18 / 03 / 2008, 32 : 08 PM
|
رقم المشاركة : [9]
|
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي
|
رد: رواية أحاديث الولد مسعود ....... طبعة أولى 1984
[frame="10 98"]
[align=justify]
إيّاكم أن تصدّقوا
الشارع مقفر ، ووحشة غريبة تغتال القلب .. أتجول ، أرصد في قلق متزايد أخبار الأهل من الجنوب إلى الجنوب .. ويقولون لك : ( الولد مسعود حزين) وكيف لا أحزن يا أصحاب .. وهل تريدون أن أرقص ؟؟ قلبي على أهلنا يا أصحاب .. فأنا الولد مسعود الذي من عرعرة القريبة من عارة شاهدت ما شاهدت من أهوال ، ورأيت ما رأيت من صور يذوب لهولها الحجر.. وهل نسيتم صبرا وشاتيلا يا أصحاب ؟؟ ما تزال أمي ذبيحة هناك، وما يزال أخي لحماً طرياً موزعاً على الجدران .. فكيف لا يكون الولد مسعود حزيناً ؟؟ وكيف لا يكون الولد مسعود مليئاً بالكآبة حتى التخمة.. وسأقول لك شيئاً لم أقله من قبل : فأنا الولد مسعود الذي من عرعره القريبة من عاره ، والذي أحب مسعدة ، وبكى كثيراً على الذين ذهبوا ضحية جرائم الصهاينة ، أنا يا أصحاب مفطور على حب نسيان كل شيء ، إلا ثلاثة أشياء : الوطن الذي فيه عرعره وعاره ومسعدة ، ودم الشهداء على طول السنوات وعرضها ، وثالث الأشياء السلاح الذي لا يمكن الاستغناء عنه ، فأنا يا أصحاب مؤمن كل الإيمان بذلك البيت الشعري الذي يقول: ( وللحرية الحمراء باب .. بكل يد مضرجة يدق ) ومؤمن بأنه لا يمكن لعرعره وعاره إلا أن تعودا مع كل فلسطين لنا .. قولوا ما شئتم عن ولد اسمه مسعود ، يحلم في بعض الأحيان ، ويبكي في بعض الأحيان، ويحزن في أحيان أخرى ولكن قولوا أيضاً : إن الولد مسعود يعرف أنه سيعود .. قولوها دائما ودائما .. فالشمس يا أصحاب يا أصحاب تبقى قوية رغم أنها تشرق كل يوم ، وربما هذا الشروق ، هو سر قوتها الأكبر ..
وهاهو الشارع المقفر والوحشة التي تغتال القلب، وأخبار الجنوب .. ولكن أرأيتم ، إن أهلنا لا يعرفون الخنوع يطلعون دائماً من رحم الشمس ويغتالون كل خيوط الظلمة ، وشيئاً فشيئاً تصبح خطواتهم أكبر من عتمة الليل وأقوى .. أرأيتم إنهم يتحدون يصمدون ، يتحركون .. وإياكم أن تصدقوا ، أن هكذا شعب ، يمكن له أن يرضخ .. فلا يعرف هذا الشعب إلا الشموخ ، وإننا عائدون..
[/align]
[/frame]
|
|
|
|