على ضفاف الروح// للدكتور ثروت عكاشة السنوسي
على ضفاف الروح
فردتُ ذراعيّ للقمرً
احتضنتُه بينَ كفيّ
وشوشتُه،
وشققتُه نصفينِ..
تربعتُ، غسلتُ أحزاني بوجههِ،
أخرجتُ محبرتي..
وجدتُها جفَّت أحبارُها؛
فغمرتُ ريشتي في دمِي،
فردتُ آخرَ أوراقِ البردي..
سطرتُ اسمَكِ حرفاً.. حرفاً
على صفحتِه المعطرةِ..
وفي الثلثِ الأخيرِ من الليلِ
احتضنتُك باكياً..
ورسمتُ صورتَكِ الجميلةَ
على ضفافِ قلبي..
ألقيتُه والبرديةَ في ماءِ النيلِ
إرثاً للفراعنةِ القادمينَ في زمنٍ
سيروي قصتنا..
لينسجَ أبناءُ النيلِ عنّا حكاياتٍ كثيرةً..
تَروِي ظمأَ العاشقينَ من ماءِ النيلِ..
وتنبتُ البرديةُ بردياتٍ أخرياتٍ..
يكتب عليها
العشاقُ أسماءً كُثُر..
وقصصَ حبٍ بعد حُب..
حبٌ يزاوجُ..
بين قلبينِ من رحمِ العروبةِ
فرعونٌ عاشقٌ،
وتونسية خضراء،
وبابلية هيفاء،
وشامية شقراء
ومغربية تروي قلبه من ظمأٍ
لتُدخلَه جنان الأمسيات الوارفات
بصحبة العشاق..
أحببتك يا بذرة العبَّاد
شمسا تهتدي طول النهار بشمسي..
أحببتك كوكباً يجابه الريح
ويستقي قدرا عنيدا
كجذر ليمونةٍ أرسَت أقدارَها
تاريخَ عشقٍ بعد عِشق..
فلتنظري بين الحَنايا..
ستلمحين العشقَ يدقُ أبوابَ الثرايَا
ويمتطي صهوةَ الروحِ إلى قيروانِك..
عبر تاريخِ البطولةِ لـ "خليفةَ" المِقدام
في ميْدانِ أسوارِ الجنونِ..
يقاتل "يونُسَ" العاشقَ؛ فيُقتَلُ
على أعتابِك الورديةِ.. ولا يموت.
أحبُك يا نجمة عربية المولد..
تهوينَ فرعونَ الزمانِ
بلا قيودِ الأمنياتِ أو الضَنَا..
ويحبُك الفرعونُ حَتى تلتقينَهُ..
يوماً هُنَاك في شعابِ المملَكةِ..
أو بدربِكِ على ضفافِ القيروانِ
لتصبحي أنشودتي...
وأغنيةً تُبادِرُ بالجَلال على قمةِ الهرمِ
وتَسْبَحِينَ معَ قلبي..
بين تموجات النيل
إلى حياةٍ الخلودِ للجُذورِ العاشقةِ
كي نُمسِيَ معاً عُنوَانَ عشقٍ للوَفَاء..
***
د/ ثروت عكاشة السنوسي
مصـــــــــــــــــــــــر
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|