عرض مشاركة واحدة
قديم 30 / 04 / 2011, 51 : 09 AM   رقم المشاركة : [1]
عبد المنعم محمد خير إسبير
شاعر وأديب إسلامي، عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية - رئيس شرفي لقسم همس الروح (الشعر الإسلامي) منتدى ديوان الشاعر عبد المنعم محمد خير إسبير، هيئة مجلس الحكماء (انتقل إلى رحمة الله)

 الصورة الرمزية عبد المنعم محمد خير إسبير
 





عبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سورية

حبٌّ ..... في الخريف !

استهــلال ..!
قصيدةٌ مِنْ ذاكرةِ الشّباب، تُصَوِّرُ مشكلةً عاطفيّةً إنسانيّة مازالت ماثلةً في ذاكرتي:
كان صديقاً لي ويكبرني سنّاً ، وله زميلة تصغره في العمر ، جمعهما مكتب واحد في وظيفةٍ حكوميّة !
هو فـي الخمسين وغير متزوّج، وهي عزباءَ في العشرين .
دخلَ عليّ في مكتبي ذاتَ مرّة من غير تحيّة ، وجلسَ وتمدّدَ على كرسيّه ، مُسنداً رأسهُ إلى حافّته العليا ، صامتاً ساهماً .
ــ مابكَ ياصديقي .
ــ ......
ــ هل أجلب لك شراباً ام فنجان قهوة ؟
ـ دعني قليلاً ياصديقي . إنّى متعبٌ ، متعب من الحياة .
ـ ومن منّا غير مُتعب في حياته . أمشكلةٌ في الوظيفة ؟ .... أم مع زميلتك؟
ـ انحدرت من عينيه الدّموع وأجاب : إنها مشكلتي معها.
ـ ألم أنصحْكَ بكبح جماح عاطفتك لفارق السنّ ياصديقي ؟
ـ وكيف تُقنع قلب إنسان إن أحبّ ؟ .
ـ حتّى وأنت في الخمسين وهي في العشرين؟
ـ حتّى وأنا في التّسعين . إنّ القلب لايعترف بالفوارق .
ـ ولكنّ العقْلَ يهدي إلى الصواب ! أين عقلكَ وحكمتك ؟!
ـ كانا معي كما تعلَم ، وقرّرتُ أن يكون حبّي من طرف واحد ، وألاّ أقترب منها، ولكن ...
ـ ولكن ماذا ؟
ـ هي التي اقتربَت اليوم حينما أثارت كوامن قلبي .
وذكـــــر لــــــي ماحصـــــــل .
في يوم هادئ، استجمعْتُ أحداث حبّه اليتيمِ لها كما كان يرويها لي تباعاً، ونظمتها في قصيدة تتحدّث بلسان حالهِ بحروفٍ باكية عنوانها:
وأزْهَرَ الحُبُّ في الخَريف..!
لاتسـألونـي مـا اسمُهــــــــا
هوَ مِـن حـروفِ الياسميـنْ
*
لاتسألـــــــوا مـا شكلُهــــــــا
هـوَ كـلُّ زهْـرِ العالَمِيـْـــــــــنْ
*
لاتسألـوا مـا عُمْرُهــــــــــا
قَـدَري….. يُجيبُ السائليــنْ
*
فأنــــا….. أُحِــــبُّ صبيّـــــةً
حُبّــــاً يَتيــماً لايَبيــــــــــنْ
*
فكُهولَتـي سُـوْرُ الزّمــــــا...
نِِِِِ وخَلْفَـهُ قلبـي سَجيــــــنْ
*
الصّمْـــــتُ آهُ جِـراحِــــــهِ
ودمــوعُهُ راحُ الحنيـــــــــــنْ
*
ليْـتَ الحيـاةَ بِنـا تَعـــو...
دُ إلى بِدايتِنــا جَنيــــــــن
*
لنجــــئَ للدّنيــا مَعـــــــــاً
نَحْبـُوْ ... ونَخْطُوْ فاكِهِيــــــنْ
*
ووِشاحُنـا أَلَـقُ الصّبــــــــا
حِ ومَهْـدُنا حُــبُّ أميـــــنْ
*
اليـومَ جـاءتْ والحقيـ ...
قـــةُ في يدَيـْها تـَستَبــــــــينْ
*
خَـطَـرَتْ بِبـارقِ خاتــــــــــــــَمٍ
يَحتـلُّ أُصبَعَها اليميـــــــــــنْ
*
سألَـتْ .. فحَطَّـمَ سُـؤْلُهـــــــــا
قلْبـي ، وجَـرَّحَهُ الأنيــــــــنْ
*
قالـتْ: سَبَى قلبـي الهـــــَوَى
فهَلِ الهَوَىخِطْءٌ مُبـيــــــــنْ؟!
*
وهَـلِ اكتويْـتَ بِنـــــــــــــارِهِ
أمْ كنـْتَ صَـلْداً لا تَليـــــــــنْ؟!
*
أطْــرَقْتُ .. وانعقَدَ اللّســــا...
نُ، فأفْصَحَ الـدّمْعُ المَعيـــــــنْ
*
وتَحـــرّرَ الوجْــــــدُ الحَـــبيــــــ
سُ وأطْلَـقَ السِّـرَّ الدّفيـــــــــنْ
*
أنـتِ الّتـي أحبَبـْتُ سِـــــــــــرّا
لَيـتَ قَــبْــلاً تَسـأليــــــــــــنْ!
*
نشَجَـــتْ... فخِـلْتُ دموعَــــها
احتَضَنَتْ خريفي المٍُستكـيـــــنْ
*
لكنِّـهُ الـدّمعُ العَـطــــــــــــو...
فُ وليسَ دمْـــعَ العاشـــــقِينْ
*
ودّعـتُها بالأُمْنيـــــــــــــــــا...
تِ وقُبـلـــــةٍ فَوقَ الجبيـــــنْ!
*
ومَضَيْتُ وحْـدي في الهَــــــوَى
بِخُطَـى خـريفِ اليـائسيــــــنْ
*
نـادَتْ : تَمَهَّـلْ ! قُلـْـــــتُ : لا
ـ والصَّوْتُ مَشْلولٌ حَــــــــزينْ ـ
إنّــــــي عَـشِـقْتُكِ فاغفـِـــــــري
ما الـقلْبُ مِن صخْـرٍ ضَنيـــــنْ
*
طِيْـبَ المُنَـى أُهـْدي صِبـــــا...
كِ ورَعْشــــةَ القلْـبِ الطَّعيْـــنْ!
*
بعد اسبوعٍ من زيارته الأخيرة لي افتقدت صديقي ، فذهبتُ إلى داره لأسأل عنه جيرانَه ، فلم أجده فيها، سألت بوّاب العمارة ، فأبلغني أنّه سافر قبل أيام، ولا يعلم وجهة سفره .
بعد يومين ، فوجئت بدخولها مكتبي وهي في حالة اضطراب فعرفتها، إنها هي :
ـ صباح الخير .هل أنت صديق عصام ؟ أين هو؟؟
ـ ضاع ياآنسة ، افتقدته منذ مايزيد على الأسبوع.
ـ أين أجده ؟ كان ذلك ذنبي . انا أخطأت ، كان عليّ ألاّ....
ـ ألاّ ماذا ؟
ـ ألاّ أكذب عليه بشأن خطوبتي ، كنت أمزح . وأريد أن أصحح خطئي معه وأعتذر له .
ـ لا يجدي معه أي شئ .
ـ إنّي أحبّه .... أحبّه حقيقة .... وأردت إثارة عاطفته . ماذا عليّ أن أعمل ؟ أرجوك ساعدني .
ـ الحبّ ياآنستي عاطفة مقدّسة ، إن دخلَ قلبَ عاقلٍ زانه ، وإنْ تلاعب به طائش شانه ، لقد كان في قلبه النّور، وكان في قلبك النّار.
اذهبي ياآنسة ، فما عليكِ إلاّ أن تدفعي ثمن الّلعب بأقدس مضغةٍ هي القلب ، وليساعده الله في محنته ، فكلاكما اجترحتما خطأً واحداً مع الفارق ، وعليكما معاً احتمال عقابِ الحياة .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
عبد المنعم محمد خير إسبير غير متصل   رد مع اقتباس