الليل جاء
فإلى أي محطة
ستأخذني يا قلب في هذا المساء ؟
إنه الشتاء … بكل قسوته
بكل روعته
برعده الذي يهز أعماقي
ببرده الذي يتسرب إلى خلاياي عنوة
وأنا مختبئة خلف ستائري
ارقب الفضاء
ولكنني اعشق الثلج والمطر
واللون الرماديّ الذي يغلف السماء
و شوارع المدينة العتيقة تبكي الفراق
فأرتجف ، وأبكي ، وأتوه كالغرباء
وأسأل نفسي لماذا البكاء؟
أهي الغربة ؟؟؟؟
***
وسرعان ما عادت عقارب الساعة
وأخذتني سنوات إلى الوراء
وبدأت اقلب صفحاتي
وأعانق ذكرياتي
اشتقت لكل الدروب
أنهكتني كل محاولات النسيان
وفي أعماقي ينسج حنيني
أجمل وشاح
يلفني ، يدفئني ، ويحتويني
ويحيي فيّ بقايا إنسان
أغوص في دائرة تفكيري
أغمض عيني أتلذذ بالذكرى
وأراك في مرآة أيامي
شامخاً كعادتك
أين أنت الآن مني
آه يا حزني الممتع
اذكر آخر لقاء
واذكر كيف اختلط دمعنا
قل لي حبيبي
كيف جمعت تبعثري؟
كيف شكلتني ؟
كيف ناديت كل حواء في؟
***
حنانك وطيبة قلبك
جعلاني وديعة كقطرة ندى
فرحتك بلقياي
جعلتني باسمة كزهرة ربيع
رومانسيتك
جعلتني حالمة كنجمة صيف
فروسيتك
جعلتني كأميرة من العصور الوسطى
فكنت مغَامرة مجنونة بسيوفك العطشى
نظرة الرضا في عينيك أبكتني
كبتلات زهرة جورية
تسلل إليها ضوء الفجر فأبكاها
***
كم يشدني الشوق إليك والحنين
فليس لي سوى طيفك لأرتديه
وأدفئ قلبي الحزين
سأنقش حروف اسمك في خربشاتي
واهمس لك بفرشاة الأماني في لوحاتي
سأنصبك أميراً لكل خيالاتي
والتقيك عند كل غروب
هناك على صخرة ذكرياتي
سأعيش معك على ضفة حلم
فصعب علي أن أصحو من خيالاتي
صعب علي أن اهجر دنياي بين الغيوم
صعب علي أن أرى كل النجوم
أتعرف لماذا ؟
لان نجمك هو النجم الوحيد
الذي تحتفي به سمائي
وأنت الوحيد القادر على إبكائي
*****
سلوى حماد