الموضوع
:
الوحدة الحيوانية.
عرض مشاركة واحدة
31 / 03 / 2008, 07 : 11 PM
رقم المشاركة : [
2
]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات
رد: الوحدة الحيوانية.
إسمح لي أستاذي الكريم بأن أتدخل بعد قراءة متأنية لموضوعك .
الشق الأول من تدخلي هو عن ذلك اليأس الذي صار يلبس مشروع الوحدة سواء االعربية أو الإسلامية و انخفاض الأصوات المنادية و المساندة للمشروع الوحدوي لدرجة أننا صرنا نسمع أصوات كثيرة في البلدان العربية تنادي بالإهتمام والتركيز على القضايا الداخلية وتهمش مايجري في الوطن العربي الكبير.
وقد نتساءل هنا لما غابت النماذج الفكرية البطولية و الوجوه والأصوات البارزة التي عرفتها عصور مضت والتي كانت تحيي فكرة الوحدة وتنادي بها و في نفس الوقت تقيم البرهان و الحجة على نبذ الطائفية بطريقة عقلانية و منطقية بعيدة عن العصبية أو العنف و التهديد وسأذكر هنا النموذج الخالد لجمال الدين الأفغاني الذي قال عنه جرجي زيدان:"
' وبعث في نفوس الشباب المصريين ، الأمل في التحرر من السيادة الأوروبية، إذا مااقتبسوا ثقافة الغرب المادية و مناهجه العلمية" وهذا يوافق إلى حد ما ماأوردت من الإهتمام بجانب التكتل المادي الإقتصادي
.
هذ ا الرجل أي جمال الدين الأفغاني قام في زمانه بذلك الدور الذي لعبه فلاسفة عصر الأنوار في فرنسا فكان ينير بصائر الأمة بفكره الحكيم الذي كان يصل إلى الناس و يحركهم ،فنجده يقول مثلا:"
لقد جمعت ماتفرق من الفكر، ولممت شعث التصور، ونظرت إلى الشرق وأهله، فاستوقفني الأفغان وهي أول أرض مس جسمي ترابها، ثم الهند و فيها تثقف عقلي؛ فإيران بحكم الجوار والروابط، فجزيرة العرب:من حجاز هو الوحي ، ومن يمن وتبابعتها،ونجد و العراق وبغداد و هارونها و مأمونها والشام ودهاة الأمويين فيها،والأندلس وحمرائها، وهكذا كل صقع ودولة من دول الإسلام وماآل إليه أمرهم.
فالشرق....الشرق!
لقد خصصت جزأ من دماغي لتشخيص دائه وتحري دوائه، فوجدت أقتل أدوائه إنقسام أهله، وتشتت آرائهم، واختلافهم على الإتحاد واتحادهم على الإختلاف.
فقد اتفقوا على أن لا يتفقوا!
فعملت على توحيد كلمتهم وتنبيههم إلى الخطر الغربي المحدق بهم والآخذ بخناقهم.."
أليس حريا اليوم بمفكرينا تخصيص جزء من أدمغتهم أيضا لإيقاظ الأمة وتنبيهها لأخطار التفتيت و الابتلاع المحدقة بها؟
الشق الثاني هو هل يحتاج المواطن العربي خاصة أو المسلم عامة للإقناع بحسنات التكتل الإقتصادي وهل المواطن هو السبب في عرقلة الإندماج أم بعد القيادات عن أحلام مواطنيها سواأ الإيديولوجية أو البيولوجية..
لم أعلن عن شق ثالث في البداية لكنني سأضيف ملاحظة صغيرة وأظن أنك تعرفها حتما هو نزعة بعض الأوروبيين حاليا لعدم توسيع صرح السوق الأوروبية المشتركة أكثر مما هو عليه محافظة على معالم وخصوصيات أوروبا كماكانت وخشية مشاكل هويات هم في غنى عنها.
تحياتي لك.
نصيرة تختوخ
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع نصيرة تختوخ المفضل
البحث عن كل مشاركات نصيرة تختوخ