الموضوع
:
سوريا وأزمة أعداء النظام !
عرض مشاركة واحدة
17 / 04 / 2011, 45 : 02 PM
رقم المشاركة : [
6
]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
ذات مساء من العام 1977 وقع كوقع الصاعقة على رؤوس الناس الحديث الخطير الذي كان يلقيه
الرئيس أنور السادات في قاعة مجلس الشعب المصري ،وكان مضمونه مفاجئا للكثيرين من الناس
لكنه لم يكن كذلك لمن كانوا يتابعون خطوات الرجل وتلك المحادثات السرية التي كانت تجري في
المغرب ورومانيا وعواصم كثيرة كانت قد هيأت وأعدت كل شيء، وأهم شيء : إشاعة مناخ
الإحباط على مستوى الشارع العربي خصوصا الشارع المصري .
كنت كما غيري من الناس أنتظر ذلك الخطاب الذي سُوّق له بأنه سيكون خطابا هاما وقد
جعلني ذلك ابتسم بمرارة عند إعلان السادات لمبادرته لأن المسرح الإعلاني قد أعدّ جيدا
فبدا الرجل جادا وحازما .. وبدا الراحل ياسر عرفات جالسا في المقاعد الأمامية يصفق
بحرارة كلما نطق السادات بسطر حتى وصل إلى إعلانه بأنه " سيذهب حتى آخر الدنيا
من اجل السلام " وهنا وقف من في كل الصفوف لتصفق للرئيس " المؤمن " تصفيقا
مدويا لم يجلس بعدها عرفات إلى كرسيه حتى طلب منه السادات ذلك بشكل متواضع وغاية في الأدب والنعومة !
السادات كان يعلم بأن سوريا ونظامها سوف لن يوافقوا على ما هو عازم عليه ومع ذلك فإنه
نزل في مطار دمشق فأستقبله الراحل حافظ الأسد وجعله يستمع إلى معظم مفاتيح النظام
من سياسيين وعسكريين الرافضة للحلول المنفردة وأن تلك المبادرة انتحار ليس لأنور السادات
كما يقولون إنما للأمة العربية والانقسامات التي سوف تواجهها ولسان حال السوريين يقول :
لماذا نُعطي العدو بالسلم ما لم يحققه في الحرب خصوصا وقد حاربنا سويا ونحن قبلنا بالقرارات
الدولية فلتُنفذ أولا ولينسحب العدو من الأراضي التي احتلها في الخامس من حزيران 1967
وقراري مجلس الأمن 242 / 338 يقضيان بانسحاب العدو إلى خطوط الرابع من حزيران
فلماذا نفرط بما قد قبلنا به وما معنى التمسك بالشرعية الدولية ؟!
خرج السادات من سوريا خالي الوفاض متوعدا إياها بالانتقام إن هي أقدمت على
ما أقدمت عليه في العام 1975 عندما حرّضت معظم الشارع العربي ضد اتفاقيتي سيناء الأولى والثانية
خصوصا وأن الأدوات التي استخدمتها
منظومة
" الحل السلمي "والتي عملت ضد سوريا وحلفاءها
ثلاث ما زالت جاهزة للعمل بل وأن أداءها قد تطور جدا ! وكان في رأي الأمريكيين أن التسوية ، أي تسوية ،
ستعزز من مكانة العرب " القابلين " وستعزل الرافضين منهم بل " وسنورطهم لأننا أمام معضلة
تتعلق بدعم السوفييت للدول الراديكالية كسوريا والجزائر وليبيا والمنظمات الفلسطينية المتطرفة
وفي هذه الحال
يجب أن نجبرهم على القبول بالتسوية وألا نسمح لهم إلا بالإحباط فيتنازلون
" !
( ضعوا خطين تحت هذه الجملة الأخيرة )
ما سنعرضه هنا هو تلك السنوات القليلة الماضية التي سبقت مبادرة السادات ، وما سنرويه هنا ،
هو رواية مختلفة عن تلك التي يعرفها البعض والتي يرددها ببغاوية دون دراية .. فتلك السنوات
القليلة تلك كانت سنوات التحولات الكبرى ولكن من منظور إنسان بسيط يعشق أمته ويفخر بانتمائه العربي .
مهم جدا الاطلاع على هذا الموضوع وهو باعتقادي المدخل لتفكيك ما حدث في السنوات الثلاث
التي سبقت زيارة السادات للقدس المحتلة
http://www.nooreladab.com/vb/showthr...t=17456&page=3
توقيع
رأفت العزي
"
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع رأفت العزي المفضل
البحث عن كل مشاركات رأفت العزي