رد: أوراق غسان كنفاني
الأخ العزيز الأستاذ طلعت سقيرق
اسمح لي أن أسجل هنا بعض من مذكرات الشهيد الراحل غسان كنفاني
والتي إن دلت على شيء فإنما تدل على عظمة هذه القامة الوطنية والأدبية
الكبيرة .
قال : صديق وأحب صدقه أرسل لي : " اسمع ياغسان إنني لاأجاملك
وأنت تعرف جيداً, ولكنني بكل صدق وبكل إخلاص أرى فيك أشياء كثيرة ..."
وبعد يوم وصلتني من صديق آخر في أمريكا رسالة ثانية فيها:" أنا أؤمن بك
ياغسان وأؤمن أنك تستطيع أن تحمل القلم وتعبر عن القضية , إنك تملك ذكاء
الإحساس , وتملك الخيوط التي تستطيع أن تستر الحقائق لتعانق ضمير الإنسان".
أي شعور راودني حينما قرأت كل هذا؟؟ أحسست بسعادة بلا شك , ولكني أيضاً لم
أستطع أن أحرر نفسي من قلق مفاجئ...
إذا كان هذا الكلام صحيحاً فأنا في وجه مسؤولية قاسية , مامعنى هذا الكلام إذا لم أكن
جديراً به ؟؟
لقد أمضيتُ طوال اليوم مفكراً والقلق يمزقني هل أستطيع ان لاأخيب آمال هؤلاء الذين أحبهم
بكل قواي ؟؟
ماذا أفعل من أجل ان أكون في مستوى الآمال التي يعقدونها علي ؟؟
سيبقى هذا الإنسان الذي عاش بهذا الإحساس والشعور بالمسؤولية يعيش في نفوسنا
وقلوبنا, ولا يمكن للموت أن يغيبه مهما طال الزمان .
تحياتي وشكري وتقديري.
|