رد: جئناك يا أقصى
لنرفع أيدينا إلى السماء من على مآذنك السمحة وندعوا الله أن يحميك
وينصر أمة الإسلام ، امة حبيبك المصطفى ، جئناك يا أقصى فاستقبل جموع المصلين .
أعتقد أن هذه النهاية المتضرعة هي نفسها البداية التي انطلقت بها الخاطرة .. لأن مناجاة الأقصى كانت في حد ذاتها تضرعا ودعاء . ونلمس هذا بوضوح ابتداء من المقطع الرابع .. بعد مقدمة اعتذار . وكأن الدعاء يتردد في ردهات الأقصى قبل أن يصعد إلى السماء مطهرا مكللا بدموع الندم و التوبة .
سامحنا يا أقصى ، أقبل أبناءك التائهين ، خذنا بين ضلوعك ، ولا تلفظنا كما لفظنا الآخرون ، أفتح ذراعيك لنا فنحن من غدرت به السنين ، وضاقت بوجهه الأرض ، وأنت منذ الأزل ملجأ المظلومين .
وقبل ذلك كان يمتزج الدعاء بالاعتذار و تبرير كل ما نال الأقصى وأصحابه من أذى :
ولدنا من رحم أمة أتعبتها الحروب ، أضناها التنكيل ، أثخنها التآمر ، وسقطنا لقمة سائغة في فم المكر والخداع ، أصبحنا فريسة سهلة للطمع والتخاذل .
ولأن التماس الأزمنة والأمكنة المناسبة لكي يستجاب للدعاء ضروري، فليس هناك أنسب من ليلة لا كل الليالي .. ألا وهي ليلة القدر، بعد أن اختير المكان الأنسب وهو الأقصى ، خاصة وأن الزمان والمكان يتشرفان بتشريف خيرالأنام .. زيارة وصلاة .
اليوم جئناك يا أقصى بذكرى الإسراء والمعراج ، نحيي فيك ذكرى عطرة ، ذكرى إسراء حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فلا لا تردنا خائبين .
عشنا أجواء روحانية بين جنبات الأقصى .. نرافق الخاطرة في تضرعها و دعائها ووجدنا أنفسنا نندفع مع جموع المصلين متزاحمة مناكبهم وهم يلجون الأقصى من كل الأبواب المشرعة .
جئناك يا أقصى فاستقبل جموع المصلين .
بوركت يا ميساء وبوركت روحك العاشقة للأقصى
|