[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/30.gif');border:4px double silver;"][cell="filter:;"][align=justify]
القابضون على الريح!!..
في الوهم ، أو لغة التوهم ، يظنّ البعض من باب التغريب والمبالغة في التهويم ، أنّ الشعوب يمكن أن تنسى !!.. ويمكن أن تتجاوز الماضي المتعلق بحياتهم وتاريخهم.. أو يمكن لهذا الشعب أو ذاك أن يترك أرضه وبيته وشارعه وهواءه وماءه للصوص يأتون في غفلة ليل كي يسطوا على كل شيء !!.. ولأن الواهمين والمتوهمين ، من صنف القابضين على الريح ، فهم يمضون طويلا مع تخيلاتهم المريضة غير مدركين أنّ ما يكتب بحبر المكائد تمحوه الحقيقة دائما وتجعله كأنه لم يكن .. وفي صفّ هؤلاء ، وهم أيضا قابضون على الريح ليس إلا ، الاحتلال الذي يظن لوهلة أنه يمكن أن يملك ما يعطى له من الواهمين الذين يمهرون الأوراق بالتواقيع والبصمات وما شاؤوا من إشارات.. ولأن النسيان مرض الإنسان ، فهم يتركون وراءهم دائما دروس التاريخ القائلة إن الشعوب لا يمكن أن تعطي أرضا وبيتا وملامح وتواريخ وذكريات بالتعويل فقط على أنّ فلانا قد وقع !!.. إذ ليس من حق أحد أن يوقع مثل هذا التوقيع ، وإن فعل ، فهو توقيع لا معنى له ، ولا يساوي في عرف الحق ثمن الحبر الذي وقع به..!!..
القابضون على الريح أنواع وأشكال وألوان.. وكلهم دون تفريق مجرد وهم في ذاكرة الزمن الذي يركلهم ويتركهم خلفه مذمومين مدحورين خاسرين .. وحين نقول فلسطين، ونكتب بحبر الوجد فلسطين، ونقول لكل الناس فلسطين .. فأول ما نعنيه ونصر عليه أننا بريئون متبرئون من كل هؤلاء الذين يتنازلون عن شبر واحد منها .. وهذا التبرؤ ليس تبرؤ ساعة أو بعض ساعة .. وليس تبرؤ لحظة أو بعض لحظة .. بل هو تبرؤ خالص نهائيّ لأننا لا يمكن أن نبقي أو نحتفظ بعلاقة مع من باع وتخلى وترك شيئا من أرضه لسارق هذه الأرض .. ورغم معرفتنا وتأكيدنا أن هذا التخلي لا يساوي شيئا بطبيعة الحال ، لأنه خيانة لا توجب الالتزام بها .. فإننا لا يمكن أن نقول لهذا الذي فرط بأنك منا ومن شعب فلسطين .. فشعب فلسطين جسد واحد لا نقبل أن يكون في جزء منه هذا المرض أو ذاك .. وشعب فلسطين الذي قدّم وما زال يقدم الشهادة والدم والحب لأرض فلسطين ، لا يقبل أن يكون منه من يبيع هذا الدم بأي شكل من الأشكال .. ووضوح الصورة يقول كيف نعطي للعدو وهو غاصب قاتل مجرم بكل المقاييس ، حقا بأرضنا وبيوتنا وشوارعنا.. وعلى أي شيء يقوم مثل هذا الحق وكيف يتم تبريره ؟؟.. ولماذا نكافئ المجرم على جريمته؟؟.. لماذا نقدم الهدية لمن سرق منا أرواحنا وأرضنا ووطننا ؟؟.. هل لأننا ما عدنا نستطيع الصبر أم لأننا فقدنا بوصلة الحق فصرنا نميل ميل سكران لا يعرف في أي درب يسير ؟؟..
مشكلة القابضين على الريح هي مشكلة من يأخذون منهم قبض الريح هذا.. فكلا الجانبين يرتمون في درك الوهم حتى النهاية .. إذ يدرك من يعطي ما لا يجوز له أن يعطيه ، ومن يأخذ ما لا يجوز له أن يأخذه ، أنّ الأيام القادمة ستغير المعادلة كلها نحو الشيء الحقيقي السائر بطبيعته بل المؤدي إلى الحق .. وعندها سيفتح القابضون على الريح أكفهم فلا يجدون شيئا ، وسيفتح من أخذوا قبض الريح أيديهم فلا يجدون إلا السراب .. وبطبيعة الحال سيرى الجميع، أنه لا يصح إلا الصحيح ، وأن أرض فلسطين لن تكون إلا لأصحابها الحقيقيين ..
[/align][/cell][/table1][/align]