عرض مشاركة واحدة
قديم 28 / 08 / 2011, 40 : 01 AM   رقم المشاركة : [2]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: (( الإسراء دلالات وغايات ))

إن اعتبرنا أن الدين هو مجموعة من الأوامر والنواهي القائمة
على السلوك الأخلاقي ، والتي تدعو إلى إتباع أنماط وطرق عبادات
قديمة ، تمّ تطوير بعض جوانبها كالصلاة والصوم والحجّ والزكاة
وغيرها من العبادات ، ألا أن الإسلام قد نحى مناحي مختلفة على
صعيد الأفكار ، وهي وإن بدت في البدئ أفكارا إصلاحية ألا أنها
قد تحولت إلى أفكار ثورية، تغييرية جذرية مع أنها لم تحدّ عن
المفاهيم الإنسانية التي تدعو لحياة افضل وتدعو لسعادة الإنسان
في هذا المجتمع عبر " التجربة" . التجربة كأي شيء جديد !
ولكن .. هل يصح أن نُطلق على وحي الله بأنه خضع للتجربة ؟!
باعتقادي إن لم نتروى في الحكم على ذلك ، سوف نقع – ربما - في خطأ كبير، لماذا ؟
لأن الوحي هو إلهي ولكن التطبيق إنساني ، هو من عند الله ،
وهو لنا نحن البشر الأحياء نأخذه كلّ من عند الله ؛ ولو تتبعنا
بعض النواهي كالخمر والأزلام سوف نجدهما مباحين في أول السنوات
والقتال في الأشهر الحرم منكرا ثم صار مباحا بعد الوحي ..
وهنا الحوار سيد الموقف ثم صار المحاور عدوا لله وللمسلمين
هنا " يُراهن " على نصر الروم ، وهناك عملنا على هزيمتهم .
وإذن فإن مسيرة الإسلام لم تشذ عن قاعدة " التجربة " وعلى نحو أفضل .
:
لم يذكر التاريخ الحضاري،أو رواية من الروايات بأن دين من الأديان
تمتع رسوله بقدرة القائد الفذّ ، أو حمل عقلا عبقريا يتمتع بموهبة
القيادة بما كان عند رسول الله محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلّم ،
فهو القائد الذي تجلّت قدرته على ليس فقط القيادة بل عمل على ترجمة
تلك الأفكار وحولها إلى واقع مُعاش ناجح خلال سنوات قليلة فقط .

لما كان الرسول الأعظم بنقل كلام الوحي الى المجتمع
كان يبلغه بصيغ تفهمها الناس بيسر ووضوح / ألم يقل ربنا تعالى:
" فإنما يسرناه بلسانك " ؟
لذا لم يكن الوحي معقدا ولا غريبا لا يفهمه المجتمع المتلقي
فإرادة الخالق قضت بقوله " يريد الله بكم اليسر"
ولكن هل كان المجتمع بأسره على نفس السّوية العقلية
التي يتمتع بها الرسول الأعظم أم أن فرادته قد تجلّت بكونه
الإنسان المُختار والمتميز ، والذي معه سوف يتوقف وحي الله
والتزيل لكونه النبي الخاتم بإرادة ربّانية قضت بذلك ؟

فكيف هو إذن بالنسبة إلى المتميزين من القادة الموهوبين
في مجتمعه كخالد ابن الوليد القائد المبدع في علوم الخطط العسكرية
ومعاوية بن أبي سفيان القائد والمبدع في العلوم السياسية /
بل هو من أوائل البشر الذين برعوا وأسسوا لتلك العلوم /
والقائد والمبدع في العلاقات " الدبلوماسية عمر ابن العاص وغيرهم من قادة العرب ؟

لقد كان النبي الكريم يتفوق عليهم بدرجات واسعة وفي جميع النواحي
الثقافية والفلسفية والعقلية والأخلاق وحتى الجسدية بدليل قدرته
على استيعابهم وتسليمهم بقيادته وإيمانهم بما دعا إليه .
- القائد في مرحلة البناء والإعداد قد يتخذ بعض الإجراءات الفردية
من جانبه يصعب على ما دونه استيعابها وفهمها !
وقد يتخذ بعض القرارات \ هي في رؤيته \ قرارات بعيدة المدى
" إستراتيجية " ... لا يستطيع ما دونه استشرافها؛على سبيل المثل :
الهجرة إلى الحبشة ثم يثرب .
كان لكلا القرارين\ بحسب العلوم السياسة \ خاصية إستراتيجية ،
فالقرار الأول كان من الصعب على النبي تفسيره لجميع أفراد البعثة
غير قوله " بأن هناك ملكا عادلا " فكلمة السر لا تُعطى بالضرورة
لجميع أفراد السفارة ، الأمر الذي يضعهم في إطار التخمين والاجتهاد !
أما القرار الثاني / الهجرة إلى يثرب / فكان مفهوما واضح المعالم والمقاصد
وكان باستطاعة الرسول الكريم تفسير مراميه مباشرة لأنه صلوات الله عليه
من كان يقود ويرشد ، وهو من يضع الشروط ويعقد التحالفات
ويتخذ قرارات الحرب والسلم مباشرة ، لقد كان هو القول والعمل
وكان كلمة السر ومفتاحها ؛ لذا ، فإن القرار الأول التُبس على
الرواة الذين اجتهدوا ، وأما القرار الثاني فكان مفهوما وفي غاية الوضوح .
:

اخلص من هذه المقدمة لأقول :
لا يمكننا فهم وتفسير موضوع " الإسراء " بعيدا عن اللحظة
الزمنية التي حدث فيها، ولا يمكننا إلا أن ننظر في الأوضاع الاجتماعية
- الاقتصادية السائدة ، والأهم هو أن نتلمس تطورات اللحظة السياسية
التي وقع فيها الحدث والذي في رأيي المتواضع سوف يُغير وجه
الصراع وينقله نقلة نوعية من صراع القبيلة " قريش " حيث يجري
الصراع ما بين نصفها المؤمن من جهة ، ونصفها الكافر ومن
يؤيدها من جهة أخرى إلى صراع أوسع ، سوف تتضح معالمه
من خلال توالي الأحداث ، لأن الصراع على مكة كان قد حُسم في
تلك اللحظة وقبل فتحها ، وأن النبي الأعظم قد بدأ يعد الخطط لبناء
الدولة وترسيخ النظام ؛ وقد بدا صلوات الله عليه في تلك اللحظة
يعمل على ترجمة هذا الكشف السماوي العظيم ، ويعمل على تنفيذ
أهداف تلك الرؤية الربانية الصادقة والتي سوف ترسم للإسلام طريقا
لم تسلكه الديانات الأخرى من قبل ، ووضعت على كاهل النبي أثقالا
سماوية لم تُحمّل لنبي من قبل أيضا ؛ ولكن ، لماذا مدينة القدس كانت
هي باب السماوات العلا ولماذا كانت قبلة المسلمين الأولى التي باركها الله ؟؟
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس