى حملة إيران وكانوا معه في حلب. والوثيقة التي بأيدينا (الوثيقة 11) تعرف بقسم مهم من هؤلاء، وتزودنا بفكرة عن خصوصيات تلك الفترة. أولا، الأمراء الذين اقترضوا من خزينة إبراهيم باشا هم بعض أمراء الألوية في الروميلي وأمراء الكتائب والصوباشى (ضباط البلدية) والزعيم والشاويش وكتخدا الدفتر أو كاتبه وأمثالهم. والمبالغ المقترضة أو المتبقية على المدينين تتراوح بين 10 فلوري و 1000 فلوري. والمصرح به أنه الفلوري الإفرنجي. ومقارنة الفلوري الإفرنجي بالعملات الأخرى في ذلك العهد مثل الذهب المجري والدوكا والأقجة من الأمور التي تحتاج إلى البحث والتدقيق. لكنه يمكننا أن نتصور بأن 10 فلوري تعتبر مبلغا لا يستهان به في ذلك العهد. ومن بين أمراء الألوية المسجلة أسماؤهم في هذه الوثيقة قايت بك أمير آلاجاحصار(شركسي) وعلي بك ابن اسكندر باشا أمير فولجتيرين، وزينل باشا أمير نيكبولى السابق، وتويغون بك أمير أوهري السابق، ومحمد بك ابن أحمد آغا أمير كوستنديل السابق. فقد عرفنا قسما من هؤلاء الأمراء من خلال من سجلات تواريخنا وقسما آخر من الوثائق المعاصرة الأخرى. وفي الحقيقة فإن هذه الأسماء تصادفنا في القوائم المعدة قبل عدة سنوات من هذا التاريخ(941) لأغراض أخرى وتشير إلى الذين بعهدتهم مختلف الألوية. حيث نجد تويغون باشا في منصب أمير أمراء بودين، أما محمد بك فالذي أتوقعه بقوة والقناعة التي تشكلت لدي مؤخرا أنه محمد باشا دوكاغين زاده الذي عرفناه في الأعوام اللاحقة أمير لأمراء حلب ومصر.
ونرى في هذه القائمة من الباشوات وأمراء الكتائب الصاغ والصول وأمير أمراء الروم شخصيات من أسر معروفة مثل بني قاسم بك وبني قاسم بك العجمي وبني بالي فويفودا وبني يخشي بك وبني داود باشا. كما نجد أنباء الطبقة الأرستقراطية التركية من الأناضول وهم يقيمون في مدن الروميلي المختلفة. منهم مثلا بير بنده بك ذو القدري في أركنه(اوزون كوبرى) وأيليك بك رمضان اوغلى... ومن جهة أخرى فإن وجود أمير كتائب الجنود(جنديلر) يدل على وجود هذا التشكيل بين قوات الروميلي في هذه الفترة على أنه قطعة عسكرية مستقلة، وأن الجنود يمكنهم التصرف بالزعامة في أي لواء من الألوية.
أما بالنسبة للوقفيات؛ فإن حديقة الجوامع الذي يتحدث عن جامع لإبراهيم باشا في قومبقابى يقول" له خير وافرة أيضا في استنبول" لكنه لا يدخل في التفاصيل. والحقيقة أننا نعرف وجود أملاك كثيرة له في استنبول انتقلت بعد وفاته إلى الخزينة وذلك من دفتر المخلفات الذي بأيدينا. ولكن لم يكن معروفا أن له وقفية. وأخيرا قدمت الوقفيتان اللتان ظهرتا باسم إبراهيم باشا في أرشيف طوبقابى معلومات جديدة في هذا الشأن. منها وجود أملاك وقف لإبراهيم باشا اشتراها بواسطة وكيله في مكة المكرمة شرف الدين محمود جلبي ابن حسام الرومي الذي وصفه بـ"أمين الصدقات الشريفة السلطانية الهنكارية السليمانية" ووقفها لبعض الناس وتاريخها 22 محرم 939(24 أغسطس 1532) . وأحد الذين وردت أسماؤهم هنا العالم شهاب الدين أحمد ابن البدري المكي المعروف بابن جريمة، والآخر محمد ابن مسعود الدواداري وسجلت مختلف الأملاك التي اشتريت من مختلف الناس في أماكن مختلفة وورد التصريح بدفع 625 دينارا من أجل واحد من هذه الأملاك. هذه الوثيقة التي كتب في أعلاها "مكتوب شرعي" سجلت وصدقت من قبل "محب الدين أحمد أبو الطيب ظاهر القرشي الشافعي" الذي وصف بـ" الشيخ الإمام العالم المحقق المدقق الحافظ المسند المحدث الأمور ، قاضي القضاة إمام نجاة المفسرين قدوة البلاغة والمحدثين شيخ مشايخ الإسلام مفتي الأنام محرر القضايا والأحكام الناظر في الأحكام الشرعية ، ناظر المسجد الحرام.." وأشهد عليها كثير من الذوات المعروفين.
ونرى في نفس الأرشيف سند تمليك بتصديق الرجل نفسه حول منح إبراهيم باشا أيضا لأبي نمي بن بركات شريف مكة بيتا كبيرا في مكة المكرمة ودكانين خشبيين على طريق منى. وهذه هي أدلة على العلاقة الوثيقة بين إبراهيم باشا ومكة المكرمة.
الوقفية الثانية؛ لإبراهيم باشا -جاء ذكره في الوقفية على أنه إبراهيم باشا بن يونس بك بأنه وقف خمس قرى بناحية خزر غراد بقضاء جرنوي داخل لواء نيكبولى للجامع والشادروان ودار التعليم الذي أنشأه في ملكه بينيجه كوي بنفس اللواء - بتاريخ "أوائل أول الربيعين في سلخ شهور سنة أربعين وتسعمائة"(10-20 أيلول 1533) أي خلال استعداد إبراهيم باشا للخروج في حملة الشرق، عليها تصديق قاضي عسكر الروميلى مولانا محمد بن علي الفناري، وبالوكالة المطلقة لمحمد بن مولانا قارا اويس من كتاب الديوان وبشهادة كل من الترجمان يونس بك بن عبد المنان الحجاج إلياس بن خداويردى من مفاخر الأعيان والحجاج إلياس بن خضر وخضر بن مصطفى. وأسماء هذه القرى هي:( يكى كوي، قياجيق، حسنلر، صوفولر أينه بكجيلر ) مع التفصيل في حدودها وما إلى ذلك.
وقد تكون لإبراهيم باشا بعض المنشآت والأوقاف بجوار فيبله حيث كانت له أملاك على نطاق واسع. ولعل هذه المنشآت زالت والأوقاف اندرست بعد إعدامه وخلال استيلاء الخزينة على أمواله.
نقطة أخرى جديرة تلفت النظر أن هذه التصرفات والمبادرات من إبراهيم باشا لصالح المقدسات الدينية أو لصالح رجال علم يعيشون في بلد مقدس صادفت الفترة القريبة من أفول نجمه ، أي أواخر أيامه. فهل كان عدم احترازه من القول في بعض الأحيان، وعدم مبالاته الدينية إلى توقعه فقدان الحظوة لدى السلطان قريبا، أو القلق من إثارة غضبه عوامل مؤثرة في قيامه بهذه المبادرة وإقامة هذه المنشآت واحدة بعد أخرى؟
مثل هذا الاحتمال وإن كان ضعيفا يدفع إلى التفكير في التأليف بين اتهامه خلال حملته في الشرق كما يقول مؤلف حديقة الجوامع " بوضع طبعه الفاسد بإغواء شيطاني موضع الفعل" ويدفع إلى إيجاد السبب والعامل الحقيقي لنكبة إبراهيم باشا وإعدامه.
(أرشيف رئاسة الوزراء، تصنيف فكته، رقم :121)
" جناب صاحب الجلالة سعادت نصاب قامبين قامياب وأدام الله تعالى دولته وسعادته إلى يوم الحشر والحساب......
أرسل مقام العز كتابا شريفا جاء في مضمونه الأمر بالاجتماع في الموصل وتقصى أحول وأوضاع القزلباش في الأعالي على الوجه الصحيح. إنه لا يخفى على علمكم الشريف أن الشاه الضال موجود بمدينة هراة والمسافة إليها تبلغ ثلاثة أو أربعة شهور ومن الصعب الحصول على أخبار صحيحة عن وضعه. حتى قيل بأن موسى اللعين الذي يقيم بتريز حاليا وهو حمو الشاه عاجز عن تلقي أخبار صحيحة.ولا يخلو قدوم الرجال من طائفة التجار من كاشان وتبريز وسائر تلك الديار بشكل متواصل. وحتى هؤلاء لا يطلعون على الأخبار الصحيحة فلا يستطيعون إعطاء الخبر. وقد يأتي اليوم خبر لا يوافق الخبر في اليوم التالي. ومعلوم مقامكم الشريف أن أخبار الأراجيف للجيش الغائب تكون كثيرة فلا تكون أخبار صحيحة. أو أننا لا نجرؤ على عرض الخبر ما لم يكن متواترا. ذلك بأنه سبق وأن قالوا بأن الجيشين التقيا بجهات سمعان وطمغان وأن القزلباش انهزموا وسقط حسين خان وعبد الله خان وكثير من الملاعين. حتى هذا لم يتواتر. ويقولون بأن عبيد خان لم يتقابل بالشاه الضال، بل انسحب إلى مدينة مرو قرب نهر آمو، وأن الشاه موجود بمدينة هراة وقد يرغب بقضاء الشتاء في قم ، لكن المخبول لا يقدر على ترك مدينة هراة. وإذا قدم قم فهو قدم إليها قبل أقل من ثلاثين يوما وليس قبل ذلك . ذلك بأنه لو قدم إلى قم ، لجاء رجالنا الذين أرسلناهم ولجاءت الأخبار الصحيحة من كل جانب. وكل ما نسعى في الليل والنهار هو الحصول على أخبار صحيحة. لكن الواقع أنه لا يمكن الحصول على أخبار صحيحة لبعد المسافة. وحتى لو تلقينا الأخبار فإننا لا نستطيع عرضها فور تلقيها، تأتي رسائل أمراء الحدود ويتم العرض بناء على ذلك ورسائلهم ترسل أيضا كما هي. وورد خبر صحيح بأن منتش المجنون مات حتف أنفه. هذه هي أخبار ديار الشرق عرضنا على مقامكم العزيز وإذا أمرتم بتفحص أحوال بغداد، فإن محمد خان الذي بداخلها جمع من المؤن ما يكفي ثلاث أو أربع سنوات وبينه وبين الأعراب حوله عداوة لذلك فهو يقيم في نفس بغداد. وليس له ميل ظاهري إلى هذا الجانب في الوقت الحاضر. ولا يشيع الخبر عن وضعه الحالي. ولا يعتقد سيد أحمد بك أمير الموصل بأن أمير بغداد يميل إلى هذه الجهة ولا يمكن تلقي أخبار صحيحة عن أوضاعه. وقد نبه سيد أحمد بك وعربي اسمه حسين بشرى الذي يتصرف براتب من السلطان بتسقط أخبار بغداد . وقد أرسل العرب المذكورون بعض الرجال(تاوق) مع بشرى هذا إلى جهات كركوك فالتقوا ببعض القزلباش وحاربوهم فتغلب العرب عليهم واخذوا واحدا منهم حيا فأرسلوه إلى هذا الرجل المحب للخير، وله انتساب سابق لأولاما بك كما احتفظوا في الطريق بقريب لولي جان آغا وأخذوه وأرسلوه مع عبدكم ولي جان آغا. حتى ذلك الرجل غير مطلع على الأحوال الصحيحة لأمير بغداد. ونأمل بعد توجه حضرة قائد الجيش إلى هذه الجهة ، ويتيسر حصول المقصود بعناية الحق تبارك وتعالى، أن يكون متأنيا ويتفضل بالإقامة في حلب المحروسة ، وأن يتوجه عبدكم هذا بموجب أمر شريف إلى الموصل ويجمع القوات، ويعمل للتجسس على بغداد للتأكد من أحوال محمد خان وأفكاره وفراسته وأوضاعه، وهل قدم الشاه الضال إلى قم، وعن تحركاته وتوجهاته، ويتم بعد ذلك عرضها كما هي لمقام السعادة ، وتكون الاستعدادات بناء على ذلك. ومعلوم لدى صاحب مقام العز أين تكون مصلحة الدولة لكن المفهوم أن التأني أولى. والباقي هو قول دولتكم . عن المحب المخلص سليمان الفقير.
إن قلعة بغداد قلعة شديد الصعوبة، وإذا تيسر فتحها بالأمان بأمر حضرة السلطان والهمة العالية لحضرة القائد فبها. وإلا فإن عدد الجواريف والفؤوس في الجبهة قليلة، ويحتاج الأمر إلى ثلاثة أو أربعة آلاف من الجواريف والفؤوس. سليمان


الوثيقة 2
(أرشيف رئاسة الوزراء، تصنيف فكته رقم 129)
معروض العبد الحقير إلى مقام حضرة السلطان هو أنه تم إرسال حكم شريف إلى نائب قصبة تدمر لتفحص أخبار وتجسس أحوال ديار العجم وولاية بغداد ، فأرسل النائب المذكور بناء على الأمر الشريف رجالا إلى تلك الجهة، وبعد الوصول عاد الذين ذهبوا للتجسس على بغداد وأبلغوا بأن جماعة التتار بجانب خراسان سبق وأن ثاروا على الجنود الفرسان الملاعين التابعين للأمير طهماسب ، وقدموا إلى المكان المعروف بدمغان على حدود عراق العجم، فقابلهم الأمير المذكور الذي كان قائد جيش الظلمة المخذول وحدثت معركة طاحنة بينهم ، ثم عاد أولئك إلى ولايتهم وتراجع القزلباش السيئون إلى ولا يتهم، وأن الوضع هادئ الآن وحركتهم غير معلومة. وأما محمد خان اللعين الذي هو حاكم بلاد بغداد فهو يخلو من العداوة الشديدة إلى هذا الجانب ، لكنه في حالة هدنة مع السايلة والمترددين ، فصار الفلاحون يعملون في قصره، وقد سمع بتوجه إبراهيم باشا نحو بغداد فهو في حالة سيئة وسيطر عليه الوهم . هذه هي الأخبار من هذا الجانب. رجاء الاطلاع والأمر منوط برأي حضرة ولي الأمر. أضعف العباد الفقير قايتمش.

الوثيقة 3
(أرشيف قصر طوبقابى، رقم 11997)
بعد تمريغ الوجه في تراب عتبة حضرة سلطان العالم، يعرض هذا العبد إذا تلقى أمرا بالاستعلام أنه في اليوم الثاني والعشرين من رمضان المبارك هذا غادرت حلب المحروسة متوجها إلى جهة ديار بكر. وردت الأخبار بوجود طائفة القزلباش الأوباش هذا الشتاء في جهات خراسان. وديار الشرق خالية. جاء إلي رجال أمراء كردستان وكانوا يتبعون تلك الجهة منذ القديم ، وقدموا عروض الولاء والطاعة للعتبة العليا لحضرة مولانا السلطان فصاروا تابعين، كما إن جهات غيلان وشروان قدمت العبودية والإخلاص. ولا نهاية إن شاء الله الأعز لأخبار الفتوحات الإلهية في تلك الجهات بعناية واهتمام حضرة السلطان . ولكن لا يجوز العرض لسدة السعادة ما لم تكن هناك فتوحات كبيرة. وقد توجه رجال أمراء كردستان إلى تلك الجهات كي يأتوا بالأخبار الصحيحة. وبعد عودتهم ستم العرض على العتبة العليا إن شاء الله الأعز. ومن المناسب أن يتوجه حضرة السلطان إن شاء الله العزيز إلى جهات الأناضول في غرة ذي القعدة المبارك. وقد أرسل العديد من الشاويش إلى الولاة كي يسيروا نحو ديار بكر، وليتفضل حضرة السلطان بالسير شيئا فشيئا وسيقوم هذا العبد الفقير مواصلة عرض ما يناسب أوضاع وأحوال جهة الأعداء، ليصدر الأمر بالعمل بما هو مناسب. والأمر لحضرة ولي الأمر.
أضعف العباد إبراهيم الفقير.

الوثيقة 4
( أرشيف قصر طوبقابى رقم : أ. 4080)
معروضي لمقام حضرة السلطان، بناء على الأمر الجليل السابق قدمت ديار بكر، وبعد العرض وإخبار المقام العالي بجعل قلعة بدليس وتوابعها ولواحقها من مضافات الأقاليم المحمية السلطانية بإعمال آيات الفتح الإلهي والقوة القاهرة لحضرة السلطان استولى الرعب والخوف على القلوب المغلوبة لطائفة القزلباش الأوباش الضالين من سطوة السلطان اتخذ الشاه المنحرف والضال ديار خراسان مقرا وسكنا، ووضع في القلاع القريبة من حدود الممالك المحروسة أتباعه من الشيعة واعتمد على متانة وحصانة كل من هذه القلاع. ولدى الاطلاع على أحوال العدو فباللجوء إلى علو عناية الحق سبحانه وتعالى وهدي صاحب خاتم الرسالات صلوات الله عليه وسلامه واتقاء بسمات معجزاته وبالاستعانة والاستمداد بروح الفتوح الخالصة لأصحاب الكرامة من أولياء الله، وجعل همة حضرة صاحب الظفر والخلافة رفيقا وشفيقا كان العزم والسفر للاستيلاء على ديار الشرق. وكان الرأي المناسب تعيين أحد الرجال المخلصين لحضرة مولانا السلطان أميرا لأمراء ولاية أذربيجان، وتم تعيين أولاما باشا أميرا لأمراء أذربيجان وأرسل مع عموم أمراء كردستان وعدد من الرجال المخلصين إلى تبريز فخرج مع بعض جنود النصر من آمد، حيث كانت هناك قلاع قريبة من حدود الممالك المحمية الخاقانية في الشرق بيد طائفة الأوباش الضالة وكانت مأوى للفتنة والفساد. ولدى التوجه نحوها لضمها كذلك إلى سائر الحصون العثمانية، ومنذ وصولي إلى محمية حلب وحتى يومنا هذا فإننا نعمل على مباشرة الأحوال المتعلقة بفتح القلاع المذكورة والسيطرة عليها، وجريت أجريت كافة الاستعدادات التي من شأنها تحقيق الفتح على أحسن وجه. ومن آثار الدعاء الخير لحضرة مولانا السلطان خلد الله سلطنته الذي رافق هذا العبد لتحقيق المراد، أنه في هذه المرة أيضا كانت همة مولانا شديدة الوضوح واللمعان والسطوع، واضطر العدو الملحد ومصدر الفتنة والفساد إلى ترك قلعة عادلجواز المنيعة والحصن الحصين المعروفة بالمتانة والحصانة فلم تقدر طائفة الأشرار على الصمود امام عساكر النصر والإقدام وولت الأدبار وأعلن الأهالي المسلمون الذين هم من القديم من أهل السنة والجماعة ومعهم الرعايا النصارى تشرفهم بالطاعة والانقياد والولاء للعتبة العليا، ووصلني مفتاح القلعة، وبعلو عناية الحق سبحانه وتعالى وسمو معجزات فخر الكائنات وكرامة أولياء الله وبهمة صاحب القران ملك الملوك مد الله ظله العالي فتحت القلعة المذكورة وقلعتا بايزيد وأرجيش التابعتان لها وتم تسخير كافة المضافات والملحقات والتوابع وارتفع صوت الأذان في الجوامع والمساجد التي كانت خالية ومعطلة بسبب فساد رأي الملحدين، وامتلأت بأهل السنة والجماعة وأقيمت الصلوات المفروضة والمسنونة وقرئت الخطبة يوم الجمعة في جوامعها باسم حضرة مولانا السلطان ولما ذكررفاق النبي عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين علنا حمد أهل الإسلام والإيمان المولى جل شأنه، متضرعين إلى الله تعالى أن ييسر لهم لقاء مولانا السلطان خلد الله ملكه. وقد تحققت الفتوحات نادرة الوقوع هذه المرة ولله الحمد والمنة، وأصبحت القلاع المذكورة مضافة لقلاع الممالك المحروسة وأقام العساكر المنصورة بداخلها الاحتفالات والأفراح وعزفت النوبة السلطانية ودعا جملة العساكر لحضرة مولانا السلطان بدوام سلطنته وبقائها على تلك الربوع. ولدى الوصول إلى المحل المعروف بخان سواريك في اليوم الحادي عشر من شهر ذي الحجة عملنا على استمالة حاكم قلعة وان من قبل الشاه لفتحها وهي من القلاع شديدة الارتفاع التي يسيطر عليها طائفة الأوباش، وتعتبر من حصون الأعاجم الشهيرة حصينة الأركان من تفاوت الأيام إلى يومنا هذا. فأرسلنا إليه الرسائل من قبيل حسن التدبير. وبفضل الهداية الربانية والعناية الصمدانية مال كليا إلى طرف صاحب العز والسلطان فسلم القلعة المذكورة وقلعة آموك التابعة لها إلى العتبة العليا وأرسل مفاتيحها، فوصلت إلينا وللإطلاع على أحوال القلاع المذكورة على النحو الذي بيناه والسيطرة عليها أرسلنا خسرو باشا أمير أمراء الشام فخرج الحاكم المذكور من القلعة ودخلها عبيد السلطان واستولوا عليها . وهناك أيضا رفع الأذان في مساجدها وجوامعها وفق شعائر الإسلام وأقيمت الصلوات الخمس وقرئت خطبة الجمعة باسم مولانا السلطان خلد الله ملكه، ورفع جمهور المؤمنين أيدي الضراعة بالدعاء للسلطان بالخير وبالفتح عظيم القدر، ودقت الطبول السلطانية وانشغب الناس بالدعاء لحضرة صاحب السلطنة والخلافة. وفي اليوم الثاني عشر من الشهر المذكور تم فتح سياوان وهي من الحصون عالية البنيان وتابعة لطائفة الأشرار. وكان ملاذا للمفسدين الباغين وملجأ للملحدين الطغاة فلما هجم عساكر الظفر تركوا المكان وتفرقوا وجاء حاكم القلعة أمير بك محمودي بمفتاح قلعته على أمل تمريغ وجهه بالأرض التي يدوس عليها مولانا السلطان وتم تسخير القلعة مع البلاد المعروفة بخوشاب وضبطها من قبل رجال السلطان المخلصين. كما حوصرت القلعة المعروفة بطوبراق قلعة وهي من الحصون العالية الشهيرة لطائفة الأشرار، فحاصرها بعض من عساكر المسلمين وقد تحصن بداخلها شرذمة منهم. وتمكن عساكر النصر من الاستيلاء عليها بعناية الله جل شأنه وبفضل يمن وبركات حضرة السلطان خلد الله ظله العالي. وفي اليوم الثاني والعشرين من الشهر المذكور(ذي الحجة 1940) جاء مفتاح المكان المعروف بـ"بيك كل" وتم فتحها وتسخيرها. والقلاع المذكورة ولله الحمد والمنة تعتبر سدا منيعا للولايات ومفتاحا لمالك المعمورة. وكان متوقعا أن يكلف فتحها طول الزمان وبذل الخراج والأموال وصرف العساكر والرجال لكنها دخلت في دائرة السيطرة وفتحت بسهولة لما اقترن الأمر باسم حضرة صاحب العظمة والسلطان. وفيما عدا ذلك فإن نور علي بك صاحب قلاع جرم وبيدكار وروشني وحل وتنوزه وهي من قلاع كردستان دخل هو الآخر في أمر حضرة مولانا السلطان. والأمل معقود على مشيئة الله عز وجل أن تضاف إليها فتوحات كبيرة أخرى كي تكون واضع البغي والإلحاد مواقع للسعادة والمنافع وتكون العديد من الأقاليم والممالك مسخرة لحضرة السلطان. وقد تم إرسال هذه الرسالة لعرضها على للعتبة السامي والتبشير بالفتح مع كل من حيدر ولطفي بك. والأمر لحضرة مولانا صاحب السعادة . من أضعف العباد إبراهيم الفقير.

الوثيقة الخامسة
(أرشيف طوبقابى أ. 4080/2)
معروض إلى مقام حضرة ظل الله في الأرض وصاحب مقام الخلافة قرين السعادة من العبد الفقير، بأنه بمقتضى ما تقدم من الأمر السلطاني لازم الإذعان، أمر هذا العبد الفقير بالاستيلاء على ديار الشرق بعناية الله جل وعز. وسبق أن تمت الكتابة وعرضها على العتبة العليا أنه لدى وصولي إلى محمية حلب قمت باتخاذ أنواع التدابير اللازمة لفتح القلاع المتعلقة بحدود أذربيجان وكانت بمثابة مفتاح الولاية والسد المنيع بين الممالك السلطانية المحمية وبين أقاليم العدو. والاستيلاء عليها يتطلب أعواما وخزائن وأموالا وبذلا للعساكر والرجال. لكن علو الهمة أصبحت قرين الحال ورهين أعمال الرجال فتم فتح وتسخير تلك القلاع العظيمة وتوابعها ولواحقها ولم يقتل فرد واحد من عساكر النصر، وأدخلت ضمن دائرة السيطرة بسهولة. ولتأمين أحول كل منها أرسل خسرو أمير أمراء الشام فتم ضبط مجموعها وعين عليها الرجال والمساعدون وغيرهم من المستحفظين فأصبحت تلك الديار وسائر المضافات من الأقاليم المحمية. ومع صدور الأمر العالي والإذن الشريف لحضرة مولانا السلطان لعبده- وبناء على الإذن والتكريم السلطانيين الصادرين لعساكر النصر والمآثر، وباعتبار أن أمر خاقان العالم مطاع، توجهنا لفتح ديار الشرق ودخلنا مع مبارزي الدين إلى أذربيجان. وأمر السلطان جيش أهل الإيمان يقلع وقمع الأعداء وبعث جيش السلطان وفرسانه الرعب في قلوب طائفة القزلباش الأوباش. ولما استولى الرعب والخوف عليهم تجنبوا الصدام مع جيش السلطان فاتخذوا خراسان مقرا وملجأ لهم وتركوا على حدود أذربيجان مقدارا من العساكر. وكان مقتضى ظنه الباطل وتدبيره القاصد سد الثغور وإغلاق الحدود. وكانت مدينة تبريز عاصمة العدو الضال. فترك ألفا من الملاحدة مع المفسد الضال المعروف بالسلطان موسى، وانسحب هو إلى جهات خراسان. ولما كانت الغيرة اللازمة والحمية الدينية تقتضيان أن يكون العراق وأذربيجان مضبوطين ومسخرين لأيادي بركات حضرة مولانا السلطان، فقد أرسل كل من أولاما باشا أمير أمراء أذربيجان وأحمد أمير أمراء ذو القدرية بصحة بعض العساكر بطريق القراول صوب تبريز. وأنا بدوري معتمدا على علو عناية الحق نبارك وتعالى، وسمو معجزات فخر الكائنات وكرامات أرواح أهل الهداية وعلى الهمة العالية لمولانا السلطان توجهت مع عساكر الفتح صوب مدينة تبريز. وفي هذه الأثناء قدم بعض أمراء وحكام القزلباش الأوباش الخضوع والتبعية كما أعلن بعض أصحاب القلاع الطاعة فسلكوا جميعا سلك التبعية للعتبة العليا. وفي اليوم الخامس والعشرين من شهر محرم الحرام وصلنا مع عساكر النصر إلى محمية تبريز وكان المفسد المعروف بالسلطان موسى مع أتباعه من المنافقين الضالين متكفلا بحماية تلك الديار. ومعينا قائمقاما من قبل الشاه الضال، فلم يحتمل هجوم عساكر النصر، فوقع قتال قصير بين قواته وبين أولاما باشا داخل مدينة تبريز. لكن العساكر المنصورة لم تفسح المجال وما لبث أن أصبحت زمرة الملحدين طعما للسيوف، ولاذ من نجا بالفرار وببركة وعلو همة حضرة السلطان فتحت مدينة تبريز ولواحقها وجملة مضافاتها وتمت السيطرة عليها وتسخيرها. وفي اليوم السادس والعشرين من الشهر المذكور وكان يوم جمعة توجه الولاة والأمراء وكافة العساكر المنصورة إلى الجامع المعروف بجامع السلطان حسن كما فتحت الجوامع الأخرى التي كانت مغلقة ومعطلة ولم تشهد الجمعة منذ حوالي ثلاثين عاما، فصلى جمهور المؤمنين وجماعة الموحدين صلاة الجمعة وفق السنة السنية لسيد المرسلين، وأعيد ذكر الثناء على الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين بعد أن كان ذكرهم منسيا في المحافل والمنابر حتى هذه اللحظة، ولما قرئت الخطبة بالاسم الشريف لحضرة مولانا السلطان استولى اسمه على قلوب المؤمنين، فرفعوا أيدي الدعاء بأن يوسع الله ملكه ويزيد سلطنته. والمأمول إن شاء الله الأعز الأكرم أن يكون دعاؤهم مقبولا عند الباري عز وجل. حيث سبق وان وردت رسائلهم إلى مقام السلطان وكانوا منذ القديم خاضعين للشاه سيء الصيت وهم في حقيقة الأمر على دين وملة الإسلام بخلقتهم وجبليتهم . ومنذ سفري إلى هذه الجهات وإرسال الرسل إليهم تخلى هؤلاء عن القزلباش الأوباش وأخلصوا لجانب الحق والعدل. فالسلطان مظفر ملك غيلان حيث يعتبر ذا صلة وقرابة بشاه السوء يكن لهم العداوة الشديد، ومنذ قيام جيوش الإسلام الظافرة بالهجوم على هذه الجهات، قام هو بالاستيلاء في جهته على بلاد قزوين وسلطانية وطارم وخلخال بعراق العجم وبقلع وقمع أيادي اللئام منها. وعلى اثر إعلان إخلاصه وولائه لحضرة السلطان أرسل إليه من هذا الجانب الشاويش خير الدين، فلما وصل إليه أظهر أنواع الولاء والعبودية لتراب عتبة السلطان وأبدى رغبته بالمجيء إلى تبريز واللقاء بي وقد أرسل إلي مع الشاويش المشار إليه بعض المقربين إليه لتقديم عروض الوفاء والإخلاص للعتبة العليا. فوصلوا وقدموا عروض الطاعة والولاء التامين لجانب السدة السنية لحضرة مولانا السلطان. وهؤلاء أيضا يكنون البغض والعداوة بدافع من غيرتهم الدينية ومستعدون مع ما بأيديهم من جيوش الإسلام. وجاءوا بأخبار صحيحة عن الشاه سيء الصيت بأنه يتسقط أخبار حضرة مولانا السلطان وأنه سمع بدخولنا مع جيوش النصر إلى أذربيجان وانه موجود الآن مع أتباعه في ديار خراسان، في مقابلة عساكر التتار بقيادة عبيد الله خان وهو من جملة المخلصين لحضرة مولانا السلطان، كما أرسل مرات عديدة رسائل بطلب المدد والعون. وفي هذا الأثناء علمنا بأن أبا سعيد خان الذي كان خانا سابقا لماوراء النهر يتعاون مع القزلباش، ولا يرضى بالعداوة بين عبيد الله خان وبين القزلباش.وبمشيئة الله وإرادته توفي أبو سعيد خان فصار عبيد الله خان ملكا على بلاد ماوراء النهر من أقصاها إلى أقصاها فجمع جيوشه الإسلامية في ضفاف نهر آمر استعدادا لقلع وقمع الأعداء، وأنه ينتظر تحرك فرسان الإسلام من هذه الجهة. وقد أبلغ بأحواله هذه ملك غيلان المشار إليه بالتفصيل. وتمت كتابة رسالة أخرى من العتبة العليا عن تحرك موكب الظفر. وبعد وصولي إلى مدينة تبريز وبناء على ضرورة وأهمية تعيين أمراء الألوية من قبل العتبة العليا لحفظ وحراسة الأماكن التابعة لولاية أذربيجان، أوكل أمر لواء نخجيوان بمقتضى أمر سلطاني شريف إلى ولي شقيق اولاما باشا المشار إليه بسبعمائة ألف ، ولواء مراغة إلى ولي جان الذي رافق المشار إليه بستمائة ألف ولواء مشكين وسراو وأردبيل إلى شاه علي بستمائة ألف، وبلاد اخكان التابعة لأذربيجان إلى أويس بك الذي نفر من القزلباش الأوباش وأعلن الإخلاص والولاء إلى دار السعادة ، ولواء مهراني إلى بهاء الدين زريقي، ولواء واسطان إلى سيد محمد بك ابن زاهد بك، ولواء جولمير إلى ملك بك وهو من أمراء كردستان الذين قدموا الولاء والطاعة للسدة السنية، ومدينة سلماس إلى نور علي بك، ولواء سعيد جوقورى بألف ألف إلى السلطان حمزة الذي صرف وجهه عن الأوباش وأعلن الولاء والطاعة لمولانا السلطان، ولواء كمرى للشيخ بك ولواء روم إلى غازي قران بك، ولواء درياس إلى قاسم بك ابن صارم، ولواء ديادنلى إلى أمّي بك ولواء جورشن وجالديران إلى حاجي بك بثلاثمائة ألف. وأرسل كل واحد ممن ذكروا إلى مكانه المعين فيه للحفاظ عليها وحمايتها. فالأمراء المذكورون هم الآن في ألويتهم، وأصبحت بلاد أذربيجان بيمن حضرة السلطان وهمته في أمن وأمان. كما أن نفس مدينة تبريز والقلاع المفتوحة على النحو المعروض للعتبة العليا تمت السيطرة عليها مع نواحيها لتكون للخاصة الهمايونية. كما عين أولاما باشا المذكور أميرا لأمراء أذربيجان بستة آلاف ألف. وهناك من بين بعض القلاع القريبة من مدينة تبريز وهما قلعة ألنجه وحصن كوكرجينلك اتخذهما المفسدون مركزا لهم وتحصنوا بهما فأرسل خسرو باشا مع مقدار من العساكر إلى قلعة ألنجه وغازي قران بك مع بعض العساكر إلى قلعة كوكرجينلك وسيأتي خبرا فتح القلعتين قريبا بإذن الله الأعز. وتعتبر القلعة المعروفة بصارى قزغان التابعة للواء مراغه من حصون أذربيجان الشهيرة ومعروفة بمتانتها وتحصينها القوي ، وحوصرت فيما سبق من قبل الشاه سيء الصيت أعواما طويلة فلم يقدر على فتحها. وبيمن وهمة حضرة مولانا السلطان فتحت هذه القلعة على أحسن وجه وأرسل مفتاحها إلى العتبة العليا. كما أن السلطان موسى الذي سبق ذكره، وكان قائمقاما للشاه في أذربيجان أعلن خضوعه وطاعته لمقام حضرة مولانا السلطان فلما جاء موفده أرسل إليه كتاب استمالة، وأحكمت السيطرة على حدود ديار أذربيجان. وكانت الحاجة قائمة الآن لإرسال جيوش النصر إلى جهة عراق العجم فعين مراد بك البايندرلو أميرا لأمراء العراق، وأوكل أمر لواء همدان التابع لعراق العجم إلى أولوغ بك ميرزا بتسعمائة ألف، ولواء كاشان إلى مراد بك البايندرلو الآخر، ولواء قوم لفروخ زاد بك ابن سليمان بك بخمسمائة ألف، ولواء شاو لقابيل بك ابن هابيل بك بخمسمائة ألف، ولواء ري وشهريار إلى زينل بك ابن دور علي بك بخمسمائة ألف، واسنجاق لصونقور بك من ذي القدرية بتصرف الزعامة. كما أرسل المشار إليه مراد باشا براتب من العتبة العليا مع طائفة الشرقيين إلى العراق. كما أرسل أولاما باشا المشار إليه صوت بعض المفسدين المتحصنين بجبل بجهات أردبيل وبعد تشتيتهم بإذن الله سيلحق هؤلاء أيضا بمراد باشا بجهات العراق. وبعلو عناية الله سبحانه وتعالى ولله الحمد والمنة ومعجزات النبي صلوات الله وسلامه عليه وكرامة أولياء الله جميعهم ودعاء حضرة مولانا السلطان تم تطهير حدود أذربيجان من الأجسام الضارة للطائفة الخائفة، وتمكن جنود النصر من فتح كل هذه القلاع من غير إيقاع أي ضرر أو خسارة بأي فرد من الأنام، وأصبحت ضمن دائرة الضبط والسيطرة. وحتى مدينة تبريز أصبحت مقر رايات النصر العزيز بعد أن كانت مبعث الفتنة والفساد ومأوى الرفض والإلحاد، وهي الآن دار الأمان تطبق فيها قوانين الدين وشرائع سيد المرسلين، وتمتلئ المساجد والجوامع والروابط بأهل الإيمان، فآثار الدين فيها مشاهدة ومرسومة. ولا يخفى على مولانا السلطان بأن ضبط وحراسة البلاد وحفظ وصيانة الرعية والولاية لا يمكن ولا يتيسر إلا بالقلاع . فالقلاع أوتاد المملكة وبناء على ذلك فقد فكر عبدكم ببناء قلعة بتبريز ، فبحثت عن أماكن مناسبة وبدأ البناء. فقد أصبحت مدينة تبريز مدينة حضرة مولانا السلطان. هذا العبد دائم التهيؤ بعد هذا، يراقب طريق العدو وهو مستعد بعناية الله تعالى للتضحية بروحه ليمنع أي اعتداء على المدينة. ونأمل أن يبذل حضرة السلطان يمن همته أن يسير مصحوبا بالدولة والإقبال والسعادة والإجلال حتى المحل المعروف بأرجيش التابع لأذربيجان. فإذا وصل بالسعادة إن شاء الله الأعز ليشر إلى جهة عبده فهوي ينوي بالسير نحو محمد خان حاكم بغداد كي يجعله خاضعا للسدى السنية لحضرة السلطان هذا الشتاء. ومن المناسب أيضا أن يمضي حضرة مولانا السلطان هذا الشتاء بديار بكر فلتكن الاستعدادات وفق ذلك. هذه الرسالة كتبت في اليوم العاشر من شهر صفر المظفر وأرسلت مع عبدي العتبة العليا مصطفى ومحمد. وبناء على أن إبلاغ خبر الفتوحات التي تمت حتى الآن إلى جهات استنبول وبورصة وأدرنه والشام وحلب ومصر من أهم المهمات فقد كتبت رسائل الفتح إلى البلاد المعمورة المذكورة وأرسلت إلى سدة السعادة كي ترسل إلى أماكنها مع ما يناسب ذلك من الرجال ليسر ويسعد أهل الإيمان ويدعوا لحضرة مولانا السلطان بخير والأمر لحضرة مولانا ولي الأمر.
أضعف العباد إبراهيم الفقير

الوثيقة السابعة
(أرشيف قصر طوبقابى، رقم: E 6550)
إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان منتش دامت معاليه إلى يوم الخصال آلاف التحيات الصافيات وأصناف التسليمات الوافيات مع إبلاغ وإهداء محض الموالاة والفوز بحسن المضافات إلى الضمير المنير.. وقد بلغ وعلم في هذا الجانب أنه من قبيل آثار الإسلام والدين تحسون بميل نحو حضرة مولانا سلطان البرين وخاقان البحرين. وبناء على ذلك توجه حضرة مولانا السلطان بجيش مثل البحر إلى ديار الشرق. وكنا قد دخلنا قبل ذلك برايات السعادة حدود أذربيجان، وفتحت القلاع التي كانت بيد القزلباش الأوباش بتلك الجهات. وحتى مدينة تبريز أصبحت تحت ظلال أعلام الفتح في دائرة الضبط والسيطرة. وقد قرر وصمم مولانا السلطان أن يجعل تبريز مدينته، وألا ينشغل بأي أمر مهم آخر إلا بعد جعل تلك الديار مأوى لأهل الإسلام. ذلك بأنه من مقتضى ميل جناب دولتكم نحو العتبة العليا وإخلاصكم بذل المساعي والتدابير الحسنة لتحريض الشاه وجره إلى هذه الجهات. أو إذا عملتم على فضح أحوال الطائفة الخائفة التي ستكون سببا في أمن العباد والبلاد فستنالون الشهرة والاستحسان في الدنيا والآخرة وتكسبون أنواع المراحم الجميلة وأصناف العواطف العلية الخسروانية لدى حضرة مولانا السلطان وألا تنقطعوا عن إعلام هذه الجهة بأحوالكم وأوضاعكم ...

الوثيقة الثامنة
(أرشيف طوبقابى، رقم e 5878)
معروض العبد الحقير إلى تراب مقام حضرة مولانا السلطان أنه بعد إبلاغ الرسالة التي حملها محمد شاويش وهو من ضباط المقام العالي ومن بعده فروخ شاويش إلى العتبة العليا بخبر تحرك الشاه المقهور من خراسان إلى هذه الجهة، تقدم أمراء المذكور المقهور أكثر منه وعلم أنه خلفهم لجأنا إلى علو عناية الحق سبحانه وتعالى واتقينا بيمن همة حضرة مولانا السلطان رحلنا من المنتجع المعروف بسعد أباد بجوار تبريز يوم الأحد الحادي عشر من شهر بيع الأول المبارك الجاري. وسرنا نحو الأعداء المحتقرين ووصلنا في اليوم التالي إلى المحل المعروف بـ أوجان أي يوم الاثنين فنزلنا هناك. واستخبرنا جهة العدو فتأكدنا من أن كبار أمراء الشاه المحتقر وصلوا إلى المحل المعروف بـ ميانه قريبا من أوجان ، فقمنا بفرز عشرة آلاف من العساكر المنصورة وإرسالهم بطريق السرية فالتحموا مع العدو كما يجب وكان اللعين خلال كل هذه الفترة يهرب دائما إلى البلاد البعيدة ، فقد جاء هذه المرة بنفسه ولله الحمد والمنة. وبعون الله العزيز سبحانه وتعالى وعنايته تكون أنواع الفتح والفتوح ميسرة ومقدرة. وإذا تحقق ذلك فإن العدو يكون قد اقترب أكثر . فالمأمول من مقام حضرة السلطان أن يستعجل بالسير إلى هذه الجهة ويبذل الهمة والجهد كي يصل خلال أربعة أو خمسة أيام. والتفضل بالأمر إلى عساكر الروميلي بالسير العاجل إلى الأمام وقد أرسل الشاويش أحمد وهو من ضباط المقام العالي لهذا الغرض والأمر للمقام العالي.
أضعف العباد إبراهيم الفقير.

الوثيقة التاسعة
(أرشيف طوبقابى، رقم e 5860)
سيدي لقد جاء الشاويش فرح إن سألتم ما هي أحوال القزلباش، فإني سرت وأرسلت السرايا التي تحصلت على الأخبار وعادت كي يلتقي كل من هو موجود غير الشاه أما إذا كان الشاه فأنا الذي سألقاه بدعاء الصالحين فيا سيدي لا تنسني من الدعاء فإذا أمرتني بالقتال فالقتال في كل يوم وحب الله يحمينا بدعاء الصالحين. فيا سيدي سارع بالنزول إلى تبريز وانزل في منزلي أنا. ثم قد اكتمل بناء حصن تبريز بدعاء سيدي السلطان. والكلام كثير فإذا بقي لنا نصيب فسأتشرف بلقائكم والأمر لمولاي السلطان. ثم أنه يا سيدي السلطان منحت التولية لجعفر جلبي....

الوثيقة العاشرة
( أرشيف طوبقابى، رقم: E 6317)
إلى صاحب الرفعة السلطان منتش بعد التحيات الصافيات العنبريات وطروف التسليمات الوافيات صادرة عن محض الموالاة وفرط المصافات، نريد أن نعلمكم بأن رسولكم جاء برسالتكم، وفي مضمونها أن حضرة مولانا السلطان خلد الله ملكه إلى آخر القرون توجه مع عساكر المسلمين المنصورة إلى ديار الشرق وأن العجزة والمساكين تعرضوا للتعدي وتتحدث عن بعض الأحوال المتفرعة عن الصلح والصلاح ما بينه وبين حضرة الشاه. وقد بلغني كل ما قلته في هذا الشأن، كما علمت وفهمت بكل ما نبه إليه رسولك عن طريق المشافهة ، وجاء في رسالتك أن ما يسعى إليه السلاطين العظام هو ترفيه أحوال البرايا. وإذا كان كذلك فإنه لم يصدر من طرفنا أي تصرف يبعث إلى عدم الأمان والاطمئنان. وكل ما حدث حتى الآن كان بسبب نقضكم للعهد حقيقة. ذلك بأن الموالاة والمصافاة كانت قائمة بين الجانبين بتقرير رسل حضرة الشاه إلى مولانا السلطان وكانت المعاهدة. لكن الشاه طمع بجزء من مال شرف بك فنقض العهد بالسير بعساكره نحو عساكر الإسلام في بدليس. والظاهر أن ذلك حدث بتحريض وإغواء من المقربين إلى حضرة الشاه . والظاهر ذلك بأنه ليس من طبع الملوك نقض العهد. ومن الواضح أن ذلك حدث بتحريض من بعض المقربين إليه. وفي هذه الحالة فإنه لا مبرر لاتهام هذا الجانب بإزعاج الرعايا. والباعث على توجه مولانا نحو ديار الشرق هو محض الغيرة الدينية والحمية لأصحاب رسول الله. لأن طائفة القزلباش يسعون إلى هدم شرع النبي صلوات الله وسلامه عليه، فبمحض الضلالة والتعصب يسبون ويلعنون أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وخلفاءه في الترابيات والجوامع والأسواق ببلادكم. ومنذ ظهور نبوة محمد عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا مر بدار الفناء كثير الخلفاء والملوك العادلون منهم والظالمون لم يحدث في عهد أي من هؤلاء ما حدث من تبديل وتغيير في شعائر الإسلام أو هدم أو تعطيل للمساجد والمدارس كما نراه اليوم وبناء على هذا فقد قدمنا في العام الفائت إلى المحروسة تبريز. ولما جاء حضرة الشاه في تلك الأثناء إلى مادون خراسان تقدمنا للقائه حتى حدود عراق العجم. وكانت الأطراف مليئة بالغزاة الظافرين، فلم يجرؤ على الهجوم. ولحلول الشتاء ورغبة من حضرة السلطان خلد الله ملكه في زيارة مرقد رابع الخلفاء الراشدين أسد الله الغالب علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه ومرقد سيد شهداء كربلاء الإمام الحسين رضي الله عنه ومراقد سائر الأئمة المعصومين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. وكان إحياء وعمارة القبر الشريف للإمام الأعظم أقصى مراده وبعلو عناية الحق سبحانه وتعالى وهمم أرواح الخلفاء الراشدين تيسر له تحقيق ذلك فنال تلك السعادة ، وقام حضرة السلطان بمشاهدة ذلك بنفسه. وفي هذه الأثناء جاء حضرة الشاه إلى تبريز. ولم يقنع بذلك بل تقدم أيضا نحو قلعة وان دون أي اعتبار لكونها فتحت بسيف النصر لحضرة السلطان بمقتضى أعراف وقواعد الملوك، فارتكب أنواع الحيل والخدع، فأخرج بعض الرجال من القلعة صلحا وأقسم على كتاب الله بذلك. لكنه قتل أولئك المسلمين دون وجه حق، وبث الرعب والخوف. وكان جائزا أن تحمل الإثارة التي حدث حول بدليس على أنها حدثت سهوا. ولكن ما من شك أن الحيلة والخدعة هذه المرة، وحلف حضرة الشاه بكتاب الله وحنثه باليمين وإراقته الدماء دون وجه حق، كان بتحريض وإيحاء من مقربيه. ولو كان المراد سعادة الرعايا لكان الحرص على عدم النقض بالعهد وبذل السعي إلى عدم الحنث باليمين. وإذا كانت للمقربين من الدولة هذه القدرة فقد كان عليهم الحيلولة دون القيام بما يخالف ذلك وبذلك يتبين الذين يحرصون على سعادة الرعايا من غيرهم. هذه هي أحوال المعاهدة . وما هي الوسيلة والحالة هذه إلى أن تكون اليمين أساسا للثقة. فكل الناس من الآن…. ( الصفحة التالية ناقصة)

الوثيقة الحادية عشر
(أرشيف طوبقابى، رقم :د. 3012)
في بيان مقدار الفلوري المعطى لأمراء الروميلي وناظري الماء . استرجع من بعضهم وبقي لدى بعضهم الآخر.
على قايتباي بك أمير ألاجاحصار 700 فلوري، وعلى علي بك ابن اسكندر باشا أمير ولجتيرين 500 فلوري. وعلى قيردى اسكندر بك أمير ويزه 400 فلوري وعلى بالي بك أمير قرق كليسه 350 فلوري.
الفلوريات المقرضة للزعماء.
على محمد بك آمر موكب الجناح الأيمن في لواء باشا 130 فلوري
على مصطفى ابن قورد ايدين بك ناظر مزرعة في اسكوب 50 فلوري
على حسن بك ابن يعقوب بك مأمور الخمس 60 فلوري
وعلى حسن وحسين ولدي قاسم بك العجمي المقيم بخاصكوي 80 فلوري
على مصطفى ومحمود ولدي قاسم لك الرومي المقيم بفيلبه 60 فلوري
وعلى أياس بك قريب مصطفى باشا المقيم بفيلبه 50 فلوري
وعلى علي ابن البكباشي الذي كان ناظرا للماء في كوستنديل 50 فلوري
وعلى حسين بك المتصرف بالزعامة في نيكبولى المقيم في ديميتوقا 50 فلوري
وعلى محمد بك ابن أرانيد الذي يتصرف بالزعامة في قيرجووا 50 فلوري
وعلى جعفر بك المقيم في أدرنة والمتصرف بالزعامة في قالى ايلين 30 فلوري
وعلى محمد بك ابن مسيح بك المتصرف بالزعامة في سرفيجه 50 فلوري
وعلى أيوب بك ابن عمر بك المتصرف بالزعامة في آلاجاحصار 40 فلوري
وعلى محمد بك ومصطفى بك ولدي المدير بالي المقيمين في براوادي 80 فلوري
وعلى خضر بك ومحمد بك ولدي يخشي بك المقيمين في بيكار حصار 50 فلوري
وعلى علي بك دفتردار دفاتر الروميلي السابق 150 فلوري
وعلى يحيى بك آمر موكب الجناح الأيسر في لواء باشا 100 فلوري
وعلى حسن بك الدلاك الذي كان ناظرا للماء بلواء باشا 80 فلوري
وعلى خضر جلبي من كتاب دفتر الروميلي 20 فلوري
وعلى محمد بك ومصطفى بك ولدي داود باشا 40 فلوري
وعلى الشاويش سنان الملقب بـ باره باره وهو من ضباط أمير أمراء الروميلي 10 فلوري
وعلى حزاني بك المتصرف بالزعامة في لواء باشا 20 فلوري
وعلى يوسف بك ابن اورانوس بك 40 فلوري
وعلى الشاويش محمد من ضباط أمير الأمراء 10 فلوري
وعلى أيلك بك ابن رمضان المقيم في توابع زيهنه 40 فلوري
وعلى جندي أياس بك المتصرف بالزعامة بلواء ويدين 25 فلوري
وعلى جانم بك آمر موكب جومديلر 25 فلوري وعلى الشاويش أحمد جلبي من ضباط أمير الأمراء 100 فلوري،وعلى رستم بك كتخدا دفتر الروميلي سابقا ودفتردار مصر حاليا 11 فلوري،فيكون المجموع: 3481 فلوري
مبالغ الذهب المتبقية على أمراء الألوية ولم تسترد: زينل باشا أمير نيكبولى السابق 800 فلوري، طويغون بك أمير أوهري السابق 700 فلوري، محمد بك ابن أحمد آغا أمير كوستنديل السابق 1000 فلوري، لم تسجل في الدفتر المعطى لنا لكن عليه ألف فلوري افرنجي فيطالب بذلك.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
كمال خوجة غير متصل   رد مع اقتباس