[رأفت العزي]

الحبيب عبدالله الخطيب
دعني أقول أولا بأننا سوف لا نختلف ودعنا نتفق على أنك تعرف نصف الحقيقة وأنا أعرف النصف الآخر وسوف ترى
قبل اختراع سقاية الشجر " بالتنقيط " أو بالوسائل الحديثة كان البستاني يحفر قنوات الري ويهندسها وفقا لخطة
قبل فتح الماء لتعبر تلك السواقي وتتجه إلى حيث اراد الفلاح ، نحن ايها العزيز لم نخطط ولم نبرمج ، سار البعض
منا كما خُطط لنا كالماء الذي جرى في السواقي دون إرادة منا ودون تفكير .
ليس حزنا على شخص إنما حزنا على شباب أمة لا أقول قد غُرر بهم ، ولا أقول بأنهم ملائكة
أو " إرهابيين " إنما لأنهم ضحايا سُفكت دماءهم من أجل مصالح آخرين
من اجل مشاريع أمريكا نفسها عندما احتاجتهم ؛ وأمريكا نفسها من تآمر على دماءهم
بدمانا وتغير وصفهم ما بين ليلة وضحاها من مجاهدين إلى " إرهابيين " وهم في
الحقيقة والواقع كما نحن الشعب العربي ضحايا إرهاب الغرب ، ونحن الذين اعتدي
علينا واحتلت أجزاء من أرضنا وفرض الغرب نفسه بقيادة أمريكا وبريطانيا
كيانا إرهابيا قام على القتل والهدم والاقتلاع .. وبلينا بأنظمة أقل ما يقال فيها
أنظمة عاجزة أو تابعة أو محكومة أو لا حول لها ولا قوة ؛ فماذا نفعل وكل خمس سنوات
يُرفد جيل الشباب بجيل آخر لا يجد من يحافظ على كرامته الوطنية والقومية
لا يجد من يحافظ على مضامين الدين ، أركان الدين ، أولها العدل والجهاد في سبيل الله .
ماذا يفعل ملايين الشباب العربي المسلم وقد تركه المصلحون من رجال الدين
فصاروا رجالا للفتوى في بلاط السلطان بدل أن يكونوا إلى جانبهم وقد استغلهم
الغلاة ، والجهلة ، أو قادهم " الثوريون " الذين نصفهم بالمتطرفين فوقع
أبناءنا ما بين مطرقة النُظم وسندان الأجنبي وجيش الغلاة والجهلة ؟
إني بكيت على أبناءنا ، شبابنا كالورود تُقطف وتُشمّ ثم تًرمى على اقدام مصالح
الدول الكبرى والمرتبطين بها فكل النظم في بلادنا فيها ثغرات وفيها تسويات
وكلّ نظام يقوم على التسويات - تقاطع مصالح - يدفع المواطنون واحيانا القادة
ثمنا غاليا عندما يختلف أصحاب المصالح أو النُظم التسووية فيصنع بعضهم ثغرات
في جدران الوطن حتى تنهار أو تتصدّع فتصعب الصيانة أو إعادة البناء .
إني بكيت مثلك أيتها الحرة لأني عشت أحداث التاريخ الذي أنتج الشيخ بن لادن
وأنتج تنظيم " القاعدة " ثم عشت مراحل تزوير الوقائع فهتكوا شرف ذاكرتي
واغتصبوا الحقيقة امام عيني وكلما رفعت الصوت لأجاهر صرخوا في وجهي
وقالوا بأني صرت في صف الأعداء ، أجري خلف أبنائي وقد فات الأوان
فصرت وصاروا ضحايا فأشعلنا الفتن في كل مكان بعد أن اصبح غضبنا جنونيا
واستخدمنا دون أن ندري دون أن نعلم .
سوف أرشدك إلى مجموعة من المقالات كتبتها في ليلة الثاني عشر من سبتمبر / ايلول 2001
وسوف يصيبك الذهول مما كتبت في تلك الليلة /أي بعد انهيار البرجين بساعات /
وهذا الموضوع أعلاه بعنوانه كما هو كتبته في العام في 27/12/2001 http://paldf.net/forum/showthread.php?t=1966
وكان ذلك اليوم هو إعلان امريكي بأن طائراتهم قتلت بن لادن وانهم تحققوا من مقتله فكتبت هذا على
الموقع الاسلامي لأقول ما قلته ولأبين في مجموعة من المقالات لم يجرء احد على كتابتها في ذلك الحين
تحيتي واحترامي ومحبتي