عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 04 / 2011, 12 : 07 PM   رقم المشاركة : [1]
كمال خوجة
مترجم وخبير الوثائق العثمانية
 





كمال خوجة has a reputation beyond reputeكمال خوجة has a reputation beyond reputeكمال خوجة has a reputation beyond reputeكمال خوجة has a reputation beyond reputeكمال خوجة has a reputation beyond reputeكمال خوجة has a reputation beyond reputeكمال خوجة has a reputation beyond reputeكمال خوجة has a reputation beyond reputeكمال خوجة has a reputation beyond reputeكمال خوجة has a reputation beyond reputeكمال خوجة has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: تركيا

شيخ الخطاطين المسلمين : حمد الله الأماسي

ترجمة كمال خوجة
الشيخ حمد الله(833/1429-926/1520)
أماسيا التي دخلت تحت الحكم العثماني في نهايات القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر، أصبحت مركزا للعلم والفن، مما دعا كثيرا من البخاريين الترك للهجرة إليها. وكان من بين هؤلاء شيخ اسمه مصطفى ده ده وهو من أتباع الطريقة السهروردية. ويبدو أن هذا الرجل بات مقتنعا بأن عليه الاقتداء بوصية رسول الإسلام " تناكحوا تكاثروا"، إذا صادف وهو يتجول في أنحاء أماسيا رجلا مباركا من أهل الكشف، وقد قرأ ما كان يخطر على قلبه فقال له أيها الجد! إن الفتاة التي ستتزوجها دون غيرها هي بنت امرأة فقيرة في الحي الفلاني؛ فلا تتردد في الزواج منها"
وما لبث الشيخ مصطفى أن نفذ هذا الأمر فوجد تلك الفتاة وتزوجها. ثم أنه لقي ذلك الرجل من أهل الكشف مرة أخرى فسأله عن سبب ما أوصى به، وفي هذه المرة رفع يده وقال" حيث إنك تزوجت بنت تلك الفقيرة فإني أدعو الله أن يرزقك منها ولدا يكون حديث الناس بكماله وعرفانه وجماله، ويذكر اسمه إلى يوم القيامة وليكن اسمه حمد الله"
فالذي أطلقوا عليه اسم حمد الله هو داهية الخط في المستقبل، فقد ولد في أماسيا عام 833/1429، ولما كبر وبدأ تحصيله العلمي وزاد اهتمامه بفن الخط تعلم من خير الدين المرعشي وكان في تلك الفترة مقيما في أماسيا ( وفاته بعد 874/1470) الأقلام الستة على طريقة ياقوت المستعصمي( وفاته 698/1298) وتمعن في كتابات عبد الله الصيرفي( وفاته بعد 745/1344) ، وفي تلك الفترة جاء بايزيد ابن السلطان الفاتح واليا على لواء أماسيا، فقرب إليه الشيخ مصطفى وكذلك ابنه وتعلم من حمد الله أفندي فن الخط، كما جعله يستنسخ بعض الكتب لمكتبة والده السلطان محمد الفاتح الخاصة.
ولما توفي الفاتح عام 1481 قدم بايزيد إلى استنبول سلطانا ، ثم دعا إليه أستاذه حمد الله أفندي ، وخصص له مكانا في قصره الداخلي، فكان كاتبا للقصر ومعلما للكتابة ، وهيأ له كل ما يحتاجه لممارسة فن الخط كما يريد؛ فكان الشيخ يكتب وهو يمسك بالدواة ويدعم ظهره بالمخدات كي يعمل وهو مرتاح. وكانت الذوق الذي طوره ياقوت المستعصمي (وفاته 698/1298) هو المقبول دائما في الأنواع الستة التي تعرف بالأقلام الستة في تلك الفترة ( الثلث والنسخ والمحقق والريحاني والتوقيع والرقعة). وكان من الطبيعي أن يكتب بهذا الأسلوب. وذات يوم كان السلطان بايزيد في حديث مع الشيخ حمد الله - كان ذلك في عام 890/1485- عندما أخرج من الخزينة سبعة نماذج من أنفس ما كتبه ياقوت وقال مشجعا" لو أن هناك اختراعا آخر غير هذا المنحى لكان أحسن" وعلى اثر ذلك انقطع الشيخ عن الناس " معتكفا للكتابة" ونحا " بمساعدة من الخضر عليه السلام" أسلوبا اختص فيه في الكتابة، فبدأ إنتاجه على هذا المنحى. وبعد ذلك سيطر "منحى الشيخ" على فن الخط عندنا، وبالترشيح والصفاء على يد من أتى بعده من الأساتذة الكبار وصل إلينا على أكمل صورة ، ولهذا السبب تطلق على الشيخ حمد الله صفة" قبلة الكتاب".
قضى فناننا عمره في كتابة القرآن الكريم( 47 نسخة) وسورة الأنعام وأجزاء القرآن، ومجموعات الدعاء والقطع والمرقعات ومجموعات المشق وغيرها ، وما بقي من آثاره إلى يومنا هذا نجده على الأرفف الرئيسية من المتاحف والمكتبات والمجموعات الخاصة. وقد استخدم الشيخ حمد الله في كتاباته دائما كنية" ابن الشيخ" ولم نجد له توقيعا على شكل" الشيخ حمد الله" وحتى لو قيل عن الكتابات الموجودة في جوامع بايزيد( في استنبول وأدرنه) وفيروز آغا وداود باشا بأنها نماذج لأسلوبه في خط الجلي، فإن هذه النماذج تعتبر بدائية جدا قياسا على مفهوم الجلي عنده فيما بعد.
يتعذر التحديد الجازم لعدد الطلاب الذين نشأوا على الشيخ حمد الله. ولكن يمكننا أن نعتبر على رأس هؤلاء ابنه مصطفى د ه ده الذي سماه تيمنا باسم أبيه( 900/1495-945/1538) وصهره شكر الله خليفة( وفاته 950بعد /1543) كما عمل أولاد هؤلاء وأحفادهم بفن الخط، وعلموه للأجيال الجديدة، ولابد لنا أن نقول بأن آل الشيخ حمد الله هم أكثر من ربى الخطاطين في تاريخ الخط.
والشيخ حمد الله كان مولعا بالرمي وهو في أماسيا، فلما قدم إلى استانبول واصل تدريبه على رمي السهام في ميدان الرمي الذي أنشئ ليكون هدية من هدايا الفتح. وقد عرف بايزيد خان هذه المهارة فيه، فطوّر وقف الميدان وعينه شيخا لتكية الرماة التي أنشاها في هذا المكان. وفي الواقع فإن صفة الشيخ في اسم حمد الله أفندي لم تطلق عليه لكونه شيخا لطريقة مع انه كان تابعا لطريقة صوفية، بل لكونه شيخا لتكية الرماة .ولذلك فقد عرف في حجر الزاوية الذي أقيم في ميدان الرمي عام 911/1505 بأنه " رئيس الخطاطين وشيخ الرماة" كما أن كلمة الشيخ عندما تستخدم في فن الخط فإنها تعني حمد الله أفندي.
وبعد أن أزاح الأمير سليم والده عن العرش وأصبح سلطانا عام 1512قرر الشيخ حمد الله الاعتزال بقرية صاري قاضي" صارى غازي" في عالم طاغ تعبيرا عن عدم رضاه بما حدث وقد كان شديد الارتباط ببايزيد الولي. وتقول الروايات بأنه لم يتوجه إلى استانبول إلى أن ولّي الياوز( سليم الأول) عام 1520، فكان المهتمون بخط الشيخ يذهبون إلى هذه القرية حتى في العصر الماضي علهم يجدون شيئا من خطوط الشيخ.
وفي أواخر عام 926/1520 توفي الشيخ فأقيمت الصلاة عليه بجامع اياصوفيا ، ودفن في مقبرة قراجه أحمد بأسكدار، وقد اعتبر بعض الخطاطين أن دفنهم بجوار المكان الذي لا يزال يعرف بـ"صوفا الشيخ" شرفا لهم؛ وكان من بين المبتدئين في فن الخط من أمّل فيضا معنويا في تعلم الخط بالقلم الذي يبقى أسبوعا في تراب قبره.
إن كرامة العجوز المبارك الذي دعا لمصطفى د ه ده من أجل ولده حمد الله قبل أن يلد متواصلة. فقد مضى على وفاته ما يقرب من خمسمائة عام ونحن نذكر الشيخ حمد الله بالخير والإعجاب، وسيبقى الأمر كذلك ما بقيت الدنيا.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
كمال خوجة غير متصل   رد مع اقتباس