عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 06 / 2011, 12 : 01 AM   رقم المشاركة : [1]
فاطمة يوسف عبد الرحيم
أديبة وقاصّة

 الصورة الرمزية فاطمة يوسف عبد الرحيم
 





فاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these parts

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: لبنان

أسرار وراء الجدران : بقلم فاطمة يوسف عبد الرحيم

صدى رنين صفعاته يخترق مسمعي فيصدّع قلبي، انطلقت بشراسة مدفوعة بريح قهر دفين لأدفعه بعيدا عنه، واحتضنت أخي بدفء مقبّلة مهاوي الصفعات، لكنّه انسحب مقهورا ليلوذ جانبا غارقا في بحيرة من الذل والمهانة ونظراتي الحاقدة أصوبها للجلاد، معاتبة: لم تضربه ؟؟ فيرد بلؤم: أريد تأديبه إنه يتأخر ليلا ويدخن السجائر خفية وحنان أمك الزائد سيجعله منحرفا.
أخذتني النظرات إلى أمي التي تجلس بعيدا لا يهتزّ لها جفن، كأنّ عامرا ليس فلذة كبدها والأمر لا يعنيها!!،حاصرتها بنظراتي القلقة،اتجهت إليها هززتها بقوة: أفيقي من سبات ضعفك، ضعي له حدا، إنّه كدينصور يقتات كلّ جميل في حياتنا، أخذت الكلمات تتهاوى من فيها بلا اكتراث: إنّه زوجك وكابني ،وأخوك يحتاج إلى رجل مهيب يعلّمه الأدب.
قلت بقهر: كفاك خذلانا وكأنّك ترمين بنا إلى الهاوية!! لحظتها احتواني المقعد بقوة وأنا أتلوى ألما من عنف ركلته في خاصرتي .أخذتُ نفسا متهدجا بزفرات دمع وجيع ونظراتي تعانق صورة المرحوم والدي الجدارية ولسان حالي يردد: : ما زال لصدى كلماتك حنينا، وحين تهاجمني غضبات الحياة أحنّ إلى ذكرى الأمان ودفقات الحبّ يوم كنت برفقتنا، لقد جفّ أثير السعادة من واحات ذاتي !! وكلماتك الأخيرة لي تكاد تسلب روحي، عودتك مستحيلة والفراق أدمى حنايا قلبي ولكنّه قدر لا حيلة لنا به، وبتلقائية علا صوتي مخالطا دمع العين : بعد أن استلبك الموت منا أصبحت حياتنا متلونة بالذل والهوان، ما لنا بعدك إلا الصبر.
صرخ بازدراء: كفاك فلسفة اهتمي بأولادك ،ما دامت أمّك راضية لا شأن لك! لكنّ بكاء عامرأخرجني من شرودي مع ذكرى والدي وقلت لزوجي: : لم لا نعود إلى بيتنا ونحيا حياة طبيعية ونتركهم يعيشون برعاية أمي ، كيف ترضى أن تكون" صهر بيت"!!
تناولتني حروفه بازدراء : اخرسي ، أنا مرتاح هنا !!
ردّت مؤنبة : لم تناجين أباك ألا يكفيك أنك كنت المدللة لديه وطلباتك أوامر، أنت أنانيّة، الأب لك ،والزوج لك تريدين أن تكوني الأثيرة لدى الجميع !! كلماتها عمّقت الجرح وتركتني في حالة من الذهول وتاهت نظراتي في المكان لترتمي على أختي سهى لتثير غضبتي بعدم مبالاتها وهي ترنو للموقف بسطحية، وتفرقع لبانها بتفاهة ،تناولت حقيبتها المدرسيّة تريد المغادرة، رمقها بنظرة مريبة قائلا: لا تجعلي شعرك منسدلا على ظهرك وأزيلي الكحل من عينيك! ردّت عليه بدلال مراهقة: كما تشاء" كابتن"، ضايقني الأسلوب المائع وجعل طيورالشك تنهش في رأسي وتمرّدت الكلمات فوق لساني : اترك أختي وشأنها، أمي مسؤولة عن مظهرها.
عاد ليصفعني: أنا هنا السيد المطلق حتى نظراتي أوامر!! انصرف وشرارات الغضب ينفثها كرائحة نتنة.
جثوت عندها وقبّلت يديها ورجوتها :اتركيني أعود لبيتي لأعيش حياة طبيعية مع وزوجي و صغيريّ وقد ينصلح حالنا ،رفضت بقوة قائلة: أنا لا أطمئن عليك أثناء غيابه المتقطع في عمله، ونحن بحاجة إليه لضبط الأمور في البيت خاصّة تربية أخيك.
: لا تنخدعي،الصهر ليس كالولد ،لا تسلمي له القياد المطلق لأنّ فيه مسرب للظلم عميق بل اتركي بينكم وبينه مساحة من الخصوصيّة، زوجي لن يحنوعليه حنوالأب أوالأخ، قد يكون مثل ابنك، لكنّ أختي ليست أخته، أرجوك لا تسمحي له بمحاسبة أختي وقمع أخي، كفاك هوانا،الكثير من النساء ترمّلن وتحمّلن مسؤولية أسرهن، قد يستمد أخي قوته من حبك ورعايتك له،زوجي نمرود يريد أن يكون كلامه مسموعا سواء بالحق أوالباطل وأعرف الكثيرعن خفايا نفسه وحياته ولا أمان لمن لا تقوى له، ردت ببرود : وكأنك تغارين عليه لرعايته لأسرتنا مما جعلك تصرّحين بتلك الأفكارالوهمية.
انتهى الحوار إلى طريق مسدود و لم تقتنع لأنّها مسلوبة لقوة شخصيته، جلست مطرقة في زاوية الغرفة لتحاصرني الذاكرة البعيدة عندما تقدّم لخطبتي حين بهرتني وسامته في "قبعة الطيّار" وكما يقال" جنتلمان"وإصرار أمّي على أنه الزوج المناسب وهذه فرصة العمر، لكن أبي لم يشجعني على ذاك الزواج إذ قال :هذا النوع من الرجال يكثرالترحال يكون ذوّاقا للنساء، هو كالطير في كلّ سماء له وليف ،لحظتها قلت له سأجعله ينسى نساء الأرض، سخرت مني نفسي لتلك الثقة الواهمة وبأني سأقدم له السعادة على طبق من ذهب، في بداية حياتنا الزوجية كانت مواعيد عمله منتظمة لكني اليوم لا أعرف لسفره ولا لعودته موعدا ولمّا سألته عن السبب أجاب ببلادة: قد تغيرت ظروف العمل ولا أعرف لها نظاما أو موعدا!! واعترى علاقتي الزوجية جفوة !! لم أدرِ،هل هي بسبب عدم الاستقرار ولإقامتنا في بيت أهلي، أم هناك أمور لا أدركها، و كثيرا ما رواغتني نظراته الوقحة وسفيه كلماته وإعجابه بهذه وتلك وعددت كلّ تلميحاته لغو كلام وإضاعة وقت، لكنّي عرفت السبب الحقيقي لاضطراب مواعيده حين صفعني لون أحمر الشفاه الذي لطّخ قميصه الداخلي وأطلت براثن الخيانة الزوجية كذئب يفترس كل مساحات الحبّ في قلبي وقسوة الحقيقة التي أطلت ساخرة مني جعلتني أحقد عليه، ولا أعيره ذاك الاهتمام .
في ليلة بكى فيها صغيري، فاستيقظت لأرى قبعتة فوق علاقة الملابس، ولكنه لم يكن في الغرفة، انتظرت عودته لينام، ولكنّه لم يعد، خرجت بهدوء باحثة عنه قد يكون مع أمي أوأخي في غرفة الجلوس وبحثت عنه بنظرات غلّفتها الحيرة، فالكلّ نيام في قلب الليل، وقفت قليلا في منتصف الصالة أخمّن،أين يكون؟ ثم جاءني الردّ حين سمعت صوت همسات خفيض وتأوهات خليعة وضحكات وقحة من غرفة أختي، لم أصدق ما سمعت وكأن الأرض زلزلت تحتي، سقطت أرضا باكية نائحة متمنية أن تنشق الأرض لتبتلعهما من هول ما سمعت: سامحك الله يا أمي بضعفك وحقارته استباح عظيم المحرّمات!!

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
فاطمة يوسف عبد الرحيم غير متصل   رد مع اقتباس