[عبدالله الخطيب]

هَدفَ "النتن ياهو" من خلال خطابه العنصري أن يتحايل على معطيات التاريخ و الجغرافية و من ثم على القانون الدولي الذي بات ألعوبة بيد بني صهيون.
لقد إستهدف العالم أجمع بسلاح المكر الأسرائيلي و خبث العقيدة الصهيونية من على منبر أعلى سلطة تشريعية لأقوى نظام إمبريالي، إستعماري، عالمي.. لنقلِ جوهر الصراع الفلسطيني الصهيوني من مربع عام 1948 الذي يعطي اللاجئين الفلسطينين، أفراداً و جماعات، حقاً بالعودة إلى أراضيهم التي هُجروا منها.. إلى مربع عام 1967، تحت شروط و أملائات إسرائيلية.
بكل بجاحة و قمة الوقاحة و الرذالة.. وسط تصفيقاً حاداً وصاخباً في مجلس الشيوخ الأمريكي، قام بالدعوة الى تصفية الثوابت الوطنية الفلسطينية، و تمزيق إتفاق المصالحة في تحدٍ علني و سافر لكل المواثيق الدولية التي تكفل حقوقنا المشروعة، "و لو بالكلمة".
لقد هدف أيضاً هذا "النتن" إلى الأِستهتار، و إلى إستغباء العرب و المسلمين كافة.
لكن، ما كان له أن يصل إلى هذه الدرجة من العنصرية و العنجهية، و الغطرسة الأِستعمارية، لولا سياسة الخنوع و التبعية التي تُسمى سياسة "الأِعتدال"، و التي درجت عليها الأنظمة العربية الرجعية منذ توقيع إتفاقية كامب ديفيد.
لذى.. يجب على قيادتنا الفلسطينية أن تسارع إلى تحمل مسؤلياتها للفترة المقبلة، و أن ترتقي إلى مستوى الخطورة الذي يمثله هذا الخطاب التلمودي الصهيوني العنصري.. فتعجل في تفعيل آليات تنفيذ الأتفاق الوطني، و تشكيل حكومة التوافق الجديدة.. ثم المضي قدماً إلى مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة لنيل حق الأعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل في جمعية الأمم.
يجب أن يعلم هذا الوغد "النتن"، هو و حكومته، و من يتشدد له.. أن الصهيونية كانت و ما زالت حركة عنصرية غير مشروعة، و مرفوضة.. و لن تنجح في تحقيق أهدافها، و أن جماهير شعبنا سوف تعطيه الرد على خطابه الملعون في الخامس من حزيران القادم، يوم ذكرى نكسة 1967.
*****

مقال يتسم باليقظة و البديهة.
الغيرة الوطنية الفلسطينية الصادقة عند كاتبنا و أديبنا الأريب طغت و تفوقت بأمتياز على النص.

كل الشكر أستاذة ميساء على هذا النقل الرائع.
خالص محبتي و تحياتي لك و للأستاذ المناضل جواد البشيتي.