عرض مشاركة واحدة
قديم 13 / 04 / 2011, 02 : 05 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

97f أوراق غسان كنفاني

[align=justify]
كثيراً ما كتبت عن المبدع والراحل الكبير غسان كنفاني بحب وإعجاب والتفات يستحقه كونه ترك صفحات وأوراقاً لايمكن إلا أن تكون مذهلة بكل المقاييس.. فهذا المبدع الكبير رغم السنوات القليلة التي عاشها، ملأ فراغاً لايستهان به في سجل الأدب الفلسطيني قد تعجز عن ملئه مؤسسات كبيرة.. هذا إلى جانب نشاطاته المتعددة الكثيرة سياسياً ونضالياً وحضوراً، حتى لكأنه كان في حركة دائبة لا تعرف الفتور أو الاستكانة.. وبعد أن قرأتُ ما كتبه شقيقه الأديب عدنان كنفاني عنه في «صفحات كانت مطوية» عرفت أن الرجل كان لا يهدأ بالفعل، فهو كائن حركي متحرك مليء بنبض الحياة.. وما اغتيال هذا المناضل والكاتب الكبير إلا لأنه كان مزعجاً لعدو رأى فيه صورة كبيرة من صور النضال التي تزرع الأرض بعطاء لايمكن أن يتوقف لفلسطين وعنها.. فسيئة الذكر «إسرائيل» لايزعجها شيء، كما تزعجها هذه القامات العالية التي تجعل من اسم فلسطين حاضراً في كل مكان.. ولم يكن أحد كغسان كنفاني قادراً على تحريك كل شيء باتجاه البوصلة التي تشير لفلسطين وبأشكال متعددة يعجز فرد واحد أن يقوم بها.. فكيف وهذا الكاتب الشاب، وهو في أول العمل، يحرك بحارا من الاهتمام ويلفت الأنظار إلى وطنه ومأساة شعبه؟؟..
بطبيعة الحال لايجوز أن نسأل سؤالاً لا فائدة منه يقول: ماذا كان الشهيد غسان كنفاني سيقدم لو أنه ترك ليقضي بقية من حياته؟؟.. إذ إن غسان كنفاني قد استشهد، وما تركه لن يكون هناك غيره.. لكن علينا أن نسأل لماذا يصل الحقد الإسرائيلي إلى حد اغتيال المبدع إن كان سلاحه القلم؟؟.. هل يعني ذلك أن «إسرائيل» تخاف حتى من الريشة والقلم والإبداع بكل أنواعه؟؟.. علينا ومن خلال الشهيد غسان كنفاني واغتياله أن نعترف أن «إسرائيل» تخاف الإبداع أكثر من الرصاصة والبندقية والمدفع.. هذه أشياء تتوفر لها ببساطة وتستطيع أن تؤمنها من هنا وهناك.. لكن الإبداع هو العملة الصعبة التي لا تستطيع «إسرائيل» أن تأتي بها من أي مكان، فهي ملكة فكرية ونفسية وذاتية يستطيع صاحبها أن يعري الكيان الصهيوني كله أمام العالم واضعاً صورته بوضوح ودون أي رتوش.. وإذا كان المدفع قد تغطي طلقاته أو قذائفه غبار المعارك، فهنا كل شيء واضح ظاهر للجميع، ولا أحد يستطيع أن يخفي ضوء الشمس بغربال.. فالإبداع راسخ واضح بين صارخ بالحقيقة قادر على توصيل الفكرة إلى الجميع.. ومهما حاولت «إسرائيل» أن تخفي هذا الإبداع فإنها ستصاب بالفشل الذريع بالتأكيد..
كان الشهيد والمبدع الكبير غسان كنفاني ورقة مبدعة خارجة عن النسق، أو طفرة إبداعية يصعب لملمتها.. وكان قلم هذا المبدع أكبر من مدفع وبندقية وصاروخ، وزاد من شهرته ليكون كاتباً مقروءاً يصل إلى الكثيرين وهو ما يعني خروجه تماماً عن إمكانية الضبط أو القولبة.. وقد رأت «إسرائيل» أن غسان كنفاني صار شجرة كثيرة الفروع والامتدادات والرسوخ مما يعني قدرته على رفد قضية فلسطين بكل ما هو استثنائي.. فما كان منها إلا أن تجعله بعيداً عن الحضور، الحضور الفذ، فكان استشهاده.. لكنه لا كما توقعت سيئة الذكر «إسرائيل» كان استشهاداً رفع صوت وعلم فلسطين عالياً.. وبقيت أعمال غسان كنفاني وأوراقه أكبر من كل المحاولات اليائسة لقتله!!..
-----

نشرت في صحيفة البعث / دمشق صباح الأربعاء 13/4/2011
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس