الموضوع: أمي
عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 03 / 2008, 29 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

أمي



أمي


بعد أيام قليلة يهل علينا ـ عيد الأم ـ يا لهذه المناسبة المؤثرة في نفوسنا جميعا ً ، صغيرنا وكبيرنا ، - ست الحبايب يا حبيبه _ من منا لا يتأثر حين يسمعها وتذرف عيناه شوقا ً وحنينا ً ويتمنى لو يسابق الريح ليرتمي في أحضان أمه يلثم رأسها ويديها ويطلب ودها ورضاها…..



أنا وغيري نعد العدة ليوم الأم سننتقي الورود ونحمل الهدايا ونعقد حلقات الرقص والطرب في تلك الأمسية الدافئة .


أتذكر الآن بعد أربعين عاما ً_ لن أقول أكثر أو أقل


-إنما يقارب الأربعين عاما ً وأمي ذاب قلبها وهي تنصح وترشد ، تأمر وتنهي ، وأنا لست هنا _أديها الأذن الطرشة _ على رأي المثل المصري ، تقل لي: يمين فأقول لها : شمال ، أخالفها في كل صغيرة وكبيرة ، ولا أبالي لاستنكارها أو حتى رفضها ، لا أنظر في عينيها وهي توجه لي اللوم أو العتاب حتى لا أتأثر فأضعف .


أضيع وأغيب في هذه الدنيا حتى و إن كنت حاضرة .


تشكي و تبكي و تتذمر و أنا أرى و لا أرى _سيان _المهم أني لا أحرك ساكنا ً.


لم أذكر يوما ً أننا اتفقنا على رأي واحد أو نفذت لها رغبة من رغباتها في تحسين مسار حياتي أو أخذ مشورتها في أمر لمجرد فقط أني أطلب مشورتها ، و هل تألمت يوما ً ؟ فوجدتني أمسح هذا الألم أو أسهر ليلة واحدة قرب سريرها كما سهرت أربعين ليلة في أربعين ليلة حتى كبرت بما يكفي لأدير ظهري و أمشي و أكون دائما ًوأبدا ً الحاضر الغائب ، مقعدي حاضر و وجدودي كله غائب , منعدم , مهاجر لا يعود.


وبعد هذا العمر أصبح ما في داخلي يؤرقني ،الشعور بالندم ،الشعور بالشوق ،الشعور بالحنين ،الشعور بالاحتياج إلى ذالك الحضن الدافئ مع برودة هذه الحياة .


شوق يدفعني بقوة عارمة ،إعصار من الحنين والحب والاحتياج يحركني بقوة نحو ذلك البيت الصغير ـ بيتي ـ إلى ذلك الحضن الكبير ـ حضن أمي ـ لا شيء سيوقفني ،لا شيء سيثنيني ،أذناي مطرقتان للسمع ، وقلبي وفكري وعقلي ووجداني كله خاضع ،مطيع .


أنا الآن ذاهبة بسرعة البرق لانتقي الورود واحمل الهدايا واعقد حلقات الرقص والطرب .. فأنا للأسف لم أتعلم سواها طيلة الأربعين عاما ً.


كل عام وأمي وجميع الأمهات بألف خير.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس