شطحات فرعون لم يغرق بعد
[frame="1 90"] شَطَحَاتُ فِرْعون لَمْ يَغْرَقْ بَعْدُ
عاشق الضفاف
د.نبيل قصاب باشي
ليَ الزَّمَـانُ ومَـا يمضي بهِ الــــــــزَّمَنُ
وليْ بكلِّ مكـانٍ في الدُّنــا وَثـــــــــــــنُ
ليَ المَدَى دانَ في أرجـاءِ مَمْلــــــكَتِي
أشـاءُ ما لمْ تشأْ في سَيْرِهَا الـــــــسُّنَنُ
لاأرتضي غيرَعرشِ الشعبِ لي وَطَناً
وليسَ ليْ غيرَهُ عرشٌ ولاوَطَـــــــــنُ
وليسَ ليْ في دُنَاالأشهادِ بدْءُ مَــــــدَىً
ولا انْتهاءٌ مَدَى الآمَـادِ أو زَمَـــــــــنُ
وَسِعْتُ كلَّ المَدى والنَّاسُ جاثِمَـــــــةٌ
تحتي كماالذّرِّ يومَ الحَشْرِتُمْتَحَـــــــنُ
إنّي أنا الحيُّ بــاقٍ في الدُّنــا أبـــــداً
وَليسَ يُهْلِكُنِي قومٌ بـهـا دُفِــــــــــــنُوا
أنـا الذي لا يَرَى ذاتيْ أخـو بَـــــصَرٍ
وَليسَ يُدركُ كُنْهيْ العارفُ الفَـــــطِنُ
وليسَ يسمعُني إلا أخـو صَــــــــــمَمٍ
وذو خَبَـــالٍ إذا أومأتُ أوْ أَفِــــــــنُ
إنْ قلتُ: ذا دَرَنٌ، قالوا : نعــــمْ دَرَنٌ
وإنْ أقلْ :حَسَنٌ قالوا : نعمْ حَـــــسَنُ
أنا الأمينُ .. وما أَمسيتُ مُؤتَـــــــمَنَاً
لو لمْ يَخُنْ عهدَهُ في الشعبِ مُؤْتَــمِنُ
أنـا الوحيــــــدُ وغيريْ لا يُوَحِّــــدُهُ
خَلْقٌ ويسجدُ ليْ مَنْ في الدُّنا اُفْتُتِنُوا
أنــا القويُّ وما أمسيتُ ذا أَيَـــــــــدٍ
إلا لأنَّ الـوَرَى أَخْنـَى بهمْ وَهَـــــــنُ
أنــا الخفيُّ بلا سِـرٍّ ولا علَــــــــــنٍ
وليـسَ يُدركني في سِـرِّه العَـــــــلَنُ
خلَّدْتُ رُوحي ورُوحيَ خَلَّدَتْ بَدَني
والنَّاسُ عنديَ لا رُوحٌ ولا بَــــــدَنُ
أنا الجميلُ ووجهيْ ليسَ يعـــــرفُهُ
إلا القبيـحُ الذي في وَجْهِهِ غَــضَنُ
النـُّـورُ وَجْهي وَهذا الكونُ كَوْكــــــبُهُ
ووَجهُ غيريْ استوى في نُورِهِ الدَّجَنُ
أنا الحليمُ وَحِلْمي ليسَ يَفْقَهُـــــــــــهُ
إلاالذي ماتَ في إدراكِه الضَّــــــغَنُ
أنا الكريمُ سخائي لاحــــــــــــــدودَ لَهُ
قَصْري المَدَى ولغيريْ المسْكَنُ الخَشِنُ
أنا الغنيُّ وماليْ كلُّ مَا كَنَــــــــــــــزَتْ
ليَ الشعوبُ التي فاضتْ بها المِــــــنَنُ
أنـا البصيرُ السميعُ المُرْتَجى أَبَـــــــدَاً
أنَّى اتَّجهْتَ فليْ عَيْنٌ ولــــــــــيْ أُذُنُ
إنّي عليمٌ بذاتِ الصّدْرِ أَعْـــــــــــلمُ مَا
تُوسْوِسُ النّفسُ أوْ مَا أَخْفَتِ الظِّـــنَنُ
أناالمُهَيْمِنُ عمَّ الأرضَ هَيْمَــــــــــنتي
فكلُّ شأنٍ بشأني اليومَ مُرْتَـــــــــــهَنُ
بيَ ارْعَوَى كلُّ غاوٍ عنْ ضـــــلالتِهِ
ولمْ يعدْ يَرْتجي عُبَّــادَهُ الــــــــــوَثَنُ
إنّي أنا القَاهرُ الجبَّارُ تَرْهَبُــــــــنِي
كلُّ البَرَايا التي أَوْهَى بِها الـــــوَهَنُ
أنا الحفيظُ أنا القَيُّومُ لا سِـــــــــــنَةٌ
تنامُ بيْ والوَرَى يغفو بها الـــــوَسَنُ
أنـا العليُّ و لا يعلو عليَّ عَــــــــــلٍ
كلُّ الوجوهِ عَنَتْ ليْ وَالْتَوَتْ جُـــبُنُ
تحتي جموعُ الورَى تعـدو مُكبَّـــــلَةً
وفوقَهَاالسَّرْجُ مَشْدُودٌ بهِ الرَّسَـــــنُ
وكُلُّ ما أتمنَّى سـوفَ أُدْرِكُـــــــــــهُ
تجري الريـاحُ بأمري اليومَ والسٌّفُنُ
ليَ الرُّبـا اغْرَوْرَقتْ بالعطرِ أَيْكتُهَا
تحفُّنِي و لغيـريْ القَفْـرُ وَ النَــــتَنُ
تموجُ بالتِّبْرِ أثوابي مُرصَّـــــــــعَةً
أختالُ فيــها وغيريْ ثوبُـهُ الكَــفَنُ
إذا سَرَتْ قَدَمي فالدُّرُّ مَوْطِــــــئُهَا
و َهـامُ كلِّ الوَرَى المُسْتنقعُ العَفِنُ
قَصْريْ المَدَى وفضاءُالكونِ نافذتِي
وَتحْتَ أَخْمَصِ رِجْلي يَقْبَـعُ الوَطَنُ
تَصْبو عروشي لِمَـايصبو بهِ وَطَري
فيمااشْتهَى ولغيريْ المَرْبِضُ العَطِن
أنـا الذي قدَّسَـتْ أسرارَهُ أُمَــــــــمٌ
وَســبَّحَتْـهُ قلوبُ الخَلْقِ وَ الُّلــــسُنُ
فإنْ دعتْنِيَ بالنَّجْـوى حَناجـــــرُهُمْ
وَغلَّ بالقلبِ مِنْ نَجْــواهُمُ دَخَــــنُ
خنقْتُ فيهمْ نَجَاوَاهُمْ بماجـــــأَرَتْ
وَما أسرَّتْ بـهِ الأضغانُ وَالإِحَنُ
أنـاالمُذلُّ وَما كنْتُ المُعزَّ لِمَـــــــنْ
هامـُوا بذاتي وَليْ دانُوا وَليْ رَكَنُوا
هذي الجبالُ الرَّواسي رَهْنُ قبْضتِنَا
والأرضُ ماامتدَّ فيها السَّهْلُ والحَزَنُ
والطيـرُ إنْ هجَرَتْ أعْشَاشَها فَرَقَاً
منّي ، فليْ غُصْنُهَا ينصاعُ و الوُكُنُ
كل الخلائق تعنو دون سطــــــوتِنَا
وَليسَ تَفْلَتُ مِنْ أهوالِنـَا المِحَــــنُ
أناالجحيمُ لِمَنْ لمْ تُرْضِهِ عَــــــدَنِي
وَمَنْ أَبَاهَا لَـهُ في نارنَا عَـــــــــدَنُ
إنّي أنـا الوَثَنُ المعبودُ يسجدُ ليْ
قوميْ ، وغيريَ لمْ يُعْبَدْ بـهِ الوَثَنُ
هل يحقدُ العَبْـدُ إنْ مـولاهُ كـادَ لَهُ
حُبَّاً،وهلْ ذَلَّ مَنْ في الحُبِّ مُمْتَهَنُ؟
خُلِقْتُ والكبريـاءُ المُرُّ ليْ سِــــمَةٌ
قدْ ذاقَـها كلُّ ذي حُبٍّ وَمُفْتَتَــــــنُ
إنّي أنا المُتعالي فوقَ مَنْ أَبِقُـــــوا
وَفوْقَ مَنْ ضَامَهُمْ حُبّي وَمَنْ ذَعَنُوا
كلُّ البِحارِ بِحَاري ليسَ يُغْرِقُنِــــي
موجٌ ؛ وكلُّ رياحِ الكونِ ليْ ظُـــعُنُ
ولستُ أَخْشى عصا مُوسى وَما لَقِفَتْ
وَلستُ أُفْتَنُ فيْـــها مثلما فُتِنُــــــــــــوا
وَما جنــودُ سُـليمانٍ وَ هُدْهُـــــــــــدُهُ
إلا جحـافلُنـا خَرَّتْ لهــَا اليَـــــــــمَنُ
بلقيسُ قدْ ذَعَنَتْ بالقَهْرِ ضَـــــارعةً
لنـَا وَعِفْريتُنَا والرِّيـــحُ وَالــــــزَّمَنُ
فَطَرْفَةُ الجَفْنِ لا تَرْتَدُّ ثانـــــــــــيةً
إلا انْطَوَتْ تحتَنَا الوُهْدانُ والحُزُنُ
لأخمصِيْ تركعُ الدُّنيـَامُطَأْطِــــــئَةً
وليْ تَدينُ المُنَى في الكَوْنِ وَ المِنَنُ
وليْ نواميسُهَادانتْ وَحِكْمتُــــــــهَا
تَمضِي بما شِئْتُ لاماشَاءَتِ السُّنَنُ
14/2/2010]
[/frame]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|