|  24 / 02 / 2011, 47 : 04 AM | رقم المشاركة : [1] | 
	| أديب وقاص معروف ومتميز حاصل على عدد من الجوائز  (انتقل إلى رحمة الله) 
 | 
				
				إشاعة - الحلقة 3 -نزار ب. الزين
			 
 الحلقة 3
 إشاعة مغرضة
 أقصوصتان : نزار ب. الزين*
 *****
 نظم  طلبة الجامعة و المدارس الثانوية تظاهرة ضخمة ندد خلالها المتظاهرون بوعد بلفور ، و بلغ الحماس أشده عندما اقترب المتظاهرون من المجلس النيابي ، و كانوا يرددون الهتافات التي بلغ صداها عنان السماء :
 << يسقط بلفورعميل الصهيونية >>
 << يا عزيز يا عزيز داهية تاخد الإنكليز >>
 << فلسطين بلادنا ، و اليهود اعْدانا >> ....
 ثم ...
 و على حين غرة ،
 لمح  "عصام" غريمه "نعيم" الذي استقوى عليه منذ وقت قريب ، فأهانه و أوسعه ضربا حتى أدماه ، فصاح "عصام" بأعلى صوته مشيرا إلى "نعيم" :
 << يا شباب ...هذا يهودي .. جاسوس يهودي....>> ،
 فاندفع أقرب المتظاهيرين إلى "نعيم" ، و بدؤوا بتهشيمه ،
 ثم .....
 تركوه ملقىً على الأرض  مضرجا بدمه  ، بين الحياة و الموت  .
 *****
 الهاشمي  وليٌّ لا أحد يعرف اسمه الحقيقي أو سبب الاعتقاد أنه وليّ ، أو لماذا بني له هذا المقام ذو القبة الخضراء ؟! فحتى شاهد قبره محا  الزمان ما كُتب عليه .
 أما أغلب رواده فمن النساء من طالبات الحاجة ؛ فبعد أن تدفع الواحدة منهن ما فيه النصيب لحارس المقام ، تتقدم نحو القبر فتتلو الفاتحة ،
 ثم ...
 تهمس للولي بحاجتها  !!!!
 ثم ....
 تربط منديلا  أو قطعة من قماش على السور القصير المحيط بالقبر ، لعلها بهذه العلامة تذكِّر الوليّ بحاجتها .
 و يعيش في المقام حارسه مع زوجته و اثنين من أطفاله ، فيتحول المقام ليلا  إلى غرفة نوم ، و في زاوية منه تقوم الزوجة بالطهي و غسل الصحون حينما  يخلو من زائراته .
 و بسبب بخله الشديد كان الزوجان يتشاجران باستمرار ،
 و لكن ..
 ذات يوم اشتعل الشجار بينهما متجاوزا المألوف ، فقد لجأ الزوج إلى العنف ، فأنهك زوجته صفعا و ركلا ،
 ثم ..
 طردها و طفليها شر طرده .
 ***
 ما أن شاهدها شقيقها الكبير و هي على هذا الحال المزري حتى استشاط غضبا ، و بات ليلته و هو يفكر بوسيلة ينتقم فيها لشقيقته ، و إذ أصبح الصباح كان قد أضمر أمرا ،
 ثم ...
 بدأ التفيذ .....
 فقام بجولة ، أخذ يخبر خلالها  كل من رآه ، بمن فيهم إمام جامع الحي ، أن شقيقته زوجة حارس مقام "الهاشمي" ، شاهدت بأم عينيها قبر الوليِّ ينبثق منه قطرات من ماء طهور و كأنه مخلوق حي يتعرق ، و قد وَضَعت على رأسها المصاب بالشقيقة المزمنة قطرات منه ، فتوقف الألم في الحال إلى غير رجعة ، و وضعت قطرات منه على جرح في يد ابنها فاختفى لفوره ،
 ثم ......
 أضاف ، أنه لم يهن عليه أن يحتكر صهره هذه الكرامة أو يتكسب منها ،
 ***
 رُفِع أذان الظهر فألقى إمام الجامع قبيل بداية الصلاة على غير عادة ، خطبة موجزة دار موضوعها حول كرامات الولي "الهاشمي" ، و منها هذه الكرامة الجديدة ....
 ثم ......
 ما أن فرغ الناس من أداء صلاتهم حتى اندفعوا نحو المقام فاقتحموه ، و إذ اعترضهم حارسه أوسعوه ضربا ،
 ثم ........
 أخذ كل منهم ينتزع قطعة من سور القبر ، بعد أن يئسوا من العثور على ماء الكرامة ! ،
 ثم ..........
 التفتوا إلى سترة القبر فتقاسموها نتفا صغيرة ،
 ثم ...........
 إلى ما تبقى من محتواه ، من شموع و قناديل و سواهما فتقاسموها ،
 و من لم يحظَ بقطة قماش من السترة ، أو جزءاً من شمعة ، أو كسرة من حطام قنديل ، التفت إلى القبر نفسه و الأرضية المحيطة به ، ليستولي و لو على حفنة من تراب ،
 ثم ............
 بلغ الخبر نساء الحي و الأحياء المجاورة ، فاندفعن نحو المقام ، و إذ وجدنه قاعا صفصفا ، التفتن إلى شجرة الجوز التي تظلله ، و ابتدأن في تقاسم لحاءها بداية ،
 ثم ........
 و بمساعدة أولادهن تقاسمن أوراقها و قطعا من أغصانها ،
 ثم ..............
 تركنها بعد أن أمست كعجوز تسعينية في حمّام  السوق !!!.
 *************************
 *نزار بهاء الدين الزين
 سوري مغترب
 إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
 الموقع :    www.FreeArabi.com
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 | 
    |  | 
	|   |   |