جلنار والبحر (*)
نقلها ناهض الخالدي (**)
***
البحر يسافر إلى مقلتيها ،
ثم يعودْ
البحر يقبّل وجنتيها ،
ثم يؤوبْ
يطوف في أهدابِ زورقٍ
يستحم في ربيعها
يتوسد شذاها
كلما مرَّ هبوبٌ
شمالا أو جنوبْ
موجة تشمخ
في موجة
وأخرى في القلب
تذوبْ
***
البحر يوقظ شمسها
يتدثر قمصانها
المزركشة
تلك التي أحبها
وأغفو في ألوانها
كلما أطلّت أمسيات
في الدروبْ
***
الشواطئ تصدح بالغناء
تودّع للمساء
كواكباً
ترفّ كالنوارس ،
مهاجرةً
على أجنحة من عقيق
في دمائها طقوسٌ
تشرب بحرا
من حريق
تركع للشمس
تتخطى عتمة
الليل العصيب
في مقلتيها
جراحُ قلبٍ مرهقْ
نضحتها خفقة نبض
على كف المغيب
وحين يموج القمر
الوردي
تلملم ارتعاشاتها
في فضاء
ازرق ْ
***
لعينيها هُدبان
هُدبٌ لست أنساه
إن اطلّ بالوادي
تثمل حتى السواقي
فسبحان الذي
أبدع المفاتن
وسواه
وسهم أذا شد ّ وابله
تخفق قلوب العذارى
فلا تلوموها
مُقلٌ حارتْ
ونحن اليوم
في الشوق
حيارى
***
لعينيها ...
شعاع يرفل بالأشجان
ومسارب أجفان
ألوذ بها
إذا الهزار
على الصبابة
هزّني يوم فراقها
رنا إليّ توجعا
وأبكاني
***
لعينيها مقلتان
هتكت ضباب
الحاسدين
وحصاد السمّار
في حقول
العاشقين
***
قالت تحاورني :
البحر يومانْ
قلت ،
وسياط الريح تلسعني :
يوم ،
فيه اللؤلؤ ينامْ
سأقطع ساقه
(وأرحل على عكّازٍ أصنعها)
من بنفسجٍ بسامٍ
وجذلان
ويوم ،
يستظل البحر
تحت خيمة الزهر
يتوسد جزر المرجان
يناجي وجوه النساء
وأنا كل مساءْ
كنت على الوسادة
أرسم ظلها :
ياسٌ وياسمين ..
لرمشها اليمينْ
ياسٌ وجلّنارْ ..
لرمشها اليسارْ
كنت في الصبح
أمسح الغبار
عن نجمةٍ
تبثّ هواها
قبلة للأصيل
في الخدود
في دفء اللقاء
في عطر الورود
***
موج يتقاذفها
بلا شطان
تجري الرياح بها
تداعب روضها
ما بين اخضر
واحمر قان
ارسم ظلها
ياس وياسمين ..
لرمشها اليمينْ
ياس وجلنار ..
لرمشها اليسارْ
****************
(*)جلنار تعني زهر الرمان
(**) تعتبر هذه القصيدة من أجمل وأعذب ما كتبه الأستاذ عبدالوهاب محمد الجبوري حسب رأي نقاد وأدباء عراقيين ولديه ألان ديوانان قيد الطبع ويرفض أن يطلق على نفسه صفة شاعر ويقول انه هو هاوٍ للشعر وليس بشاعر ونحن نعرفه كاتبا وباحثا وخبيرا استراتيجيا ومفكرا عربيا اصدر اكثر
من ( 70) كتابا بين تأليف وترجمة في مختلف الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والأدبية والأمنية واللغات السامية فضلا عن كونه أستاذ جامعة ورئيس تحرير جريدة الإنقاذ العراقية ( لسان حال حركة ضباط الجيش لإنقاذ العراق ) التي تصدر في مدينة الموصل.. يقوم حاليا بالكتابة في عدد من الصحف والمجلات العربية ومواقع الانترنيت في مجالات السياسة والأدب والإعلام والثقافة والاقتصاد والشؤون العسكرية والأمنية ..
كل التحية والتقدير لأخينا وزميلنا الأستاذ أبو محمد ..
مع سلامي لكل من مر ويمر هنا
ناهض الخالدي /كاتب وصحفي
مدير تحرير جريدة الحدباء الموصلية
مدير تحرير جريدة الإنقاذ العراقية
***
المصدر /جريدة الحدباء الموصلية