الموضوع: كربلا والخيانة
عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 05 / 2011, 59 : 05 AM   رقم المشاركة : [1]
عبدالله العزاوي
كاتب نور أدبي

 الصورة الرمزية عبدالله العزاوي
 





عبدالله العزاوي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: العراق

كربلا والخيانة

أبيات في الذكرى الرابعة لفقد الأحبة وتوافقها مع ذكرى واقعة الطف الأليمة
ألقيت في المهرجان الشعري الذهبي الثاني لنادي الصيد العراقي 5 شباط 2011

كربلا والخيانة
ـــــــــــــــــــــــــ

جُرحُ الخيانةِ مُوغِلٌ وأليمُ
وَيَظلُ يَنزفَ والجُروحُ كُلومُ


وَتَظلُ مِنْ وَقعِ الخِيانَةِ باهِتاً
كَيفَ الخَلاصُ وَأنتَ فيهِ مُقيمُ


لاتدرِ هَلْ طَبعُ الخيانَةِ دَيدَنٌ
طَبَعَ الخلائِقَ أمْ إليهِ تَرومُ


يامَنْ ظللتُ العُمرَ أخطِبُ ودَهُ
وأكادُ مِنْ وجدي عَليهِ أهيمُ


كَيفَ السَبيلُ إلى الحَقيقةِ دُلَني
هَلْ خُنتَ أمْ شَقَتْ عَليكَ هُمومُ


أم إنَّ طَبعَكَ في الخيانَةِ غالِبٌ
وَعَليهِ قَد سُقيتْ اليكَ سُمومُ


قد كُنتُ أحتسِبُ الخِداعَ لأربعٍ
لكِنْ لِطولِ العُمرِ كانَ يَدومُ


أينَ الكلامُ العَذبُ والشَوقُ الذي
قدْ كنتَ تُبديهِ لنا وتَسومُ


وتسامرُ الندماءُ يُلهبُ ليلنا
ويُضيءُ ظلمتهُ وأنتَ نَديمُ


أينُ اشتياقكَ والهوى وصُروفهُ
فلقد ظننتكَ مانحٌ وكريمُ


يامَن حَلفتَ العُمرَ أنْ لاترتضي
بيتاً لِغيري أنتَ فيهِ تُقيمُ


أو ترتضي صَدراً حَنوناً أو يداً
تغفو عَليها والفؤادُ كَظيمُ


واخترتَ من رحمي شريكَ رذيلةٍ
من كانَ مثلكَ بالحرامِ يهيمُ


فطعنتما ظهري بغيرِ درايةٍ
والطعنُ من غيرِ اتقاء سقيمُ


وَمَنْ ارتضى مِنكَ الخيانةِ دَربَهُ
يوماً لِعَهدِكَ غادِرٌ ولَئيمُ



يَبقى الأمينُ عَلى الأمانةِ حافِظاً
عالٍ كَما عَلتِ السَماءَ نُجومُ


بَلوايَ مِنْ بَلوى الحُسين بكَربَلا
غَدروا بهِ يَومَ ابتلاهُ هُجومُ


رامَ الشَهادةَ حينَ نازعَهُ العِدا
وعِدايَ مِنْ وِلدي فَما سأرومُ


لُمنا الأقارِبَ حينَ خانوا عَهدَهُ
لكِنهم بَعضي فكيفَ ألومُ


يَبقى العَزاءُ لآلِ بَيتِ المُصطفى
وَعَويلُ كلِ النائحاتِ كتومُ


قدرُ الحَياةِ أو المَماةِ مُقدَّرٌ
والسعيُ فيما بينها مَحتومُ


يامن رَحَلتَ بستةٍ من أضلعي
والضلعُ من حبلِ الوريدِ صميمُ


ومنعتَ قلبيَ أن يودعَ نبضهُ
والولدُ نبضٌ في الفؤادِ حميمُ


فجعلتهم أغرابَ بعدَ كبيرهم
والفرعُ إن عافَ الأصولَ يتيمُ


وتركتني وحدي ألملمُ غربتي
لا أدرِ كيفَ أنامُ كيفَ أقومُ


أنا ما شككتُ بأنَّ حُبكَ صادقٌ
أو أنَّ يشاركني هواكَ غريمُ


لكنها الأحداثُ خالفت الهوى (جاءت شاهداً)
لتقولَ أنكَ خائنٌ مأزومُ


يا لائمي أنا لمْ أخُنكَ لوَهلةٍ
لِمَ جِئتَ مِنْ بَعدِ الفراقِ تلومُ


سائِلْ فؤادكَ كيفَ رامَ دَسيسَةً
واختارَ في دَرَكِ السيانِ يَعومُ


واسأل سِنيناً قد قضيناها مَعاَ
هل إنَّ لحظاتِ النفاقِ تدومُ


سَيُجيبُكَ التاريخُ أنكَ مُخطِيءٌ
وسَتخسَرُ الأمرينِ يومَ تقومُ



عبدالله العزاوي
أواخر عام 2010

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع عبدالله العزاوي
 
لما أيقنت أن الله بيده ملكوت كل شيء
أدركت أن من دونه لايملكون من الأمر شيئا
عبدالله العزاوي غير متصل   رد مع اقتباس