رد: رسالة إلى صديقة
رســـــــالة إلى صديقي
كم مرة قلت لك: يا صديقي تعال لـ نلهو .. وأعرف كم أنت تحب الشغب .. وتهوى الصخب ..؟
وكم تمتلك من طاقات مجنونة بعذوبة روحك ..
أيّ أقنعة ألبسونا يا صديقي .. وأي فطرة إجتثوا ليلصقوا مكانها زيفهم وقشورهم التي تضيق بها أرواحنا وتتوق لتمزيقها وتكسير بلادتها كل أبد صدق مع أنفسنا ..
أيّ بساطة وعفوية وجمال وإتحاد مع الطبيعة بعناصر أرواحنا اللا مركبة واللا معقدة واللا مقولبة .. سلخوها وألبسونا المفاهيم المتقاتلة والمتحاربة من مكان لآخر وم حيثية لأخرى ومن عفن لآخر ومن مرض لآخر ومن جشع لآخر ومن تسلط لآخر ......
ونبتسم يا صديق ليموت الأمل فيصب بأيقونة حلم الإنعتاق وتفتح الشرانق .. وعشق إنفصال الرماد عن النقاء ..
وتنوش رؤوسنا نبال الحيرة وسنابك التساؤل ورماح الدهشة .. لتنال من عقولنا .. متى ؟ متى ؟ متى؟
متى يا صديقي سيغدو الآلم هو الناطق الرسمي بإسم إنسانيتنا ..؟ متى سيكون هو رسولنا لينبئ عن ماهية مشاعر إنساننا من دون مخاوف ورهاب؟؟
ومتى سيغدو الصفر سيد الأزمان .. واللاّ كمّ .. والّلا عدد .. والّلا كيف .. واللاّ جنس .. واللاّ لون .. واللاّ ماهية ... ؟؟؟؟؟
هو الآمرُ الناهي في مقدرات إنساننا ومفهومات أذهاننا .. وجامحات طفولتنا ..وإبتهالات مهجتنا ..
آه يا صديقي .. أين أمّك وأبوك قل لي : متى غرسوك هنا بالله متى أنجبوك ... ؟؟؟
من ألقى بك في غيابة لا شعوري .. وغياهب ضميري .؟؟
أخرج .. تشخص .. تجسد .. كنْ هو .. كنْ هي .. كن كلّهم .. كن كلّهن .. كن جميعهم يا صديقي ..
تبلور على هيئة النقاء .. تهيّأ على شاكلة هيّئة السماء ..
ألا تراها يا صديقي كيف ترانا وتبقى كما هي ..؟ ذات إقتراف ٍرأت من أحرق الغابة ..ومن ألقى أعقاب جهله أمام داري .. ومن إقتلع تينة طريق ضيعتنا العتيقة ..
سَمعتْ من رفع نباح جوائجه ليؤذِ سكوني .. استنشقت تجشؤآتهم وعفونة مسام أدمغتهم .. ضاقت رئتاها بصراخ ترابي من الإسمنت ..
قرأت كل الكتب الممهورة بخواتيم السفك . وكل قصاصات التشهير ببعهض لهونا وابتساماتنا المريرة يا صديقي..
بأمّ زرقة نقائها رأت وسمعت وشمّت وقرأت .. ومازالت تهمي إنسكاب روعتها وتزف مزق ونتف غيومها البيضاء الطيبة الحنونة علي عيني كل سحر في نيساني السليب بأيدي غباء ظلمهم ..
لمست حرارة جبين وجعي وإرهاقي ..ولم تتأفف .. ولم تواري زرقتها مصعّرة قبتها عن وجه شحوبي .. ولم تُشح قزحية أطياف أناقتها عن أكوان عزلتي ..
لم ترشق قهقة ممقوتة في محيّا آلامي وحزني ..
وبكامل لطف سجايا شفافيتها كانت تمطرني وردا ذات أوجاعٍ لحنيني ..
قالت لي:ذات بكاء في متاهات لبلاب غابتي لا تبك ِ. كانت تنطق من أفواه رسل الطلّ المتقاطر في سحرَ ذلك البكاء الأمدي .
وهل تعلم ؟ ماذا قالت أيضا ياصديقي: إخفِ طفولتك عن أعين إجتثاث الطفولة في عوالمهم التي تملأ كل أمكنتهم ونِصاب مُلكاتهم ..
خبئ عبراتك عن جلاد السخرية القاطن في نفاق الشفقة البادية على لهفة حاجاتهم ..ومطالبهم ..وموائد بشاشتك .. وراحة كفيك الممدودة إليهم ..
قالت: لا تشرب كأس دماءك قوق موائد شهوتهم وتمتعهم .. ولا تقصص آلامك في حضرة أذرعهم المتلهفة بشاشة صفراء لإحتضان قهرك في نميمة ألوان حرباءآتهم المتنامية خلف مناسك بشرتهم .
أوتعلم ماذا قالت أيضا ياصديقي : وبهمس نقاوة زرقتها ..لا أدر إن كان توهم لهفة عشقي الأبدية ..
لكني أذكر أني سمعتها قالت : لا تقلق سأرفعك إليّ ..
نعم .. سأرفعك إليّ ......هكذا قالت .
كـــــــــــريمـ سمعون \ بقعة سماوية \24 \نيساني \2011
شكرا مسياء شقيقتي لما أوحت كلمات صديقتك إلي
|