[كمال خوجة]

دفتر المهمة 105، الصفحة 93، الحكم 393 في أواخر جمادى الأولى سنة 1106

حكم إلى المكلف بالمحافظة على بغداد الوزير المكرم أحمد باشا وإلى دفتردار بغداد
الرسالة والتقرير والمحاضر والدفاتر التي أرسلتها إلى قصري العالي أنت أيها الوزير المشار إليه عرضت على ركابي الهمايوني واطلعت عليها. إن الإيراد المقرر لخزينة بغداد منذ البداية مائتان وثلاثة وأربعون ألفا وستمائة واثنين وستين قرشا. ومع الرواتب والمصروفات المقررة يكون بمقدار إيراد الإرسالية الهمايونية و... وزيادة الخزينة . ولكن بمرور الوقت فسدت مقاطعاتها وأصبحت بورا وقل واردها المالي ، خاصة مع حدوث القحط من مدة قريبة وانتشار المرض والوباء وتسلط أشقياء العربان فأدى إلى هلاك أكثر رعاياها المتوطنين وتردي أحوالهم ، حتى أن مجموع ما بيع من المقاطعات لمن يطلب وما أعطي على وجه الأمانة لا يقدر بأكثر من مائة وثلاثين ألفا ومائة وواحد وسبعين قرشا. بنقص عن المبلغ القديم بمائة وثلاثة عشر ألف وثلاثمائة وسبعين قرشا وفي هذه الحالة فإنه يلزم لتسديد رواتب الانكشارية والمصاريف المقررة البالغة مائة وسبعة وخمسين ألفا ومائتين واثنين وستين قرشا بالإضافة إلى سبعة وعشرين ألفا وواحد وتسعين قرشا ومن الحنطة والشعير بمقدار ستمائة تغار. وتقول بأن الولاة سيكملون النقص من قلمياتهم وعوائدهم المعينة . وبناء على ذلك فإنك تطلب عدم إعطاء الرواتب السنوية لانكشارية قصري العالي من مبالغ الإرسالية الهمايونية التي تعهدت بها وإعطاءهم من مال مقاطعة الجمارك الميرية من دون فرمان ، وإعطاء الإرسالية الهمايونية والصقرية .... وزيادة الخزينة والجائزة الهمايونية والبشارة وجائزة الصدر الأعظم والعيدية والهدايا وغير ذلك من التعويضات وقد علمت بذلك وبسائر ما طلبت عفوه وإنعامه. ولدى الرجوع إلى دفتر التوجيهات المحفوظ بالخزينة العامرة، فإن لولاية بغداد خمسون ألف قرش تعهد وخمسون ألف قرش إرسالية همايونية وأربعة آلاف وخمسمائة قرش مبالغ بدل صقرية فيبلغ مجموع ما يرسل سنويا مائة وأربعة آلاف وخمسمائة قرشا، حيث يقوم الولاة بتسليمها إلى الخزينة . وعدا عن ذلك تدفع أيضا كل عام مائة كيسة جائزة همايونية وعشرون كيسه بشارة وعشرون كيسه جائزة الوزير الأعظم وعيدية وخمسة عشر كيسة تعويضات أخرى . وبالجملة فإنه بعد إعطاء رواتب الانكشارية المعينة منذ القديم وتعويضاتهم ، والقيام بالمصروفات المقررة فإن فائض الخزينة على النحو المسطر في دفتر التحرير يبلغ سبعة وعشرين ألفا وخمسمائة قرش يحفظ ويصرف منه للأقوات اليومية للفقراء والمحتاجين. ونظرا للحاجة إلى تطوير وزيادة المال الميري وتصحيح أوضاع الخزينة فقد كان عمر باشا الذي توفي خلال عمله في محافظة بغداد مطلعا على أحوال الولاية إذ كان مساعدا للوالي مدة ثماني أو تسع سنوات. فعندما طلب أحمد باشا ولاية بغداد ، سجل في الدفتر وبرضاه خمسين ألف قرش تعهد وخمسين كيسة بشارة وعشرة كيسة جائزة الصدر الأعظم وخمسة كيسة تعويضات مختلفة فبلغ المجموع بعد الرفع والتنزيل مائة وخمس وسبعين كيسه. وأن المبلغ الحاصل والمئونة بعد كل هذا يكفي الولاة أيضا وطلبت الموافقة بموجب ما ذكر في الدفتر. وبالإضافة إلى التخفيض والتنزيل كل عام تدفع أربعة وخمسين ألفا وخمسمائة قرش إرسالية همايونية وصقرية... وخمسين كيسة جائزة همايونية وعشرة كيسة بشارة وعشرة كيسة جائزة الصدر الأعظم وتعويضات وغيرها وعطايا العيدية وهدايا كما تدفع رواتب ومؤن الانكشارية ببغداد بموجب دفتر التحرير وتسدد مصاريفهم المقررة ، وتمنع الاعتداء على الفقراء والجور عن طائفة العبيد وتجعل ولاية بغداد عامرة وحيوية . بشرط تحقيق ما ذكرت عينت المتوفى المشار إليه أحمد باشا بموجب خطي الهمايوني وبعد عامين توفي . وبالشروط المذكورة آنفا بالإضافة إلى الوفاء والاستقامة في الخدمة والمحافظة عينتك أنت الوزير المشار إليه بتحويل واحد كل ثلاثة أعوام بموجب الخط الهمايوني. كل ذلك مكتوب ومسطر. إن ولاية بغداد هي أكبر المناطق الحدودية في ممالك المسلمين . إن ما أريده هو أن يعود أهالي هذه الولاية الذين تشتتوا خلال فترة قصيرة إلى أماكنهم وتعود القوة إليهم وتعود سعادتهم ونشاطهم ويشعروا بالهناء في عهدي ، وأن تسدد رواتب ومؤن الانكشارية الذين يعملون على حماية الولاية في وقتها وتتعهد بمصاريفهم المقررة ، كي يواظبوا في الدعاء بدوام العمر لنا وللدولة . واعلم بأننا في هذه المرة أيضا نطلب دوام الرعاية والشفقة للفقراء والعبيد ومنع ظلمهم ، فلا يتعرض أحد منهم بعد الآن للجور أو التعدي ، وتدفع رواتب الانكشارية ومؤنهم من المبالغ الحاصلة وتسدد المصاريف المعتادة المبينة في الدفتر. ولكن إرسالية مالية بغداد هي ضمن الإيرادات المقررة للخزينة العامرة فلا يمكن التخفيض والتنزيل ، فبشرط دفع ما أخذته من مال الجمارك ودفعته بلا أمر رواتب الانكشارية من مال الإرسالية السنوية إلى الجمارك من بند الإرسالية وبدل الصقرية وأرسل باقي إرساليتي الهمايونية مع حكم سبب التحرير ومبالغ بدل الصقرية إلى دار السعادة وتسليمه إلى الخزينة واحتساب العيدية المدفوعة للسنة التي عينت فيها عن السنة القادمة، بحيث لا تدفع عيدية السنة القادمة وباستثناء مال الإرسالية والتنزيل تدفع الجائزة والبشارة والتعويضات ، وفي السنة الثالثة تدفع على النحو الذي تعهد به المتوفي أحمد باشا أي الإرسالية والصقرية و... والجوائز والبشارة والتعويضات المختلفة وعطايا العيد فيكون المبلغ نقدا عن السنة مائة وستة خمسين كيسة جائزة همايونية وبشارة وجائزة الصدر الأعظم وتعويضات مختلفة وهدايا ، ودفع عيدية مقدما على أساس احتسابها للعام القادم كما ذكرنا سابقا وتدفع من مبالغ التعهد والجائزة والبشارة والعطايا في كل عام مائتين وخمسة وثمانين كيسة تنزيل. ومع الخط الهمايوني بتعيينك أمرت بعطايا وإحسان لتحسين أحوال العباد وراحة الضعفاء . فعليك أيضا أن تدفع رواتب الانكشارية كاملة في وقتها وتسديد المصاريف المقررة وتعامل الفقراء والمساكين بالرحمة وتقوي الضعيف فيهم وتضبط أحوال البلاد وتجمع شتاتهم ، ولا تمارس الجور في جمع وتحصبل مال الميري وتهتم في إعادة الحيوية والنشاط خلال وقت قصير ، وعدم الضغط على الفقراء وعدم إفساح المجال لرجالك في ممارسة الظلم والتعدي على الرعايا والفقراء. ولا تتعلل ببعض الأسباب فتتهاون في الإرسالية الهمايونية وبدل الصقرية كاملة .