ثلاث أغنيات عربية .نازك الملائكة
[align=center][table1="width:95%;background-color:skyblue;border:4px groove darkblue;"][cell="filter:;"][align=center]-1-
الساعة
دقّت الساعة في أرض بلادي العربيّه
جلجلت , ضجّت , ودوّت ملء وديان قصيّه
غلغلت عبر بساتين النخيل العنبريّه
وتلوّت في صحاررسخت كالأبديّه
دقّت الساعة واهتزّت لها سمر الصحاري
وارتوت بيد عطاش لانبلاج , لانفجار
ورمال لم تزل منذ عصور في انتظار
فتحت أذرعها العطشى وألوت بالإسار
***
إحملي أغنية الصحو إلى خضر المروج
ووعودا مورقات عربيّات الأريج
نبضت بين المحيط المترامي والخليج
***
إثنتا عشرة من دقّاتها هزّت ربانا
غلغلت عبر صحارينا النشاوى وقرانا
وسمعناها تنادي وأفقنا من كرانا
***
-2-
اللصوص
ولصوص هناك كثار ***كلّهم جشع وخداع
أقبلوا من وراء البحار*** يسرقون طعام الجياع
***
يأخذون الثرى والهواء ***يخطفون الندى والنور
***
يخنقون الأغاني الحنون*** يمنعون الكرى والحلم
***
إنّهم يقطعون الطرق ***ويسّدون كلّ سبيل
-3-
النسر المطعون
حيث النخيل السامق المزدهي*** حيث الصحارى المحرقات الرّمال
حيث الينابيع وكاساتها*** تقطر شهدا وتغذّي التلال
وحيث أغنيات أنهارنا ***تشدو بها شفاه ريح الشمال
هناك ألقى طائر ظلّه*** ضخما , إلهيّا تحدّى المحال
***
جنحاه مبسوطان فوق المدى*** من الخليج للمحيط السحيق
في كبرياء الريش تحيا ذرى ***وأعصر يقظى ومجد عريق
أقام فوق الأرض لا يرتقي ***نحو الأعالي في الفضاء الطليق
واللانهايات تنادي وفي ***ندائها همس الخلود العميق
***
في قلبه النابض قد أغمدوا*** رمحا غليظ الخدّ خشن الشّفاه
من صدره الحرّ يغذّي الثرى ***والورد يستنبته من دماه
يا رمح اسرائيل مهما ارتوى ***من جنحه من روحه من مناه
يبقى ثرانا عربيّ الشذى ***والضوء , يبقى عربيّ المياه
***
يافا وحيفا في غد نلتقي*** فنحن والضوء على موعد
تبقى فلسطين لنا نغمة ***قدسيّة على فم المنشد
ونسرنا الشامخ لن ينثني*** أمام باب الزمن الموصد
غدا فلسطين لنا كلّها ***كأن اسرائيل لم توجد [/align][/cell][/table1][/align]
|