[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
الغالية أستاذة ميساء شكراً لك على وصف اللبنانيين بالشعب الجميل
عبد المجيد مجذوب، هو لم يكن بهذه الوسامة برأيي لكن كان له حضور وشخصيته قوية والجميل عنده لفظه ومخارج حروفه واستعماله لمفردات بالعربية الفصحى ، وبالمناسبة يتميز أهل طرابلس من الطبقة المتوسطة والأسر الطرابلسية بكثرة استعمال المفردات بالعربية الفصحى، لذا تجدين هذا عند عبد المجيد مجذوب لكونه طرابلسياً وكذلك عند المرحوم ماجد أفيوني.
ليلى كرم من قضاء طرابلس من بلدة ذات طبيعة خلابة مجاورة للأرز تدعى " بْشَري " بلدة الشاعر جبران خليل جبران أيضاً، المسكينة مثل معظم الفنانين في لبنان الذين اعتمدوا على الفن فقط عاشوا في فقر وقضوا بعد مرض طويل أظن لم تكن النقابة تغطي تكاليف علاجهم والحكومة مقصرة بحقهم فعلا، أذكر آخر مرة شاهدتها في إحدى زياراتي للبنان كان في أحد الأسواق الشعبية بطرابلس وحزنت جداً عليها يومها، كان يبدو عليها التعب والمرض ومظهرها يدل أنها بوضع مادي رقيق ، هي لم تتزوج ولكن لها ابن شقيق ربته وتعبت معه كثيراً على ما يبدو بعد أن أدمن لفترة وباعت كل ما لديها لعلاجه.
ابراهيم مرعشلي توفي أيضاً وقد عانى من المرض الخبيث سنوات وللأسف لم يكن يجد تكاليف العلاج وكان هذا سبب وفاته، هند أبي اللمع توفيت أيضا بالمرض الخبيث وأكيد تعرفين أسرة أبي اللمع ، أسرة عربية تنوخية عريقة حكموا منطقة المتن في القرنين السابع والثامن عشر، كانوا من الطائفة الدرزية وغيروا ديانتهم أبان الانتداب إلى المسيحية المارونية مثل معظم أسر الأمراء في لبنان للحفاظ على مكتسباتهم بسبب الامتيازات التي حصلت عليها الطائفة المارونية ( اللمعيون والشهابيون والمعنيون ) والشهابيون جاء منهم بعد الاستقلال رئيس الجمهورية الأمير فؤاد شهاب، وهند أبي اللمع كانت تتميز بهذا الجمال العربي النقي تماماً.
نضال الأشقر ومسرح نضال الأشقر الذي ما زال صامدا ومستمر حتى الآن ، تاريخ حقيقي وأنا كنت أحب جداً نضال الأشقر خصوصاً وأنها إنسانة وطنية بصدق تجسد في مسرحها مبادئ تؤمن بها وكيف لا وهي ابنة أسد الأشقر الملقب بالأمين أحد أهم زعماء الحزب القومي السوري الذين ناضلوا ضد الاحتلال الفرنسي وسجن أسد الأشقر، وهو حزب تصدى لسايكس بيكو رافضاً تقسيم سورية التاريخية ( الهلال الخصيب ) وما زالت أهدافه قائمة بتوحيدها.
نضال لا تمثل بل هي مؤمنة برسالة وطنية كرست لها حياتها
أبو سليم وفهمان وباقي المجموعة، الغريب أننا كنا نغتاظ منهم فهم اعتمدوا أسلوب السذاجة واستعملوا لهجة صادمة مقتبسة من إحدى مناطق جبال الضنية في قضاء طرابلس تدعى: " السفيرة "، وما كان يحرجنا حين كنا صغارا في الرحلات والنشاطات المدرسية التي تجمع بين المناطق المختلفة أن البعض لكون كل الفرقة من طرابلس ظن أن هذه هي اللهجة الطرابلسية والبعض الآخر كان يستعملها للزكزكة مع الطرابلسيين فيقول: " ليه ما بتحكي مثل أبو سليم وفرقته؟ " ولعل ما ذكرني منذ أيام بالتلفزيون اللبناني كان أبو سليم وفرقته تحديداً بإمكانياتهم الشحيحة داخل استديو القناة سبعة، وجدت كيف تم اقتباس الفكرة حديثاً وتطويرها في المسلسل السوري ضيعة ضايعة حتى بالشخصيات أبو سليم وفهمان واللهجة الصادمة ففيه روح أبو سليم تماما والشخصيتين الرئيسيتين جودة وأسعد تطوير لشخصيتيَ أبو سليم وفهمان لكن في أبو سليم المحتال كان القصير ( فهمان ) والطيب الخيّر والكريم الطويل ( أبو سليم الطبل ) ، واسم من كان يؤدي دور أبو سليم " صلاح تيزاني " ومن يؤدي دور فهمان أبو الفهم " محمود مبسوط " ومن شخصيات فرقة أبو سليم التي لمعت كانت شخصية " أسعد " واسمه عبد الله الحمصي والذي أعجب الرحابنة وتم ضمه إلى مسرحهم ،طبعاً معظم شخصيات أبو سليم شاركت في عدد من مسرحيات فيروز والرحابنة بما فيهم أبو سليم وفهمان وممن اشتهر منهم مع الرحابنة كان شخصية الأبضاي صاحب الصوت الجميل في الغناء " أبو الشباب " واسمه عصام كشتان وبقي معهم لحين وفاته بمرض خبيث، ومن شخصيات فرقة أبو سليم كانت شخصية " شكري شكر الله البخيل صاحب الكرش وكذلك شخصية " درباس " الشديد الغباء وتحضرني أغنية لدرباس كنا نحفظها ونغنيها في طفولتنا للضحك والتندر يقول فيها باللهجة الصادمة ثم أشرحها: " شفتا عالبلكونا ضربتللا سلام غمزتني بعيونا وحبيتا أوام إلتِللا شي نهور بدنا نروح مشوور وإجا بتبخعينا بفضل الانتحور ، ضحت وصدقتا وعالموعد سبئتا وما طلت سيهيام " يعني " شفتها عالبلكون ( رأيتها على الشرفة ) ضربت لها سلام غمزتني بعيونها وحبيتها قوام ( أحببتتها بسرعة ) قلت لها شي نهار ( في يوم ) بدنا نروح مشوار ( نزهة ) وإذا بتبخعيني ( إذا لم تستجيبي ) أفضل الانتحار ، ضحت وصدقتها وعالموعد سبقتها وما طلت ( لم تأتِ ) سهام .
فيروز طبعاً كلنا نعشق صوتها وألحان الأخوين رحباني ووديع الصافي بصوته الجبلي هو بحد ذاته أيضاً مدرسة وأنا كنت أحب ربما أكثر من وديع نصري شمس الدين، أعشق صوته وصباح شحرورة الوادي من وادي شحرور وزحلة في البقاع التي كتب أحمد شوقي فيها قصيدته الشهيرة: " يا جارة الوادي " وغناها محمد عبد الوهاب 1928
http://youtu.be/XwtTyNFD04w
وبصوت نور الهدى وهي من البقاع أيضاً
http://youtu.be/KXdk_jK-v-s
ثم عادت وغنتها فيروز
قصيده يا جارة الوادي
"يا جارة الوادي طربت وعادني"....ما زادني شوقا إلى مرآك
فقطّعت ليلي غارقا نشوان في...."ما يشبه الأحلام من ذكراك"
"مثلتُ في الذكرى هواك وفي الكرى"....لما سموت به وصنت هواكِ
ولكم على الذكرى بقلبي عبرة"....والذكريات صدى السنين الحاكي"
"ولقد مررت على الرياض بربوة"....كم راقصت فيها رؤاي رؤاكِ
خضراء قد سبت الربيع بدلها...."غنّاء كنتُ حيالها ألقاكِ" ....
"لم أدر ما طيب العناق على الهوى"....والروض أسكره الصبا بشذاكِ
لم أدر والأشواق تصرخ في دمي...."حتى ترفق ساعدي فطواك"
"وتأودت أعطاف بانكِ في يدي"....واحمر من خديهما خداكِ
"ودخلت في ليلين: فرعك والدجى"....والسكر أغراني بما أغراك
فطغى الهوى وتناهبتك عواطفي...."ولثمتُ كالصبح المنور فاكِ"
"وتعطلت لغة الكلام وخاطبت"....قلبي بأحلى قبلة شفتاكِ
وبلغت بعض مآربي إذ حدّثت...."عيني في لغة الهوى عيناكِ"
"لا أمس من عمر الزمان ولا غد"....بنواك..آه من النوى رحماكِ
سمراء يا سؤلي وفرحة خاطري...."جمع الزمان فكان يوم لقاكِ"
ذكرتني بأمال عفيش، كانت جميلة
أمال عفيش وألسي فرنيني
ولي عودة لنكمل بإذن الله
هدى الخطيب
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]