عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 04 / 2011, 23 : 08 PM   رقم المشاركة : [1]
الدكتور خليل البدوي
دكتوراه آداب/دكتوراه طب/صحفي وفنان تشكيلي/مؤلف وكاتب ومحلل سياسي

 الصورة الرمزية الدكتور خليل البدوي
 





الدكتور خليل البدوي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: جمهورية العراق

رسالة عاجلة للقائمين على المنتدى

العزف على أوتار الصفر
لا شك أن ما يشهده الناس اليوم من تطور وثّاب في الحضارة المادية، قائم على هذا الصفر السحري الذي سُهِّل به الترقيم والحساب، والذي يسّر الله تعالى به طرق أبواب الفضاء، وسخره ليكون قلب التَّقانة الحديثة على اختلاف أشكالها.
وقد قالوا أن للصفر وظيفتان هما: الدلالة على معنى: لا شيء، وملء المنزلة الخالية لحفظ ترتيب المنازل .

والوظيفة الأولى تميزت بها كتابات بعض الأعضاء (وأنا منهم، رغم أني أتخذت من وحي أستاذي الكبير حسن سمعون بتحديد مواضيعي بموضوعين في اليوم الواحد ليتسنى الإطلاع عليها والرد عليها).
هناك كتابات كثيرة لأعضاء في نور الأدب مررت عليها ووجدت أمامها صفراً فأحييتها برقم (واحد) متمنياً أن يبدأ المزاد ليرتفع هذا الرقم.
قال الدكتور أحمد سليم سعيدان : "إن العرب لم يبتكروا فكرة الصفر ولا شكله، وإنما أخذوهما مع الحساب الهندي، فإن لم يكن لهم فضل في هذا الصدد فلعل فضلهم في ترسيخ استعمال الصفر ليملأ المنزلة الخالية في كل حال بلا استثناء" .
أين أنت يا دكتور سعيدان؟
الرقم العربي بعد ابتكار الصفر أصبح له قيمتان، قيمة مع نفسه أي أنه يمثل العدد المرسوم والمدون، وقيمة أخرى بالنسبة إلى المنزلة التي يقع فيها، أي موقعه بالنسبة للخانات الحسابية، أما الصفر فيملأ الفراغ من المنازل الخالية من الأرقام وهو الذي يعين المرتبة العددية للرقم، والخانة المتواجدة فيها الصفر تعني أنها فارغة من أي رقم حسابي .
ألحقونا يا ناس فكتاباتنا أصبحت تمثل
الخانة المتواجدة فيها الصفر التي تعني أنها فارغة من أي رقم حسابي .
ذكر اليعقوبي {وهو أقدم من كتب في هذا الأمر مما وصل إلينا}، والإقليدسي، والبيروني، وكوشيار، وجمشيد، في معرض حديثهم عن أرقام الهند وحسابه أن الصفر دائرة (دائرة أو حلقة) صغيرة. وكذلك ذكر ابن الياسمين الفاسي، وإبن البناء المراكشي عند حديثهم عن أرقام وحساب الغبار .
وقال الدكتور أحمد سليم سعيدان : "ومع مجموعتي المشرق والمغرب على السواء إشارة للصفر، هي دائرة صغيرة قد تتخذ الشكل (O)، وقد يصغرها الحاسب حتى تبدو كأنها نقطة( o ) . . . ثم إن المخطوطات الكثيرة في الحساب الهندي، كلها تجمع على كتابة الصفر بشكل دائري، إلا المتأخرة منها فتكتب الخمسة على شكل دائرة وتجعل الصفر نقطة، يستثنى من هذا التعميم بعض كتب حساب اليد . . . وفي هذه الكتب نجد الصفر دائرة أصغر من المألوف وأقرب إلى شكل النقطة . .
والجدير بالذكر أن التقليد الهندي لكتابة الأرقام كان يقتضي أن يوضع خط فوق الرقم، وعلى هذا تكون الصورة الكاملة للصفر هي ذاتها الصورة الإغريقية (0) .
{ لذا نرجح أن شكل هذا الصفر دخيل على الترقيم الإغريقي، وأن أصله هو الصفر الهندي نفسه . . . أما في الحساب الهندي فأخذوا يتخلون عن
فكرة وضع خط فوق الرقم أو العدد، فبقي الصفر دارة صغيرة، وفي المشرق أخذت هذه الدارة تصغر حتى صارت نقطة} .

(لكن جاء في تاريخ العلوم عند العرب للدكتور فروخ أن الصفر رُسم نقطة في كتب عربية ألفت منذ سنة 274 هجرية (787م.).
ونحن كباقي المنتديات نضعالصورة الإغريقية (0)، و( ما أجمله أمام كتاباتنا).
وفي الموجز في التراث العلمي العربي الإسلامي، والمدخل إلى تاريخ الرياضيات عند العرب والمسلمين : "أن المسلمين لما اكتشفوا - أو طوَّروا - الصفر عبّروا عنه بدائرة منقوطة الوسط، ثم اختار المشارقة مركز الدائرة وهو النقطة، واختار المغاربة الدائرة دون مركزها.

وذكر الدكتور بخاري في كتابه الأرقام العربية أنه وُجد في الصين في أوائل القرن الثامن الميلادي، وفي كمبوديا في أوائل القرن السابع الميلادي التعبير عن الصفر بالنقطة، وكذلك وجد في الأدب الهندي القديم.

كما نحب أن نشير هنا إلى أن نسخة مكتبة غازي خسرو بيك بسراييفو من رسالة أبي الحسن علي بن محمد الاندلسي المعروف بالقَلْصادي - نزيل باجة إفريقية - في الحساب، التي سماها: (كشف الأستار عن علم حروف الغبار)، رسمت فيها الأرقام على الطريقة المشرقية - مع أن البعض زعم أن القَلْصادي استعمل الأرقام الغبارية.
ينظر : مشكلة الأرقام لعبد الستار فراج - . والذي نريده هنا أن القَلْصادي لما ذكر الصفر في الصفحة الأولى من الرسالة المذكورة قال : "وهي نقطة صغيرة"، فهذا قد يستدل به على أن القَلْصادي رسم الأرقام على الطريقة المشرقية ولم يكن ذلك من تصرف النساخ . والله أعلم . هذا ، ولينظر الفهرست لابن النديم") .
واعتبر المؤرخون والحسّابون العرب {حتى عصر متاخر} الأرقام تسعة أحرف فقط . ويوردون الصفر على أنه إشارة لملء المنزلة الخالية، ولا يعدونه رقماً.

وقد صرح ابن الياسمين الفاسي بذلك في قوله: "لأن الصفر ليس بعدد، وإنما يدلك على ما بعده إذا كانت المنزلة فارغة" . والله أعلم .
رحمكم الله ففعلاً أنه يدلنا على ما بعده إذا كانت المنزلة فارغة" لقد بقى الصفر حديث الساعة وموضوعها للجدل لدى الأوروبين في القرن السادس عشر ولم يتمكنوا من فهمه إلا بعد جهد كبير، وتقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه في كتابها "شمس العرب تستطع على الغرب" : "وكان تفهم الناس لمعنى الخانات وقيمة الأرقام في العشرات والمئات أكبر مشكلة واجهت الراغبين في تعلم الأرقام العربية ، وركزت عشرات من كتب الحساب مجهودها في إفهام الناس معنى الخانات وطرق استخدام تلك الأرقام" .
ويتحدث هذا الكتاب عن منظومة ألمانية من شعر العصور الوسطى تبين أهمية موقع الصفر بالنسبة للأرقام العربية وتبين كذلك الصعوبة التي واجهها الناس في تلك الفترة، حتى تحفّظ إليهم في منظومة شعرية تذكرهم بطريقة الترقيم العربية الجديدة التي جاءت إليهم من بلاد المشرق، وقد سُجلت المنظومة الشعرية الألمانية على النحو التالي:
الأرقام تســــعة فاحترس تنطق كلـــــــها دون لبس ولكن انتبــــــــــه أيضا لي أنا الصـفر لا ينطق بي دائرة مستديرة متكاملــــة في قيمة في المـعـــامـــلة إن أضفتني إلى يمنى عــدد أصبح عشرة أمثــــــــاله وبي تستطيع الترقـــــيم فتتضح الأعداد وتستقــــــيم
سادتي:
أني هنا لا أطلب الرد على مواضيعي، بل ينبغي أن يكون هناك تفاعل مع أي موضوع ينشر( لا أقصد نشره بالمنشار)، ولكن بسن أقلامكم المبدعة، فالقلم صوت، والصوت صورة، والصورة
هي حرية الكلمة الصادقة النبيلة الشريفة.
إن قضايا الجدل التي يحدثها الصفر كثيرة وبعضها معقد، فالصفر ليس له معكوسٌ ضربي .. كما أن سن + صن = عن تصبح صحيحة عند

( 0، 0، 0)، والعدد ( 3 / 1 ) 3.00000 يصبح دورياً إذا ما احترمنا الصفر كعدد متكرر .. ب
معنى آخر تصبح كل الأعداد في الدنيا دورية .. لهذا فقد تجنب الرياضيون اعتبار الحلول الصفرية وشددوا – في الأغلب الأعم - على ضرورة البحث عن حلول " غير صفرية ". ما يعزز ذلك أن الصفر ينسف ويدمر بالمطلق منطق المقابلة الجبرية في المعادلات ( مفهوم الخوارزمي) القاضي بحل المعادلات التالية بالمقابلة مثل 3س = 15 التي تعني تعني أن 3×س = 3×5 والمقابلة تجبر س على أخذا القيمة 5 !! أما مع الصفر فالمقابلة تعني أن 7 × صفر = 23 × صفر بالرغم من أن العدد 7 لا يساوي العدد 23.

ذلك يصلح كمدخل في نظرنا لبدء التعامل مع الكمية صفر ÷ صفر.
لنأخذ المعادلة 5 س = 35 .. التي تكافيء س = 35 ÷ 7
كذلك 4 س = 12 تكافيء س = 12 ÷ 4
والآن صفر × س = صفر تكافيء س = صفر ÷ صفر = أي عدد !!
ذلك بالضبط ما جعل الكمية صفر ÷ صفر = س = كمية غير معينة، لأن الضرب في صفر يقود إلى نتيجة واحدة هي الصفر، فـ 5 × صفر = صفر، - 47 × صفر = صفر ، 235× صفر = صفر .. إلخ .. باختصار : " لما كان ضرب أي عدد × صفر = صفر فإن إعادة قراءة الجملة السابقة تعني أن أي عدد بإمكانه أن يساوي صفر ÷ صفر.

لاحظوا أن الكمية ( لها معنى) ولكنها غير معينة " أي مفتوحة الاحتمال " !!
من الخطأ الفادح إذاً اعتبار أن صفر ÷ صفر = 1 قياساً على ما يتحقق مع كل الأعداد الأخرى، ولو أعدنا قراءة المقابلة 2 × س = 2 × 3 فإن س = 3 لأن 2 ÷ 2 = 1 ( مع قسمة طرفي المعادلة على 2). ولو اعتبرنا أن صفر ÷ صفر = 1 مثلاً .. لأصبحت كل الأعداد في الدنيا متساوية .. لأنه كما سبق التوضيح صفر × 9 = صفر × 784 .. ما يمنع الاختصار هنا ليست القسمة على صفر .. بل هي الكمية صفر ÷ صفر التي لا تساوي بالضرورة 1 .
يشار إلى إمكانية بناء عدد كبير من البراهين الخاطئة والخادعة التي تؤدي إلى نتائج متناقضة .. فيها كلها يتم اختصار الكمية صفر بالقسمة على صفر .. يعني باعتبار أن صفر ÷ صفر = 1 .
والسؤال الذي يعلو: ولكن كيف يمكن حساب الكمية صفر ÷ صفر ، طالما أن 4 × صفر = صفر، 15 × صفر = صفر .. وكلها تحتمل أن تساوي الكمية صفر ÷ صفر العدد 4 أو 15 أو احتمالات لا حصر لها ؟؟

إن الكمية صفر ÷ صفر لا تسقط منزوعة من سياق جبري، بل تأخذ وضعها من دالة كسرية تحوي متغيرات، وفيما يلي مزيدٌ من التوضيح:
مثال: أوجد قيمة المقدار ( س2 – 4) / ( س – 2 ) عند س = 2 !!
التعويض المباشر في المقدار يسفر عن الكمية صفر÷ صفر .. غير المعينة ..
فما العمل ؟!
لقد شكلت هذه القضية تحدياً هائلاً للرياضيين عبر العصور ..
وعودة إلى المثال السابق، فإن نهاية المقدار عندما تقترب س من العدد 2 (بلا حدود) ولكن دون أن تأخذ القيمة 2 .. تساوي نها س + 2 ( بعد اختصار المقدار س – 2 من البسط والمقام) وهو ما يجعل المقدار ينتهي عند القيمة 2 + 2 = 4 .. ومن هنا بالضبط تم تعيين الكمية صفر ÷ صفر بأخذها القيمة 4 ( قيمة النهاية) التي تختلف مع اختلاف الدوال والكسور الجبرية، ومن هنا أيضاً تكون مفهوم تعريف الدالة السابقة لتأخذ قيمة الكسر المتغير طالماً أن س لا تساوي 2 وإعطائها القيمة 4 عند س = 2 !!!
ان الردود وتشجيع ودعم لكل من كتب موضوع ورفع من روحه المعنوية مهما كان نوع الموضوع واهميته من عدمه سيدفع اى شخص كان لتقديم افضل مالديه..وأن الرد على موضوعاته ستقيم من خلال الردود سلباً أم إيجاباً ولهذا سيكون أكثر فاعلية، وأكثر إبداعاً مما كتب!!
أعتقد أني تفلسفت أكثر مما يجب، ولكن بالمناسبة نقلت لكم موضوعاً في غاية الأهمية عن الصفر، وأتمنى أن لا يحمل أمامه (0).



نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
الدكتور خليل البدوي غير متصل   رد مع اقتباس