[رأفت العزي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعلكم تتابعون آخر أخبار الحرب " الأهلية " في ليبيا ،أو ما يسمونها " الثورة الليبية . "

ويا لعجيب هذا الحب الذي سيقتل ربما الشعب الليبي كله؛
فأهم القنوات الفضائية الإخبارية ترافق " الثوار " وتدفعهم للموت
في بث وعلى الهواء مباشرة !

ألم يُدرك " الثوار " الليبيون بعد بأنهم أصبحوا ورقة في لعبة الأمم
من أجل مصالحها ؟ ألم يدركوا بعد بأن انتصارهم الحاسم على الأرض
ممنوع وأن انتصار النظام الليبي الحاسم عليهم هو أيضا ممنوع ؟ !

أليس من العار بأن سمحوا للعالم بقتل إخوانهم من الليبيين في الجهة
الأخرى أم أنهم انساقوا خلف التضليل الإعلامي الذي يصف هذا
الجزء من الشعب والجيش الليبي بأنهم مرتزقة وما عادوا إلا كما
يصفونهم بأنهم : " كتائب القذافي " يا للعار ؟!
إذا كان القذافي قد أخطأ هو ونظامه أو أجرم ، فهم لا يقلون
عنه إجراما ولو تلحفوا بالمظلومية والثورية وها نحن نشاهد
كيف أن المعارضة الليبية التي كنا نحترم كيف حولت جزءا
من الشعب إلى شكل عصابات ترتضي بأن تحرق صواريخ
وطائرات الأجنبي الأرض أمامهم ليتقدموا تحت غطاءها
التدميري للبشر والحجر وكأنها لا تقتل ليبيين مثلهم وكأن
انتصارهم لا يتحقق إلا حين تحرق تلك الطائرات والصواريخ
باقي الأرض الليبية ومن عليها ليحتفوا بنصر غيرهم فوق
الجثث المحروقة والمتناثرة.. بعدما تبين عجزهم وفوضويتهم
الهستيرية .. فهم أدنى من عصابة منظمة تجترم ذاتها وقدراتها
.. تخيلوا .. إنهم يعتبون على امريكا وفرنسا وبقية قوى البغي
بأنها لم تعد تحرق الأرض أمامهم ليتقدموا / ليحرروا ليبيا !

إذا كنا في البداية وقفنا ضد النظام لأنه قتل بعض عشرات فماذا
هو موقفنا وهم يطالبون قوى العدوان بل ويحثوهم على قتل عشرات الآلاف ..؟!

قلنا منذ اليوم الأول للتدخل " تقسيم ليبيا " فكيف سيلتحم الجرح
النازف ومتى يتوقف المعارضون الجالسين في غرف مبردة على
دفع مئات من المغامرين أو المضللين من الشبان الليبيون
ويصفوهم بالثوار لينالوا حصتهم من الجثة التي يتكالب عليها
الغرب بمجمله .. وإني كمواطن عربي أتفهم تماما تدخل بعض الدول العربية
كقطر ودولة الإمارات والأردن وربما غيرها – أتفهم – تماما موقفهم
والدوافع التي دفعتهم ليرسلوا طائراتهم تحت ستار حماية المدنيين
وهم يعلمون تماما بأن لا رأي لهم .. لا صوت لهم .. لا فاعلية لهم
فيما يقرره الغرب تجاه مستقبل ليبيا بالرغم من معرفتنا ربما بدوافعهم
وولكن لا نبررها فهي ليست سياسة حكيمة بأي حال
وهم لا يعملون بمعيار واحد في جميع الاحوال ، فهل كانوا ليتجرؤوا
على إرسال " فشكه " فارغة لمقاومي غزة وهم يذبحون وليس
فقط إرسال طائرة لتمنع طائرات العدو من حرق أطفال وشعب غزة ..؟

انها ليست سياسة حكيمة ايها الحكماء فالسياسة الخارجية لهذه الدول
التي تعتقد بأنها تُسلفالمجتمع الدولي موقفا تحتمي به وهي دول صغيرة ..
وهذا يدل على خلل كبير في منظومة الأمن الخليجية وعدم ثقة فيها ..
فكيف نفهم تفرد هذه الدولتان بعيدا عن مشاركة السعودية
وباقي منظومة المؤسسة الأمنية التي تحركت تحت عنوان " درع الجزيرة "
لحماية نظام البحرين وتحت غطاء شرعي جماعي من دول تلك المنظومة ؛
كيف تفردت بمشاركتها في عمل عسكري تحت إشراف دول الغرب وقرار
حلف شمال الأطلسي وهم ليسوا أعضاء في أي من المنظومات الدفاعية ؟!


على أي حال.. قد يتلحفوا بقرار الجامعة العربية ولكن عليهم أن يقنعونا إن كانوا من القوة
ما لا تقدر عليه مصر أو السعودية أو دول المغرب العربي أو غيرها من الدول .

إني كمواطن عربي أشعر بأن ما يحدث في ليبيا هو التقسيم لا أتمنى أن تشارك فيه دولة
عربية حققت نجاحات باهرة على صعيد أوضاعها الداخلية فهل هي مدينة لأحد وترد الآن هذا الدين ؟!