[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
أشد ما يتربص بنا في وطننا العربي ويشتت شملنا ويضعف قوانا هو التعصب والتحيز ضد الآخر الذي يختلف عنا بأحد الجوانب الواردة أعلاه
أنا إنسانة عربية النسب بشكل متصل ومؤكد وموثق بشجرة العائلة من الطرفين، مسلمة الديانة من أتباع الطائفة السنية وعلى مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان
حسنا، هل لي يد أو فضل بأي مما تقدم ما دمت لم أغير بنفسي شيئا مما ولدت ووجدت نفسي عليه؟؟
صدفة أني ولدت على هذا النحو ، العرق لا نستطيع تغييره وإن يكن بعض من يغتربون يتنصلون من الانتماء العرقي والبعض يدرس الديانات والطوائف والمذاهب ويغيرون أحيانا، وأي تغيير عن الأسرة والمجتمع غاية في الصعوبة لا يجرؤ عليه معظم الناس حتى لو كان لهم هوى بالتغيير أو أن ما وجدوا أنفسهم عليه يناقض حقيقة ما يؤمنون به ويعتبر التغيير شواذ القاعدة.
أنا شخصياً أعتز وأتمسك بعروبتي وديني ومذهبي عن قناعة تامة لا عن تقليد أو ضعف، لكن هذا يمنحني طاقات من نور المحبة ولا يغرقني في ظلمات الكراهية ويزيدني انفتاحاً على الناس وإنسانيتهم
لست متعصبة وأمقت التعصب وأجده وباء شديد الخطورة لهذا لا أرفض من يختلف عني بالعرق والدين وأعترف وقناعتي راسخة بإنسانيته وحقوقه ولا أجد من حقي تقييم أي إنسان بناء على هذه الاختلافات حتى الدينية والمذهبية منها، فالله سبحانه يفصل بين الناس ويكشف عما في صدورهم ومن حقه وحده مقاضاتهم ، فنحن بشر وقد يبدو لنا بعض الناس في ظواهرهم صورة عنا أو مثل أعلى وكما نتمنى ونؤمن ويكون كل هذا مجرد قناع يخفي تحته نفوس شريرة وأرواح مظلمة وفساد مسلكي.
أشعر بأني أتمزق خوفاً
وطننا العربي اليوم في وضع خطير وأخطر ما فيه ويشكل الخطر الكبير علينا هو الاستجابة للنعرات الطائفية والمذهبية والعرقية.
المشاريع الاستعمارية ومخططاتها لا تتوقف، الثورة المصرية تسرق والتونسية يجري الالتفاف عليها والغرب يدعم القذافي سراً بحجة التصدي للقاعدة، والمطلوب إدخالنا في حروب أهلية طائفية وعرقية وتقسيم المقسم وتحويلنا لمجموعات متناحرة
علينا أن نتصدى للتعصب الطائفي والعرقي بكل أشكاله
علينا أن نكون بحجم خطورة هذه المرحلة
يلزمنا الكثير من الحب والاحتواء بين أطياف الشعب على اختلاف أطيافه العرقية والطائفية والقبلية
ابن بلدي هو ابن بلدي كائن ما كانت طائفته وعرقه
نحتاج المحبة والكثير جداً من المحبة والتوافق والاندماج، وابن وطني من محيطه لخليجه أقرب لي من كل البشر بمعزل عن دينه وعرقه
ارفعوا راية الحب فأوطاننا تحتاج محبتنا أكثر من أي وقت مضى وبالمحبة فقط نفوت الفرصة على من يسعون لتمزيق وطننا العربي وإدخالنا في جحيم الحروب الأهلية والتناحر والتقسيم
الفوضى الخلاقة يبدو أننا دخلنا فيها دون أن نشعر وبسرعة نحو الهاوية إن لم ننتبه
ارفعوا راية المحبة وتصدوا للتعصب فبالتلاحم فقط بين كل الأطياف الدينية والعرقية والقبلية ننقذ وطننا العربي
التعصب يولد التعصب والكراهية تفرخ المزيد من الكراهية ورفض الآخر تحول أخي وابن جدي إلى عدوي
هدى الخطيب
[/align][/cell][/table1][/align]