[رشيد الميموني]

كأنني لا زلت مع الخاطرة الأخرى .. "أنا في الغرام ".. أقرأ جزأها الثاني .. نفس اللهجة المتأججة غضبا .. هناك وعيد .. وهنا شماتة .. أوامر متتالية .. كفاك .. لا تتوسل .. لا تجث .. لا ترسل دموعك .. لا ترسم براءة .. انهض .. خذ أزهارك .. انصرف إليها .. اذهب إليها .. ارسم لها دموعك .. أرسل إليها أكاذيبك .. قل لها .. إذهب إليها .. أجبها .. لا تنس .. أرسل لها .. اطلب منها .. وارج منها .
وهنا أتوقف قليلا :
"لا تتوسل .. لا تجث .. لا ترسل دموعك .." أنا أظن أن الأمرالحقيقي هنا بدون "لا" النافية .. و أعتقد اعتقادا راسخا أنها تقول .."توسل .. واجث ..وارسل دموعك" .. زيادة ورغبة في التشفي و الشماتة .. إنه انتقام للغدر ولكل لحظة عذاب ومعاناة تسبب فيه هذاالغادر المغدور .
شيء أثار انتباهي .. وهو الوصف الدقيق لهذه التي ستكون ربما ضحية هذا الغادرالمغدور ..
لا تدع جسدها النحيل . هل هذه النحافة هي محض صدفة أم استعملت لإعطاء صورة لمظهرمن مظاهرالحب خاصة حين تتنازعه عوامل اليأس والأمل ويعيش على حافة القنوط والإحباط ؟
وكأني بالأغنية لا زالت ترافق هذه الخاطرة الرهيبة :
ستردد القصص التي أسمعتني
ولسوف تخبرها بما أخبرتني
وسترفع الكأس الذي جرعتني
كأسا بها سممتني
حتى إذا عادت إليك
نشوى بموعدها الهني
أخبرتها أن الرفاق أتواإليك
ماأجمل أن تترافق الخاطرة بنغمات حزينة تعبرعن نفس محبطة ... يقال إن المرأة قد تسامح في كل شيء .. إلا الحب .. والخاطرة - بل الخاطرتان - تؤكدان ذلك ..
الخاطرة تغري بالمزيد .. ممتعة هذه الرحلة الرائعة .. لكن لكل شيء نهاية .. يجب أن أتوقف..لأتابع الاستماع إلى الأغنية الجميلة "رسالة من امرأة" ،وأنا أقرأ الخاطرتين معا "أنا و الغرام " .. و "كفاك تمثيلا" .