عرض مشاركة واحدة
قديم 24 / 03 / 2008, 34 : 04 AM   رقم المشاركة : [1]
وفاء النجار
ضيف
 


براءة الطفولة و التربية الجنسية

[frame="15 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعاليمن وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .


التربية الجنسية جزءٌ لا يتجزأ من حياة الطفل . تبدأ منذ أول يوم يولد فيه الطفل بحيث يجب مساعدة الطفل على تقبل جنسه الذي ينتمي إليه ذكراً كان أم أنثى بعض الأباء أو الأمهات( أو كلاهما) يكتئب إذا كان المولود أنثى فيتعاملون معها كذكر أو بتضجر أو العكس . بعضهم ينتظر أنثى فإن جاء ولد عاملوه كالأنثى و تصرف الوالدين يجعل الطفل في تناقض بين جنسه الأصلي وبين ما يَفرضه عليه المحيط مما يُخل بتربيته .

حين يكتشف الطفل الفرق بين الجنسين ( هذا يحصل غالباً حوالي ثلاث سنوات) ليس علينا أن نصدمه اسكت هذا موضوع مقفول , وحين يلمس الطفل عضوه التناسلي نهدده إما أن تكف عن لمسه وإما سوف تعاقب وحين يلاحظ صدفة طفلاً من الجنس الآخر يغير ملابسه أو يستحم فيقارن بين عضوه وعضو الطفل من الجنس الآخر وإن كان قريباً حاول لمسه علينا ألا نصرخ في وجه الطفل ونقمع ابعد ابعد حرام حرام...!! , نعم حرام لكن لابد أن نعلمه بهدوء , نكلمه عن الحياء وأن من يستحي لا يلمس عضوه أو عضو غيره أمام الناس ماذا يقولون عنا ؟ , وأول من يُستحيى منه هو الله الذي خلقنا وصورنا ...


التربية الجنسية هي أيضاً اكتشاف للجنس الآخر, وهي اكتشاف للعلاقة بين المرأة والرجل وهذا الإكتشاف يكون سَـلـِساً في الأسرة التي تشمل على الذكور والإناث ( أولاد وبنات).

العلاقة بين المرأة والرجل أول ما يكتشفها الطفل تكون عن طريق والديه , إنهما أول زوجين يشاهدهما ؛ ولهذا تتفهموا إخوتي كم هو هام أن تكون هذه الصورة جميلة في أعين الطفل . عندما يلاحظ الطفل أن أمه وأباه يشكلان زوجين متفاهمين , متحابين , سعيدين فإن جزءاً كبيراً من التربية الجنسية يكون قد استوفى حقه . فكيف نوضح للطفل أن الحياة بين الزوجين هي حياة مودة ورحمة إذا كان يعاين غير ذلك . سوف تكون الصورة التي أعطيناه عن العلاقة بين المرأة والرجل تختلف عن الصورة التي تلتقطها عينيه صباح مساء على أقرب زوجين له .

وتترك التربية الجنسية المُعمقة لاستفسارات الطفل فتأتي تدريجياً على شكل ردود على أسئلة الطفل :

لماذا أنا لست كأخي ( أو كأختي) ؟
من أين يأتي الأطفال ؟
أين كنت قبل الولادة ؟
هل كنت بنتاً ( أو ولداً)عندما كنت رضيعاً ؟
.....
هذه أسئلة تفرض نفسها عندما يرى الطفل امرأة حامل أو يسمع حواراً عن الحمل أو الولادة أو وهو يحاوره أخاه ( أو أخته) البكر......

الأهم هو :

*لا تردوا على أسئلة الطفل بمغالطات تجعلكم تبدون كذابين أمامه فيفقد الطفل ثقته بكم , ولا تتوسعوا في الرد أكثر من اللزوم . قد ينسى الطفل ردكم ويطرح نفس السؤال بعد يومين أو ثلاث .

* لا تلتفوا وتتهربوا من الجواب : " أنت ما زلت صغير" أو " لا تستطيع أن تفهم ذلك حالياً " . هناك شرح مبسط لكل الأعمار ودون استثناء . وتجنبوا أن يبدوا عليكم الإحراج والإرباك بمجرد سماع أسئلته .

*لو أصبتم بالحرج, يمكن أن يتفهم وضعكم الكبير, لأنه ليس سهلا الكلام عن الجنس فبالأحرى حكاية قصص حوله ؛ لكن الصغير لن يتفهم ذلك !. ولو حصل وأصبتم بالحرج من سؤال ما فهناك حل مرحلي قولوا له : " حبيبي أمهلني فرصة , وذكرني بطرح سؤالك هذا علي فيما بعد حيث يكون معي وقت فسوف أجيبك بإذن الله" هذا يعطيكم وقت للتفكير في جواب مبسط . (*)




ما هو الإعتداء الجنسي على الطفل ؟

الاعتداء الجنسي على الطفل هو استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لبالغ أو مراهق.
وهو يشمل تعريض الطفل لأي نشاط أو سلوك جنسي ويتضمن غالبا التحرش الجنسي بالطفل من قبيل ملامسته أو حمله على ملامسة المتحرش جنسيا. (**)
إحصاءات وأرقام :
تذكر بعض الإحصاءات التي أورتها وسائل إعلام ومراكز اجتماعية عديدة، إلى أن انتشار هذه الجريمة في المجتمعات باتت أمراً متزايداً، مشيرة إلى أن معظم الحالات تمّت على يد أقارب أو جيران أو معارف. على سبيل المثال، تذكر عيادة الطبيب الشرعي في وحدة حماية الأسرة بالأردن أن عدد الحالات التي تمت معاينتها خلال عام 1998 قد بلغ 437 حالة، شملت 174 حالة إساءة جنسية، كان المعتدي فيها من داخل العائلة في 48 حالة، وكان المعتدي معروفا للطفل الضحية (جار – قريب) في 79 حالة، وفي 47 حالة كان المعتدي غير معروف للطفل أو غريبا عنه.
وفي لبنان أظهرت دراسة صادرة عن جريدة "لوريان لوجور" أن المتحرش ذكر في جميع الحالات، ويبلغ من العمر 7- 13 عامًا، وأن الضحية شملت 18 فتاة، 10 أولاد تراوح أعمارهم ما بين سنة ونصف: 17 سنة، وأشار المؤتمر اللبناني الرابع لحماية الأحداث إلى ارتفاع عدد الاعتداءات الجنسية على القاصرين خاصة الذكور منهم على يد أقرباء لهم أو معتدين قاصرين.
وفي مصر: تشير أول دراسة عن حوادث التحرش بالأطفال في مصر أعدتها الدكتورة "فاتن عبدالرحمن الطنباري" -أستاذة الإعلام المساعد في معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس- إلى أن الاعتداء الجنسي على الأطفال يمثل 18% من إجمالي الحوادث المتعلقة بالطفل، وفيما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية أشارت الدراسة إلى أن النسبة هي 35% من الحوادث يكون الجاني له صلة قرابة بالطفل الضحية.
كما أكدت إحدى الدراسات التي قامت بها اللجنة القومية لمنع إيذاء الأطفال كما ذكرت جريدة الوطن السعودية أن هناك عشرات الآلاف من الأطفال الضحايا الذين يعانون من الصدمات النفسية الشديدة مدى الحياة نتيجة إيذائهم.
وقد تبين أن هناك 77% من هؤلاء المعتدين "آباء" للأطفال الضحايا، و11% من أقاربهم، وأن أكثر من 75% من المعتدين هم أشخاص معروفون للضحية تربطهم بالطفل علاقة قربى أو معرفة. والتحرش الجنسي أحد أنواع هذا الإيذاء.
أما في الغرب، الذي انتشرت عنده الإباحية الجنسية، والذي يريد البعض من مجتمعاتنا العربية والإسلامية أن يتبنى أفكار وأخلاقيات تلك الدول، فإن إحدى الدراسات صدرت في الولايات المتحدة عن الجمعية الأمريكية للتعليم الجامعي للنساء قالت: "إن نحو 80% من طلاب المدارس الأمريكية ذكورًا وإناثًا قد تعرضوا إلى نوع من أنواع التحرش الجنسي في حياتهم المدرسية". (**)
أسباب الظاهرة :
1/ ضعف الوازع الديني
2/ قلة الوعي الاجتماعي والأسري
3/ كثرة المثيرات الغريزية
4/ الاختلاط الأسري وغيره
5/ عدم المراقبة الأسرية
6/ الإهمال الزائد وغيرها من الأسباب".
العلاج :
1- الدعاء والتضرع لله تعالى .
2- تربية الأبناء على الحياء وستر العورة وعدم التساهل في ذلك .
3- عدم الثقة المفرطة بالآخرين .
4- تربية الأبناء على المصارحة .
5- تربية الأبناء على الخشونة ونبذ الميوعة والتخنث، وتربية البنات على الستر وتعويدهن على الحجاب قبل سن البلوغ .
ولا ينفك الوالدان عن الدعاء والتضرع لله عز وجل في كل وقت أن يحفظ أبناءهما من كل سوء في دينهم ودنياهم، وسائر أبناء المسلمين. آمين.. آمين.. آمين. 0(**)

(*) ترجمة أمة ربها ( وفاء النجار )من كتاب أربي ابني للكاتبة لورانس برنود .
(**) موقع لها أولاين .






[/frame]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس