[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]ثمان سنوات انقضت من عمر الاحتلال الأمريكي للعراق و البقية لا يجزم أحد بقدرته الأكيدة على تحديدها.
كم تبقى بعد؟ سنة، سنتان ، عشرة؟
تكشف الأرقام كل يوم عن واقع عراقي مخيف.
العراق باحتياطه النفطي و ثرواته المختلفة فريسة للفقر. تقول التقارير أن هذا الأخير ينشب أظافره في يوميات ثلث من سكان العراق وأن النسبة تصل إلى الربع في الريف العراقي.الجهل الذي كان طرد من العراق بتعميم التعليم وإجباريته عاد غير محرج مع تشريف الدبابات و الحكومات ' الديمقراطية ' وأطفال العراق لم يعودوا جميعهم محظوظين بما فيه الكفاية لمتابعة دراستهم لأن ظروفهم المعيشية السيئة لا تسمح بذلك.
لا الأوضاع استقرت و طابت في شمال بلاد الفرات و لا جنوبها، المراتب التي تقهقر فيها العراق عالميا قابلتها مرتبة واحدة نالتها الدولة العراقية الجديدة بجدارة حسب منظمة الشفافية العالمية. فقد صنفت هذه الأخيرة العراق كثالث دولة عالمية يطغى فيها الفساد عام 2006 و 2007 و 2008 وتراجعت عن هذه المرتبة بدرجة واحدة لتحتل الرتبة الرابعة عام 2009 و تظل بذلك الدولة العراقية في لائحة أكثر بلدان الدنيا فسادا.
الأمريكيون الذين تباهوا طويلا بتخليص الشعب العراقي من 'الوحش' صدام حسين لم تتردد إدارتهم مؤخرا في التصريح بأن التدخل الأمريكي في العراق كان خطأ والحقيقة أن الخطأ الذي يخطط له لأزيد من خمس سنوات و الذي تحاك من أجله عشرات المؤامرات يصعب تصديق التراجع بشأنه.
يقول البروفسور جيمس بيتراس James Petras في كتابه :'قوة إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية' The power of Israel in the united statesأن العراق كان العقبة الكبرى أمام قوة دولة الكيان الصهيوني في المنطقة وأن إقصاء صدام حسين كان طلبا صهيونيا مُلِّحا.
كما تضمن التقرير الأمريكي الذي حمل عنوان استراتيجية جديدة لتأمين المملكة *1A Clean Break:A New Strategy for Securing the Realm
و الذي قدم لبنيامين نتانياهو عام 1996اقتراحا مبكرا بإزاحة صدام حسين لضمان أمن الدولة الصهيونية حتى قبل إباحة غزو العراق بالدعاوى: تدمير أسلحة الدمار الشامل ,إقرار الديمقراطية ,تخليص العراقيين من القبضة الديكتاتورية لصدام حسين.
جاء في التقرير الأمريكي المذكور أعلاه :'علينا أن ندرك جيدا الفرق بين أصدقائنا وأعدائنا.
يجب علينا أن لانجعل أي شك يساور أصدقائنا في متانة علاقتنا وإياهم.
إسرائيل بإمكانها أن تشكل مجالها الاستراتيجي بالتعاون مع تركيا و الأردن وإضعاف و احتواء وتراجع سوريا .
هذا المجهود عليه أن يركز على إقصاء صدام حسين من السلطة ، و هذا هدف استراتيجي إسرائيلي مهم ...'
وقد تبع التقرير بعد إنشاء مجموعة بناك PNACعام 1997,التي تسعى لضمان الهيمنة الأمريكية العالمية وسيطرتها العسكرية للقرون المقبلة, إلحاح شديد على تغيير النظام في العراق فتضمنت رسائل المجموعة للرئيس كلينتون عام 1998مامفاده أنه يجب أن يكون هناك غزو للعراق لإزاحة صدام حسين وكانت التقارير تلح على نفس الشيء و تتضمن عبارات من قبيل 'أن القصف لا يكفي' أمر لم تتردد المجموعة بالتصريح به حتى لصحيفة نيويورك تايمز *2 و بطبيعة الحال وكالمتوقع فالعناصر المكونة لمجموعة بناك تجمعهم بالصهيونية علاقة وثيقة فمن بينهم مثلا اليهودي إيليوت آبرامس الذي صار فيما بعد مستشارا لجورج بوش الإبن وديك تشيني و اليهودي لويس ليبي و اليهودي بول ولفويتس الذي يعتبره البعض مهندس حرب العراق لعام 2003و دونالد رامسفيلد..
صدام حسين قبل أن يكون الديكتاتور و الوحش الذي أرادت أمريكا تخليص العراقيين منه كان القائد المزعج لدولة الكيان الصهيوني بدولته الضاربة بجذورها في العراقة و التاريخ و المتطلعة بفروعها لسماء العروبة و المجد.
من ادعى ترسيخ الديمقراطية في عراق الغد أطلق وحوشا أعتى من أية ديكتاتورية :الطائفية واللاأمن و الفساد و الإفساد و الفقر .لم يعد العراق محميا كذي قبل من المؤامرات و لا من تسلل الأيادي الهدامة وحدوده التي كان الجيش العراقي الباسل يسهر على حمايتها صارت بوابات لهروب أبناء العراق من بلدهم الذي عشقوه و الذي أُرِيد له أن يجوع ويسرق و يبكي.
صدام لن يبعث من جديد ليخطب في العراقيين و يقول :'أيها النشامى، أيتها الماجدات ' لكن الرهان اليوم فعلا على النشامى و الماجدات.هم فقط يستطيعون أن يهبوا لنجدة وطنهم مدركين أن القوة في الوحدة وفي محبة العراق بكل مخزونه الثقافي و العرقي وأن إحباط المؤامرات وإسقاط الفساد مهمتهم وواجبهم النبيل الصعب.
ثمان سنوات من الاحتلال أسقطت كل الأقنعة والوثائق كشفت على أن للعراق عدوا سطا على فلسطين و القدس ويطربه أن يسمع آهات الثكالى و نواح اليتامى في بغداد ،فعِشْ أيها العراق عِشْ ولملم شملك.
Nassira
*1.التقرير المذكور في المقال:http://www.iasps.org/strat1.html
*2.مقال النيويورك تايمز ل30 يناير 1998 :'قصف العراق لا يكفي '.http://www.newamericancentury.org/iraq-013098.htm من موقع PNAC
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]