رد: محمد الماغوط في أسطر
[align=center][table1="width:95%;background-color:white;border:2px solid black;"][cell="filter:;"][align=center]هذا المطر من ذاك السحاب
العجوز: من يقرع الباب في هذا الصباح اليعربي الكئيب
الحفيد :إنه كامب ديفيد يا جدي
العجوز :وكيف عرفته يا فتى
الحفيد : من هندامه
العجوز: هل هو أنيق لهذه الدرجة
الحفيد : كالضفة الغربية في الربيع
العجوز: صفه يا بني ماذا يرتدي بالتفصيل
الحفيد :بنطلونا من اليافطات العربية وقميصا من اتفاقية سيناء
وربطة عنق من عقد الإذعان وحزاما من المستوطنات وفي قدميه ينتعل القرارات العربية والدولية وفي عروته زهرة المائن
وعلى رأسه قبعة مائلة كشمس العرب
العجوز: هذه ثياب عيد ثياب سهرة
الحفيد :وفي فمه يعلك لاءات الخرطوم
العجوز: وهو مخنث أيضا ماذا يريد هل سألته
الحفيد : نعم انه قادم لتهنئتك بالذكرى الواحدة والثلاثين لثورة يوليو تموز
أي ثورة وأي يوليو في هذا الصباح الباكر
الحفيد أنه مصِرُ على تقديم واجباته في هذا المناسبة
العجوز :يا للوقاحة ولم يريد التهنئة يهذه الثورة بالذات والعالم لاثالث ملئ بأمثالها والحمد لله
الحفيد قال كل الثورات بكفة وهي بكفة
العجوز قل له لو مر اسمها على لسانه مرة أخرى فلا يلومن إلا نفسه ما هذا الزمان ،لم يبق إلا كامب ديفيد وأمثاله يهنئونا بثوراتنا
الحفيد وهل كانت ثورة مهمة لهذه الدرجة يا جدي
العجوز طبعا يا بني ولال حكم الارهاب الذي دشنته بالمنطقة والأحكام العرفية وقوانين الطوارئ وحل الأحزاب وإغلاق
الصحف وفرض الرقابة ومنع السفر وقمع المظاهرات وتذويب المعارضين بالاسيد وفلان اليوم خائن وغدا بطل ولولا أنها قضت غلى فاروق واحد خلقت بدلا منه الف فاروق وخديوي وفوقها توقيع الصلح مع اسرائيل لكانت أعظم ثورة عربية في العصر الحديث[/align][/cell][/table1][/align]
|