رد: رسائل عتاب
كيف الخلاص ؟
يا قمر ..
يا قمر الأقمار سلاماً ..
أنا أبحث الآن عن الخلاص !
هذه النجوم المتربصة بقلبي تكاد توقع بي .. وأنا أكاد لا أنجو من آخر حماقاتي .
الساعة على الحائط تدق بانتظام رتيب .. تستفزني دقاتها .. تستفزني رتابتها .. وهذا الملل الذي تغرقني فيه ثوانيها الباردة يكبلني .. يقمع بركان من الثورات بداخلي يغلي .
لا .. كم أصبح ثمنها اليوم ؟
وهل لمثلي شراؤها ؟
كيف أرفع اللاء في وجه هذه النجوم البريئة ؟
كيف ألقي بأضوائها الساطعة بعيداً عن بساتين قلبي وأنت كالنحلة بين أحضان الزهر .. تحتضن زهرة وتودع أخرى .. وفي المساء تضع رأسك المثخن بالهموم على صدري وتبكي .
تعبتُ من بكائك وتعبتُ من ترحالك وتعبتُ من عقارب الساعة التي ثبتت عندك وتعبتُ من الفكرة المجنونة التي تجتاحني وتعبتُ من صمتي وتعبتُ من تلك الأضواء البعيدة وتعبتُ أكثر لأنهم لهذه اللحظة لم يقرأوك في عيوني .
الأزهار التي كنت ترسلها إليَّ أعلنت برائتها منك .. الرسائل كلها تنكرت لك .. حتى الأشعار التي أنجبتها أناملك أشاحت بوجهها عنك ..
وحده هذا القلب لا يفهم وينتظرك كل مساء بعد أن تنتهي من رحلات العبث كي تلقي إليه بوردة ذابلة يمضي هو طوال الليل يرويها بدمعه علها تصحو .. ولا تصحو .. ولا تنفك أنت عن البكاء .
أريد الخلاص .. نعم أريد الخلاص .. لكن ليس منك .. فأنا لا أتوب عنك ..
أريد الخلاص منهم ..
لا .. كم أصبح ثمنها اليوم ؟
أنا تعبتُ من أضواء النجوم تسطع فوق صحراء قلبي .. أنا لا يرويني إلا دمعك الذي يسقط في قلبي فيروي حدائق عمري ويزهر البنفسج في غير أوانه وتفوح رائحة الزعتر في غير أرضها .. وينفلق الصبح الوردي من غيمة سوداء .. ويضيء الياسمين حدائق عيني التي يغشاها الظلام ..
وهم لا يفهمون .. لأنهم لهذه اللحظة لم يقرأوك في عيوني ..
أنا أريد الخلاص ..
كيف الخلاص .. قل لي كيف الخلاص منهم .. كي أبقى لك يا قمر الأقمار .. بعيداً عن تلك النجوم ؟
|