[رأفت العزي]

الأستاذ نبيل عودة أسعد الله أوقاتك
أتفق في القليل وأختلف معك بالكثير ؛ فبماذا أتفق
أتفق بأن خلافاتنا لا يستفيد منها العدو نعم .. ولكن
هل تعتقد بأن العدو نفسه لا يستفيد إن – كما تفضلت – بأن حماس غيّرت موقفها ؟
فإن كانت حماس كما تفضلت
(( باتت ترى أن الاعتماد على قوى منطقية، مثل إيران، هو اعتماد على حائط مائل وآيل للسقوط.
وهي ترى أن النظام السوري الذي كان مطمئنا لمكانته، وللدعم الإيراني، وقوة حزب الله، هو اليوم في
مرحلة التلاشي والمسألة أصبحت مسالة وقت بعد أن كسر الشعب السوري حاجز الخوف.لذا ليس
بالصدفة أن قيادة حماس تبحث اليوم عن نقل مكاتبها من دمشق إلى دولة أخرى. وهذه إشارة واضحة
إلى عودة بعض الرؤية السليمة لهذا الفصيل الفلسطيني .))
فهذا يعني عمليا كسبا كبيرا يطالب به كيان العدو على اعتبار أن محور " الشرّ " هذا كما يوصف من أعداءه
آيل للسقوط .. وما على أمريكا وأوباماها القوي الآن إلا الضغط على باراك ليرمي بنعمة فتاة الكيان الهزيل الذي يحاولون إخراجه منذ أوسلو ؛
ووفق هذا المنطق الذي طرحته يجب على كيان العدو أن يفرح على اعتبار انهيار أعداء كيانه فنحن ذاهبون إذن نحو نظم " ديمقراطية " في طهران ودمشق
أو إلى دويلات يُخطط لولادتها تكون فيه دويلة فلسطين ضمن تلك التي ستقوم !
لا أريد التعقيب على ما ذكرته ما يتعلق بحماس حول )) تجربتها العبثية في السيطرة على السلطة والكوارث
ولكن أريد التذكير فقط بأن قطاع غزة قد دمّر على يد كيان العدو قبل أن يتركه ياسر عرفات حطاما ثم أتوا به إلى رام الله ليكون في سجن آمن .
اسمح لي يا أخي الحبيب بأن اقول لك إني أقرا مثل هذه التحليلات منذ عشرات السنين دون ملل ولا كلل في
صحف العدو وصحف وكتاب والصحف العربية في بلاد الغرب خصوصا تلك التي لا يعتمد أصحابها إلا على
مرجعية هزائمنا كما يقول " هيكل" ، وتلك التي تعتمد في تحليلاتها على " شاهد عيان " ما شافش حاجة ؛
ومنذ عشرات السنين يقع هذا النهج في الأخطاء حيث يمكن لأي شخص المراجعة والمقارنة
ليكتشف تلك الأخطاء . ويمكنك محاسبتي بعد سنه إن عشنا / فإن تلك الجبهة
التي يتوقع لها البعض السقوط ستزداد قوة وستزداد مناعة وسوف يتجذر نهج المقاومة
ويصبح اقوى بكثير ايها الفاضل وسوف تتبين أسباب الأخطاء التي يقع فيها أصحاب النوايا الطيبة ولا اذكر أولئك
الذين من مهماتهم إحباطنا وتخريب جبهتنا تحت شعارات مزيفة تُثبت في كل يوم أن نتائجها مدمرة .

تحيتي واحترامي