عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 04 / 2011, 29 : 01 AM   رقم المشاركة : [7]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !


في مطلع العام 1975 صارت دمشق قاعدة ومقرا لجميع المعارضين العرب والمصريين للنظام الساداتي
في مصر على اثر توقيع اتفاقيتي سيناء الأولى والثانية واعتبرت بأن تلك الخطوات سوف تؤدي بالنظام المصري
إلى صلح كامل مع العدو الإسرائيلي واحتدم صراع خفي ما بين مصر وسوريا بداية على أرض لبنان سرعان
ما تطور الأمر وأدى إلى انقسام عامودي في بنية النظام العربي كله فدول الخليج العربي وإن لم تؤيد نظام السادات
علنا ولكنها لا تعارض بل أنها تشجع أي خطوة باتجاه إنهاء الصراع العربي – الإسرائيلي وحصره
في كونه صراع فلسطيني – إسرائيلي ؛ والمنظّر الأول لهذه المقولة والداعم الأساسي لها كان
ملك المغرب الراحل الحسن الثاني والذي سيلعب دورا أساسيا وناجحا في جسر علاقة ما بين
القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية والعدو الصهيوني .

الذين يتحدثون عن " نظرية مؤامرة " يكذبون على الناس بسبب جهلهم أو غباءهم أو أنهم
في صلب تلك المؤامرة فينفون حدوثها ؛ فالوضع السوري الداخلي كان ومع بداية الحرب
اللبنانية يتعرض الى اهتزازات عنيفة من قبل المعارضة التي بدأت مسلحة وبالقدر الذي
كانت فيه مواقف النظام متصلبة تجاه المخطط الأمريكي الذي يقوده " كيسنجر " بالقدر
الذي كانت تسعى لتقويضه . وكلما زادت الجبهة اللبنانية اشتعالا زاد التدخل السوري من
أجل إطفائه فالنار اللبنانية إذا امتدت ستحرق معها سوريا لأن المخطط الأمريكي هو تقسيم
لبنان وتوطين الفلسطينيين فيه بعد تهجير مسيحييه ؛ وكلما اقترب النظام من تحقيق النجاح
نتيجة لوساطته المقبولة من كل الأطراف ( في العلن ) زاد الضغط الداخلي وتطور الوضع
في سابقة خطيرة لم نشهد مثيلها في الوطن باستثناء اليمن المقسوم فالمعارضة السورية
وبالتحديد حزب " الإخوان " صار له قواعد خارج سوريا للتدريب والتسليح وسيتبين لاحقا
أن الخطة التي كانت تعد لقلب نظام الحكم كادت أن تنجح أعاقتها بعض التحولات التي سوف نأتي على ذكرها .

والنظام هنا هو كأي نظام في العالم لن يدافع عن نفسه بالديمقراطية والحب والقبلات ؛ لقد استخدم العنف ،
الأسلوب الذي استخدمه المعارضون بل إن النظام لم يكن على نفس مستوى الإجرام الذي
مارسه المعارضون ولو أن الإعلام قد رسّخ الكثير من الأكاذيب كما سوف نتبين !
واني هنا لا أعطي مبررات لأي طرف إنما لأضع صورة الأحداث أمامكم كما حصلت .


لقد فُجع حافظ الأسد بالدور الذي لعبته منظمة التحرير في لبنان ولم يكن يدري
– وهو السند والحليف – بأن الفلسطينيون في لبنان سيستخدمون وقودا لتحقيق أمرين
: طرد المسيحيين والاستيلاء على مناطقهم تمهيدا للتوطين والمساهمة في قلب نظام الحكم في دمشق !
ففي الوقت الذي كان يبدو فيه عرفات أنه صديقا للأسد كان في واقع الأمر من أشد المعادين
لنظامه لقد كان يدفع باللبنانيين نحو مزيد من المعارك ويظهر بمظهر الحريص على وقف القتال
وعندما تأكد من أن النظام قد ادخل قواته إلى لبنان لوقف المعارك بعد استنفاذ جميع الحلول قام
عرفات بالسيطرة على معظم لبنان وفاجئ حتى أكثر الناس تشاؤما فجهر في عداءه وقامت بعض
عصاباته المسلحة بقتل بعض الجنود السوريين الذين كانوا يعملون سرا في مخيمات الجنوب منذ
العام 1973 وتحت اسم منظمة " الصاعقة " خصوصا في مخيمي عين الحلوة والمية ومية هؤلاء
الجنود كانوا قد تم فرزهم من وحدات الدفاع الجوي وكانوا أول من استخدم الصواريخ الروسية ا
لمضادة للطائرات بعد أن كان العدو يقصف تلك المخيمات شبه يومي .. في ذاك اليوم المشئوم تاريخ
السادس من الشهر السادس من العام 1976 هذا اليوم الذي تم فيه هجوم صباحي في كل المناطق
التي تتواجد فيها فتح وحلفاءها من الأحزاب اللبنانية على جميع المكاتب والمقرات للتنظيمات الفلسطينية
والأحزاب اللبنانية التي استسلم معظمها حقنا للدماء فسيطر عرفات على لبنان باستثناء المناطق
المسيحية التي استنجدت بسوريا لحمايتها فوافق رئيس لبنان ورئيس وزراء لبنان ومجلس نواب
لبنان وأضفوا على التدخل العسكري السوري الغطاء الشرعي فقصف عرفات قصر بعبدا وهجّر
رئيس الجمهورية وفتح معارك الجبل في أعالي صنين وصرخ من بيروت بأنك يا حافظ الأسد "
ستواجه 25 ألف متراس وطني قبل وصولك إلى بيروت " وصرخ نائبه صلاح خلف " أبو إياد "
بأن طريق فلسطين تمرّ من جونية " وهكذا قام النظام السوري بدفع لواء مدرع اتجه عبر البقاع
الغربي نحو الجنوب اللبناني هدفه الآني كان الوصول لمنطقة جزين ومنها إلى صيدا لحماية الجنود
المتبقيين من الكتيبة التي كانت بالمخيمات وفرّ بعض أفرادها هائمين بين البساتين ثم الانتشار في
أماكن حددتها القيادة العسكرية لإنهاء الحرب في لبنان .

لم أكن أعلم أن بضع مئات من المسلحين في مدينة صيدا التابعية لفتح وبعض ملحقاتها
ستدفع بهم قيادتهم نحو وضع الكمائن في بعض شوارع صيدا وبين بساتينها
ولم أكن أعلم بأن قائد اللواء – أو الكتيبة المدرعة - السوري كان طيبا حد السذاجة ..
كان عليه استكشاف الأرض التي سيعبرها .. سألت أحد الضباط فيما بعد فقال لي :
" أن الناس كانت ترش الأرز أينما مررنا وفي البلدات المسيحية والإسلامية والدرزية
وكنا نتوقع من أهل صيدا " المسلمين " أن يعاملونا كإخوتهم في باقي المناطق "
قد يكون محقا فأنا ابن المدينة لم أكن أعلم ما كان يحدث وكل ما كنت أسمعه هو أن
" السوريون " وصلوا إلى جزين وكنت أتوقع بأن المسلحين سوف يهربون عند رؤيتهم
المدرعات ولم يخطر ببالي أن درجة الحقد سوف تدفعهم ليفعلوا ما فعلوه بالجنود القادمين
فهؤلاء من دربهم واشرف عليهم لسنوات في معسكرات فتح المنتشرة في كل بقاع سوريا
وهؤلاء من كان يقاسمهم الرغيف ويحميهم .. ولكن ماذا فعلوا بشعبي ليجعلوا منه قاتلا
قالوا : " لِم لم تتدخل إسرائيل عندما تدخلت سوريا ومنعتها " قلت فيما بعد ، ولماذا تتدخل
وهناك من قاتل عنها .. هناك من قام بالمهمة دون تدخلها خصوصا في قادمات الأيام ..
أما في عصر ذلك اليوم فقد خرج المسلحون من الأزقة ورموا معظم ناقلات الجند المجنزرة
بقذائف الأر بي جي المنتشره كالأرز بين المسلحين فأحترقت 20 ناقلة وقتل 105 جنود حرقا
ومثل ببعض الجثث التي بقيت ثلاثة أيام في شوارع المدينة وبعض الأسرى الذين نكّل بهم
والكثير الكثير من الناس قد بكت وكدت أقتل أحد المسلحين بيدي خنقا عندما تبرع من تبرع
في اليوم التالي لسحب الجثث ! لم يُخدش أي من المسلحين بتاتا لأن الجنود لم يُطلقوا طلقة
واحدة حتى بالدفاع عن أنفسهم لقد كانت أوامر القيادة . توقف بقية اللواء المدرع في شرقي
صيدا وعلى تلالها وتوقف لواءمدرع ثاني على أبواب مدينة صوفر الجبلية أمام المتاريس وامتد
الصراع لمدة 3 أشهر تورطت فيها دول كثيرة لتثني النظام في سوريا على التراجع وترك لبنان
لمصيره لكن النظام صمد وصمدت سوريا ووقع أعداءه في أزمة جديدة !
(قد يبدو هذا الحديث ثقيلا على مسامع البعض ولكني لا أستطيع تجميله وليناقضني من يملك غير هذه المعلومات )

في هذا الخضم كانت المعارضة السورية تتلقى دعما من عدة جهات تتقاطع مصالحها وتلتقي بقوة عند
هدف إسقاط النظام في سوريا ولكنه نجا بعد أن وضع مدافعه فوق رؤوس المتآمرين وأصر
على وقف الحرب وافشال مشروع تقسيم لبنان وقدم بعض التنازلات تجاه النظام المصري
وعمل الرئيس الجزائري بومدين على وساطة بين البلدان فالتقى الأسد وبومدين والسادات الذي بادر الأسد بالقول :
" ههي هنعيده ولا نريحك " فضحك الأسد وقال المثل الشعبي " السبت فات ... اليهودي "
بمعنى أن اتفاقات سيناء أدت مهمتها ولم يعد من فائدة لمعارضتها فدخل الجيش السوري بيروت
في صباح السادس عشر تشرين الثاني عام 1976 بعد قمة عربية سداسية في الرياض حضرها
الملك السعودي وأمير الكويت وياسر عرفات والرئيس اللبناني الياس سركيس إضافة للسادات الأسد
وقررت إرسال 40ألف جندي لفرض الأمن تبرعت بعض الدول العربية بإرسال جنودها
( 7 دول لم يستطيعوا إرسال إلا 4750 جندي ) فطلبوا من سوريا التعهد ببقية العدد فسحبت
من جنودها خمسة آلاف وبقي 35 ألف جندي تورطت جامعة الدول العربية بتمويلهم . لقد وقفوا
في وجه النظام وقاتلوه وها هم يدفعون بعدما صمد وحقق هدفه بوقف الحرب في لبنان .
فهل انتهت المؤامرة ؟!
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس