عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 04 / 2011, 19 : 11 PM   رقم المشاركة : [8]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !

في منتصف شهر أيلول 1970 كان الملك حسين يستنجد بالأمريكان
كما يقول " هنري كيسنجر " في مذكراته ويستنجد بالإسرائيليين كما قال هيكل ويطلب من رابين الإطباق
على جناح الجيش السوري من جهة " درعا " فأبلغ رابين الأمريكيين وبدأ جيش العدو بالتعبئة وقام
بحشد فرقتين مدرعتين في الجولان المحتل وقامت أمريكا بحشد أسطولها البحري في المتوسط / ثلاث
حاملات للطائرات وعشرات البوارج / إضافة إلى استعدادات إستراتيجية كتحريك الفرق المظلية
المرابطة في أوروبا والتهديد باستنفار ذري ! فالقوات السورية التي دخلت الأراضي الأردنية
وتجاوزت بلدة الرمثا حتى جنوب إربد ولم يعد باستطاعة الجيش الأردني وقفها بالرغم من قيامه
بتدمير عشرات الدبابات وموت مئات الجنود السوريين والأردنيين
( كنت في قلب المعمعة في مدينة إربد وسأكشف لكم إني كنت عضوا في تنظيم فتح ومن العناصر
التي انتسبت إلى التنظيم باكرا وأشهد بأن سكانها كانوا ليسوا فقط مرحبين بل ويحثون الجيش السوري ليحتل عمان )

فياسر عرفات كان قد بعث بعدة برقيات من قلب عمان المحترقة إلى القيادة السورية
يستغيث فيها " باسم النساء الثكلى واليتامى والشرف وكرامة الثورة " ويطلب
تدخلا سوريا لحماية المقاومة التي " تُذبح نتيجة مؤامرة إسرائيلية أردنية أمريكية "
فهبّت سوريا " لنجدة الأحرار إعصار " فأدخلت جنودها ولم يكن النظام يدرك أنه
خرق حدودا لنظام كرّس الغرب ما لديه من طاقات للمحافظة عليه ولم يكن يدرك أو
ربما العكس بأن فعلته تلك ستغير وجه المنطقة التي كرّس الغرب طاقاته للمحافظة
على حدودها إن هو نجح في إرساء سيطرة الفدائيين والحركة الوطني الأردنية على النظام !
لكن الغريب أن الجيش العراقي المتواجد في الأردن والذي كان قد سُمح له بالمرابطة في
فيها لم يُثر الغرب وتبين فيما بعد بأن هناك ضمانات بعدم التحرك من مواقعه أثناء مجازر
أيلول اللهم إلا عندما كان يُخلي مواقعه في الليل لتحل محلها قوات أردنية تفاجئ الفدائيين
صباحا وتقوم باعتقالهم أو قتلهم ؛ إذ ليس من الصدفة أن يهرب أكثر من 77 فدائيا من
موقعهم عندما اكتشفوا انسحاب الجيش العراقي المحتمين به ودخول الجيش الأردني
فقاموا بتسليم أنفسهم للجيش الصهيوني مع أسلحتهم أليس تلك فضيحة ؟! على أي حال لقد
ضغط السوفييت على حليفهم السوري بعد أن عقدوا اتفاقا مع الأمريكيين مفاده : انسحاب سوري
مقابل عدم تدخل إسرائيلي / فدعا الراحل عبد الناصر لمؤتمر قمة عربي لم تحضره سوريا
تصالح فيها الملك وقائد " الثورة " وانتصر الملك ، وانسحب الفدائيون إلى سوريا ،
ومن بقي منهم وقاوم قتل في أحراش عجلون وجرش بعد أن فرض جيش النظام عليهم
حصارا حتى الموت .. وتم القضاء على الحركة الوطنية الأردنية وفرض التوطين
والتجنيس على الفلسطينيين دون شوشرة ودون أن يأتي أحد على ذكر ذلك .

أما الفدائيين الخارجين من الأردن فنشروا قواتهم المنسحبة إلى الأراضي السورية ومنها بدئوا
بقصف الأراضي الأردنية بالصواريخ والأسلحة وبدا أن الفوضى قد بدأت تنتشر في المدن السورية
خصوصا دمشق التي باتت أشبه بمدينة تعيث فيها العصابات المسلحة ( ألسنا فدائيين ؟!) وسادت
الفوضى وعمّت الرذائل في بعض شوارعها وكان البعض يُطلق عليها اسم " هانوي " الشرق /
ولم يدرك أصحاب هذا الوصف بأن الصين ولا الاتحاد السوفييتي على حدودها بل أن المحيطين
بها جميعهم كانوا أعداء ولن يتمكنوا من جعلها كذلك بحماستهم ، وأن مغامرتهم في حرب
سقط فيها المئات فأودع أصحاب هذا الفكر في السجون حين انقلب عليهم الرفاق تحت شعار التصحيح ؛
أما الذين خططوا لتوريط سوريا في الأردن عبر نداءاتهم المتكررة أصبحوا أمام قيادة سوف تسألهم
في كل ما يفعلون فناصبوها العداء وقرروا أن يحاربوها في لبنان فصار الفدائي يأتمن على نفسه
في دمشق وعند وجوده في لبنان يخاف منها أليس ذلك قمة في العهر السياسي !
على أي حال فالمعارضة لنظام حافظ الأسد قد بدأت باكرا وبدأت قوية من قبل أبناء النظام نفسه
وشككوا في شرعية " الحركة التصحيحية " واتخذ بعضهم بيروت وباريس ومدريد مقرات
لهم يحركون أعوانهم ومحازبيهم إذ عليكم دراسة التاريخ السياسي الحديث لسوريا حتى
تتفهموا بأن هذا البلد يختلف كليا عن الكثير من بلدان المنطقة والعالم وعليكم إدراك جملة
قالها الراحل عبد الناصر عندما عرض عليه السوريون الوحدة قال : " أنا أحكم 20 مليون مصري
بحزب واحد ( يقصد الإتحاد الاشتراكي / لم يأخذ اسم حزب لكنه عمليا كان كذلك ) أما سوريا
فهي خمسة ملايين إنسان وخمسة ملايين حزب فكيف تريدونني أن أحكمها ؟! "

إني لم أعد إلى الوراء كما يتبادر إلى الذهن في هذا الرد الأخير إنما أردت بذلك العودة لجذور حركة
المعارضة السورية خصوصا تلك الحركات السلفية ؛ فمنذ اللحظة التي رشّح الحزب الحاكم
هناك حافظ الأسد لرئاسة سوريا بدأت تلك الحركات بنشر الأقاويل الطائفية والمذهبية التي تحرض
فئات الشعب السوري وتزرع ما بينه الفتن وانتشرت تلك الأقاويل التي كانت أيضا تذاع عبر
وسائل إعلام العدو كانتشار النار في الهشيم فعمّت المظاهرات بعض المدن خصوصا حماة
وحمص وبعض الأرياف .. فحزب الأخوان كان بالأصل في صراع مع حزب البعث منذ الأربعينات
ولكم أن تتخيلوا عندما يتحالف شيوعي مع إخواني مع إقطاعي ضد حزب البعث في انتخابات النيابية
في الأربعينات والخمسينات هذا التحالف قد قوي جدا بعدما صار البعث في السلطة عام 63 ..
قد يستغرب البعض ولكن ماذا لو قلنا إن ما يجمع الشيوعي " بالإسلامي " في الشكل أكثر بكثير
ما يجمعهم مع أي حزب قومي ( إنهم أمميون ) ! فهل كانت صدفة بانهم تحالفوا ضد عبد الناصر
ووقفوا ضد الوحدة وطار عقلهم في العام 1979 عندما كادت الوحدة تتحقق ما بين العراق وسوريا !
فكيف والحال قد ساعدهم بأن الرئيس " ليس مسلما " كما قالوا وأن طائفته خارجة عن الملّة
حتى خرج رجل دين فقيه وقال : لا يا سادة إنه في قلب الإسلام وهو مذهب من مذاهب الإسلام
المعترف بها فلم يعجبهم الأمر ..! فهؤلاء قد أحسوا بالإحباط عندما ألبست قمة الرياض السداسية
الطربوش الشرعي لدخول الجيش السوري إلى لبنان وأقفل مؤقتا تمويلهم !


فأنور السادات كان جادا عندما خاطب الأسد بقوله : " ههي هنعيده ولا نريحك " وكان هو وحده
يعلم بأنه بعد سنة واحدة سيقوم بالزيارة المشئومة للقدس المحتلة وكان يعتقد بأن النظام السوري
سيتبعه ولكن السادات فوجئ بإنشاء " جبهة الصمود والتصدي " وعادت دمشق فاحتضنت المعارضة
المصرية وهكذا عادت تلك المنظومة المعادية لكل ما هو عربي إلى فتح النار داخل سوريا وهذه المرة
بشكل جنوني ؛ فالنظام الأردني افتتح معسكرات تدريب في أراضيه للإخوان " المسلمين "
ومعظم المنتسبين أو الذين استًقطبوا بمعظمهم من أبناء حوران أما ياسر عرفات فقد كلّف أحد
أهم ضباطه وهو ضابط أردني سابق بتنظيم وتسليح وتهريب " الإخوان " من سوريا إلى لبنان
وبالعكس مستغلا تلك الطرق العسكرية التي تركتها سوريا للمنظمات الفلسطينية .. فأنشأ معسكرين
للتدريب واحد في قرية " زِفتا " الجنوبية وآخر في بلدة " الدامور " البلدة المسيحية المدمرّة ،
أما العراق فإنه لم يبخل بعشرات السيارات المفخخة التي كانت تتفجّر في شوارع دمشق وتقتل
مئات المواطنين أما تركيا فكانت الدولة التي يأتي ويفرّ إليها المطلوبون الذين يمارسون القتل
والاغتيالات وبعلم من السلطات التركية بل وبرعاية مخابراتها أما جبهة العدو يا للمفارقة فكانت
الجبهة التي لا يستطيع العدو منها فعل أي شيء باستثناء صوت الأثير الذي كان " مرشدا " للمجاهدين !
( الذين عاشوا هول ما حدث سوف لن تفاجئهم الأحداث الجارية هذا اليوم وهم غير قلقون على
سوريا لأن الذين حاربوها في الماضي حتى تركع سوف لن يفلحوا هذه المرة أيضا فالمسألة
ليست تلك العناوين الحلوة التي تطرح ولكن المسألة وجود سوريا ككيان ودولة فما نفع الديمقراطية
مع شعوب تقتل على الهوية ويصبح " ثوارها " قتلة بمجرد حملهم السلاح يا لعار السلاح من حامليه ! )
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس