24 / 02 / 2011, 49 : 10 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
كاتب نور أدبي يتلألأ في سماء نور الأدب ( عضوية برونزية )
|
عندما تهب رياح التغيير بجنبات فلسطين
عندما تهب رياح التغيير بجنبات فلسطين
المتتبع للمشهد العربي و لأنتصارات الثورات الشعبية في المنطقة على أنظمتها الدكتاتورية، ينتظر بإهتمام سقوط الحجر التالي في سلسلة أحجار الدومينو المتهاوية واحداً تلو الأخر.
بدوري، و كلاجىء فلسطيني، أتابع بترقب ردود الفعل الصهيونية في المهجر و في حكومة الكيان الصهيوني.
فأذا كانت حكومة نتنياهو و اللوبي الصهيوني في واشنطن يفكران بعقلانية (وهذا بعيد جداً عنهم)فأن الحكومة الأسرائيلية بلا شك ستسارع لوضع خطة إخلاء سريعة لقواتها و مستوطنيها من الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد عام 67، ذلك لأنهم يدركون أن الثورة العربية المتأججة لن تتوقف عند العواصم العربية الرجعية، بل ستمضي في طريقها الى القدس و لن تتوقف عند أبواب الضفة الغربية خاصة و أن الأحتلال هو من يوحد كافة أبناء الأمتين العربية و الأسلامية في ثورة الغضب الشعبية.
بالنظر للشعب الفلسطيني.. و المتلمس لمشاعره، يرى أن الفلسطينيون يراقبون ثورات أخوانهم بمزيج من الفرح و الحسرة.فها هم أخوانهم يحررون أنفسهم من طواغيت العصر بينما هم لا يزالون يرزخون تحت نير الأحتلال و وطأة ألته الدموية، يستبيح حرماتهم ليلاً نهاراً.فعندما كانت الجماهير العربية في تونس، مصر، و في ليبيا بإذن الله تحتفي بإنجازات ثوراتها، يبقى الفلسطينيون محتلون و يُعتبرون ضحايا للأحتلال.
الشعب الفلسطيني في حالة ثورة و إنتفاض من قبل عام 1936.. و هذا دليل على إستحالة إستمرار الأحتلال، فالشعب الفلسطيني سيواصل تمرده و إنتفاضته.. بل سيوسعها لتكون أوسع من الأنتفاضات السابقة و سيسعى الى التغيير كما فعل إخوانه العرب، و الأحتلال سيترنح تحت ضربات المقاومة الشعبية الموجعة التي لن ترحمه مستمدة قوتها هذه المرة من إتحاد الجماهير.
بالطبع ستحاول أسرائيل الألتفاف عبر أذنابها المتبقية على الأنتفاضة و تقويضها.. لكنها لن تنجح هذه المرة كما كانت تفعل سابقاً، فأزلامها في المنطقة صاروا في خبر كان.. و من تبقى منهم سيمشي جنب الحيط خوفاً من ردة فعل الشعب و يدير ظهره حتى لأمريكا.
سيكون هناك خيارين لا ثالث لهما في تحديد كيفية إنتهاء هذه الأنتفاضة.. هذا سيعود للحكومة الأسرائيلية في تحديده، كما كان يعود الى بن علي و مبارك و القذافي لأتخاذ قراراً ما إذا كانت أنظمتهم ستتراجع بالدم و النار أو قبول بأمر واقع لا مفر منه و هو التنحي و الأنسحاب حقناً للدماء
إذا قررت أسرائيل حقن الدماء.. فهذا سيعني قبولها بقرارت الأمم المتحدة الداعية الى العودة الى ما قبل ال67.
أو بأمكان أسرائيل إستمرارها بسياسة الأحتلال و القتل و القمع و التشريد و بقائها على الوضع الحالي متجاهلة كل المواثيق الدولية و القوانين الأنسانية.. و هذه حالة لا يمكن تحملها في ظل العزلة في المنطقة، التي ستعززها ثورات الجماهير العربية التواقة للحرية في المنطقة و التي ستذعن حكوماتهم لمطالبهم و يعلنوا إنضمامهم لمطالب شعوبهم، و هذا سيعزز حجم الضغط الدولي و الغربي خاصة على أسرائيل.. الذي لم تعتاد عليه من قبل.
اليمين الأسرائيلي سيرد مسرعاً متسلحاً بتأييد اللوبي الصهيوني في واشنطن، على كل هذه الضغوط.. إنه من الأستحالة مغادرة الضفة الغربية، مشيراً الى تجربتهم في قطاع غزة.. فلقد إنسحبوا لتُدك مناطقهم و مستوطناتهم من قطاع غزة بصواريخ المقاومة فور خروجهم.
هذا صحيح.. فلا مجال للتفاوض أو السلام في ظل سياسة أحتلال ممنهجة عنصرياً و دموياً.. و هذا سيحدث لا محالة أذا بقي الأحتلال على عنجهيبته و دمويته.. و سيدفع الأحتلال ثمن بقائه في أية أرض محتلة باهظاً كما دفعه في غزة.
لقد آن الآوان لأن تعترف أسرائيل و المجتمع الدولي بحق الشعب الفلسطيني بأرضه و بتواجده عليها و حق تقرير مصيره و بمشروعية مقاومته المسلحة للأحتلال.
ماذا ينتظر الفلسطينيون؟
هل بأستطاعة أسرائيل النظر الى الشرق الأوسط القادم الجديد الذي إنتفض عام 2011 و هي تظن حقاً أن إحتلالها سيستمر إلى الأبد؟
هل بأستطاعتها إنكار قدرات الشعب الفلسطيني على قيامه بما قامت به شعوب تونس، مصر، و ليبيا؟.. و هي (أسرائيل) التي ما زالت تستطعم طعم ضربات أنتفاضاته تحت أضراسها
أمْ أن نتنياهو بكل بساطة سيعتمد على دور الولايات المتحدة كالعادة لمساعدته عندما يحدث ما لا مفر منه؟
مخطىء من يراهن على ذلك
فالضغط على الأدارة الأمريكية من منظمة "أيباك" في الأعتراض على قرار بشأن الأستيطان، شيء.. و المراهنة بأن الولايات المتحدة بأستطاعتها أن تحمي الأحتلال و تحافظ عليه شيىء أخر في ظل الفترة الراهنة.
في الحقيقة.. بعد تصويت الأسبوع المنصرم بشأن المستوطنات، من المستبعد و من المشكوك به أن يكون للشعب الفلسطيني (إلا من بضعة أذناب متبقية) بعد الأن أي أهتمام بمواقف الأدارة الأمريكية.
أمريكا و أوروبا سيتركوا الأمر لأسرائيل في الدفاع عن نفسها.. و سينصحوها بأنهاء الأحتلال و بضرورة الأنسحاب من المناطق التي أحتلتها في 67 و من ضمنها القدس الشرقية بدلاً من إنهائه بالمقاومة الشعبية و الثورة المسلحة التي يمكن أن تعبر الحدود محملة مع رياح التغيير و تهدد بقاء أسرائيل على الوجود.
هذا هو السيناريو القادم المحتمل، المحمل مع رياح التغيير العربية الذي يدور في مخيلتي.
هل يكون هذا هو الحد الأدنى لسقف مطالبنا؟
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|