وكأنك يا سلوى بجملة واحدة أضفيت على النفس غلالة من حنين إلى فصل يسكن في أعماقي .. ما أبهاه من تضاد .. إنه الشتاء بقسوته و روعته .. أربعة مقاطع تتناغم مع إيقاع الفصل البارد .. مع هبوب الرياح وزخات المطر وقصف الرعد ووميض البرق .
في المقطع الأول .. حنين وأسى وشعور بالوحدة والغربة .. لا ملجأ إلا للدموع .. ومع هذا يبقى العشق والحب لهذا الفصل الرائع .. منظرجميل ذلك الاختباء وراء الستائر.. شوارع المدينة تبكي الفراق؟ يا له من تعبير كفيل بإسالة لعاب كل أديب متذوق للكلمة السلسة و التعبير الراقي .
في المقطع الثاني .. وجد الحل مؤقتا لتبديد هذه الوحشة في ليالي الشتاء الطويلة .. الذكريات ولا شيء سوى الذكريات ..فلاش باك دائما على الطريقة السينمائية .
***
وسرعان ما عادت عقارب الساعة
وأخذتني سنوات إلى الوراء
وبدأت اقلب صفحاتي
وأعانق ذكرياتي
تغوص في أعماق الذكريات .. تعانقها و تستسلم لها و تنعم بدفئها .. حتى صار الحزن ممتعا والدموع تمتزج .. إنه اعتراف بجميل ذاك الذي شكل أنوثتها ونفخ فيها الروح .. حتى لمها بعد أن كانت مبعثرة وتشكلت حواء على يديه .
المقطع الثالث :يبدأ بالجواب على آخرسؤال في المقطع الثاني ..
كيف جمعت تبعثري؟
كيف شكلتني ؟
كيف ناديت كل حواء في؟
يأتي الجواب سريعا .. يظهر لوعة ولهفة العاشقة الحزينة في ليالي الشتاء الطويلة .. ويأتي ذلك على شكل سلسلة من التشبيهات الرائعة .. الحب والحنان و طيبة القلب وفرحته بلقياها و رومانسيته وفروسيته جعلاها مثل : قطرة ندى - زهرة ربيع - نجمة صيف - أميرة من العصور الوسطى . قبل أن تضيف :
نظرة الرضا في عينيك أبكتني
كبتلات زهرة جورية
تسلل إليها ضوء الفجر فأبكاها
المقطع الرابع : لم يعد بدا من البوح بما تؤج النفس والقلب من شوق وحنين .. ثم الاعتراف بألا عزاء لها سوى مناجاة طيفه وارتدائه ليدفأ القلب وتستكين ثورته الجامحة . ثم - كعادة المحب الذي يتعلق دائما بخيط الأمل ولو كان واه .. أوربما هو الذي يحيك خيوط الأمل فيبني قصورا وأحلاما .
سأنقش حروف اسمك في خربشاتي
واهمس لك بفرشاة الأماني في لوحاتي
سأنصبك أميراً لكل خيالاتي
والتقيك عند كل غروب
هناك على صخرة ذكرياتي
سأعيش معك على ضفة حلم
وتنتهي الخاطرة بالتأكيد على أن الحبيب هو كل شيء بالنسبة لهذه العاشقة .. لماذا ؟
لان نجمك هو النجم الوحيد
الذي تحتفي به سمائي
وأنت الوحيد القادر على إبكائي
كل المودة والامتنان على تعاقب هذه الخواطر كموجات بحر في أيام الشتاء ولياليه الباردة الرائعة .
شكرا