ثانيا: حكاية الهر ابو جزمة:-
مختصر القصة، كان للطحّان 3 أبناء، وبعد وفاته وَرِث الأبن الأكبر المطحنة، والأبن الثاني الحمار، أما الأبن الثالث فوَرِث قِط !. وهذا القط او الهر كان ذكيا جداً، فطلب من الأبن الثالث، أو مالكه بمعنى اصح، أن يشتري له جزمة –أعزكم الله- فاشترى له صاحبه حزمة وثياب، فذهب هذا الهر واصطاد أرنب سمين وقدمه للملك، واخبره انها هدية من سيده "مركيز كاراباس". قبِل الملك الهدية، وفي اليوم التالي اصطاد الهر حجلتان سمينتان وقدمهما للملك على انهما ايضا من سيده "مركيز كاراباس"، فقبلهما الملك.
وفي أحد الأيام سمِع الهر أن الملك سيتجول في البلدة بصحبة إبنته الوحيدة، فذهب إلى صاحبه وطلب منه أن يعمل ما يأمره ليضمن له النجاح والغنى في حياته، ووافق الشاب، واخذه الهر إلى شاطئ النهر وطلب منه ان يستحم في النهر، وفعلاً فعل ذلك، وخبأ الهر ثياب صاحبه الشاب، ثم اخذ ينادي ويصيح مع اقتراب عربة الملك مع إبنته طالباً النجدة لسيده الذي إدعى انه يغرق وان اللصوص سرقوا ثيابه، انقذ معاونو الملك الشاب ثم طلب منهم الملك احضار الملابس المناسبة من قصره لهذا الشاب الذي ادعى نفسه "مركيز كاراباس"، وفي هذه الاثناء اسرع الهر إلى الحقول المجاورة وأمر الفلاحين بان يقولوا للملك بان هذه الحقول مُلك للسيد "مركيز كاراباس" بلهجة عنيفة، خاف الفلاحون ونفذوا امر الهر عندما سألهم الملك عن ملكية تلك الحقول الشاسعة، فاعجب بالشاب وبثروته، وقبل ان يكمل الملك مشواره، ذهب الهر لقصر الغول صاحب تلك الاراضي والحقول، فدق الباب وظهر له الغول وسمح له بالدخول، وطلب منه الهر ان يتحول الى فأر، فتحول الغول إلى فأر صغير بعد أن تحول الى اسد واخاف الهر، وبعدها انقض عليه الهر وأكله، وذهب مسرعا إلى باب القصر، وفي هذه الاثناء كان الملك قد وصل إلى هذا القصر، فرحب به الهر واخبره ان هذا القصر ملك لسيده الذي معه في العربة "مركيز كاراباس".
اشتد اعجاب الملك بالشاب، وطلب منه ان يتزوج ابنته الوحيدة، وطبعاً قبل الشاب وقبلت الاميرة وعاشا في سعادة مع الهر!... انتهت القصة.
لا أقول سوى ... "ياللهووووول" ....
هل اربي اطفالي وأعلمهم الغش والخداع والكذب؟
وأي ملك هذا الذي لا يعرف رعيته ولا يعرف من يعيش على ارض ممكلته؟
أليس من واجبي ان اعلم اطفالي واربيهم على ان (كل راعٍ مسئول عن رعيته) ؟
أليس من واجبي ان اعلم اطفالي واربيهم على ان (من غشنا فليس منا) ؟
بغض النظر عن الناشر ومن ترجم تلك الحكاية، أليس من ابسط حقوق الاطفال "عالميا" ان نعلمهم الصدق وعدم الغش والخداع وان يتحمل المسئولية؟
فكيف نقرأ لهم هذه القصة؟ بل يجب علينا طمسها ومحوها من على الوجود.
بانتظار ملاحظاتكم ..
وإلى اللقاء مع قصة وحكاية اخرى.. تقبلوا تحياتي ..