عرض مشاركة واحدة
قديم 28 / 08 / 2011, 46 : 01 AM   رقم المشاركة : [5]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: (( الإسراء دلالات وغايات ))

إذن فإن معركة مؤتة لم تكن معركة تحرير لا لبلاد الشام
ولا فتحا للإسلام ولا حتى الوصول ماديا إلى المسجد الأقصى ،
إنما كانت عناوين لأهداف رسخت في عقول جميع المسلمين
وإنها سوف تتحقق حين يأتي أوانها ولو بعد حين ..
ولكن لماذا هذا الاستعجال في المعركة المُكلفة وقبل فتح مكة ؟

هِب أن الإسراء لم يحدث ؛ وهِب أن معركة مؤته لم تحدث أيضا !
فكيف نتخيل ما كانت ستؤول إليه الأمور بالنسبة لمدينة القدس
والمسجد الأقصى ، وما كانت ستؤول إليه أوضاع بلاد الشام حتى
مع الفتح العربي الإسلامي وسيادة المسلمين هناك وهل كان باستطاعتهم
منازعة اليهود على القدس منذ ذلك الزمن ؟؟!
بل أكثر من ذلك : لماذا حذّرنا القرآن الكريم من اليهود حين خاطب
النبي صلى الله عليه وسلم وقال وسبحان القائل :
" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا "
وهل كانت تلك الآية رهن الزمان والمكان أم انها فاعلة إلى ما شاء الله ؟!
وهي جملة في موقع الإخبار الذي علينا تحقيقه والعمل على تنفيذ هذا الإخبار
وها نحن ، وبعد أربعة عشر قرنا من الزمن ما زالوا يكنون لنا العداء
وما زالوا ، وعندما واتتهم الفرصة عملوا ويعملون بكل السبل
والوسائل لاقتلاع العرب / المسلمين والنصارى / من فلسطين خصوصا
المدينة المقدسة وهي بالنسبة للمسلمين أولى القبلتين وثالث الحرمين
مسرى نبينا الكريم ، وهي بالنسبة إلى النصارى مهد الديانة المسيحية
وليس هذا وحسب ، بل ما زالوا يعملون ليل نهار لهدم المسجد الأقصى
ليقيموا " هيكل سليمان " كما يزعمون !
ولو أكملنا الآية الكريمة لتبين لنا عجبا ، يقول الله تعالى :
"وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ
بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ "
فبالرغم من أن الغرب قد حاربنا تحت راية الصليب فيما يصطلح
تسميته " بالحروب الصليبية " واحتل بلادنا لما يربوا على 200
عام ألا انه لم يعمل على منع المسلمين من المحافظة على أماكنهم
المقدسة وبقيت الصلوات تقام والأذان يُرفع في مآذن المسجد الأقصى
المبارك ، بل ولم يجعلوا من مكان صعود عيسى ابن مريم إلى السماء
/ كما يزعمون / مكانا لعبادتهم خلال ذلك الزمن من الاحتلال ، فصدق الله العظيم .
:
أما الضرورة الحتمية لمعركة مؤتة ، فكان من نتائجها المباشرة أنها
قد نبّهت أهل بلاد الشام الرازحين تحت احتلال الرومان بأن هناك من
يرتبط معهم برابطة الدم والأفخاذ على استعداد للتضحية من اجل تحررهم
وتوحدهم ؛ تحررهم الذي حلموا به لقرون طويلة . وتوحدهم الذي كان
يفتقد إلى قائد ملهم لتحقيقه بعد فشل محاولات كثيرة عبر التاريخ ليس
آخرها ما قام به أذينة ابن السميدع ملك تدمر الملقب بسيد الشرق و ملك
الملوك عندما قاد جيشها وخاض معركة ضد جيوش الفرس وأسر إمبراطورهم
فقتله الرومان خشية استكماله لمشروع توحيد بلاد الشام وأرض الرافدين بعد
أن شعروا بقوته ؛ وها هو جيش الشام التابع لقيادة الرومان بانتظار القادة
الجدّيين لينضم إليهم حيث كان ابن الوليد خالد بانتظارهم فأصبح على رأسهم
وقائدهم وفاز في أول وأكبر معركة في تاريخ الإسلام بل إنها أعجوبة
المعارك في سرعة حسمها ودقة خطتها التي أديرت باقتدار / معركة اليرموك /
وها هو جيش الشام يلتحق بالجيش المؤمن المنتصر بهم ومعهم ؛ أم أن البعض
يحسب أنها الصدفة التي جعلت من بلاد الشام بعد بقليل منطلقا لنشر الدعوة
في أصقاع الدنيا وجعلت من العالم يتحدث بلغة القرآن بصوت جهور ؟!

وها هو سيدنا عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه يدخل مدينة القدس
شاكرا حامدا الله ، يتسلم مفاتيح أبوابها ، ومعظم الأمور في المدينة
قد آلت للمسلمين ، وها نحن نرى وفدا من بعض رجال الكهنوت
اليهودي قد حضروا بين يديه ، وركعوا تحت قدميه كعادتهم أمام أي قوي
فقال كبيرهم : أيها العادل ! لقد حررتمونا من ضلم الروم النصارى
الذين هدموا الهيكل فاسمحوا لنا بإعادة بناء صرح نبينا ونبيكم كما تؤمنون !
وأشاروا الى ذلك الموقع الذي حدده النبي العربي الكريم صلى الله
عليه وسلم عندما أسري به قبل سنوات ، فردد عمر رضوان الله عليه بتلك الآيه
" سبحان الذي اسرى بعبده " الى ذلك المكان .
ردّ كبيرهم وقال : نبعد قليلا ،كبعد مسجدك عن كنيسة القيامة !
توقف سيدنا عمر قليلا وعاد بذاكرته إلى تلك السنوات التي وضعت
أمامه شريط الأحداث وتذكر خداعهم ومكرهم ونكثهم للعهود والمواثيق
فأكمل الآية الكريمة وقال : " إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله "
فقال حاخامهم : إن كتابكم يذكر سليمان بالحكمة والنبوة ، فلما لا
تسمحون لنا بإعادة بناء معبده ؟
كان كلام عمر قاطعا فقال : تلكم خرافة من خرافاتكم التوراتية ،
فسليمان كان عبدا لله ، فإن كان قد بنى معبدا ، فهو أيضا لله القائل :
" وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ
وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي
بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً " صدق الله العظيم
وامر على الفور بتحديد تلك المساحة لأرض المسجد الذي سوف
يُبنى بعد انجاز مهام التحرير لجميع ارض بلاد العرب المحتلة من قبل الروم
على يد عبد الملك والمؤمنين ؛ ولم يكتفي بذلك ، بل انه رضوان الله
عليه قد ضمّنَ في عهدته إلى أهل القدس بألا يسكنها أحد من اليهود / النص :

" هذا ما أعطى عبد الله أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) أهل إيلياء من الأمان،
أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبناهم، وسقيمها وبريئها وسائر
ملتها أنه لا تسكن كنائسهم، ولاتهدم، ولاينتقص منها، ولا من خيرها، ولا من صُلُبهم
ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم ولا يسكن
بإيلياء (القدس) معهم أحد من اليهود ... الخ "
وها نحن اليوم ، نحرص على ذكر النصوص ونقدسها قولا أما الأفعال فهي نقيض .

هذه وجهة نظر قد ألهمنا الله إلى رصّ كلماتها فإن أصبنا فأجرنا على الله
وإن أخطأنا فليسامحنا فهو العالم بكل شيء لا قبله ولا بعده ؛ وباعتقادي
المتواضع إن ذلك الكشف كان لأهداف تؤشر نحو المستقبل ، ترجم
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم معانيه إلى عمل أدركه بعض
الصحابة رضوان الله عليهم وقد اختلف في تفسيره كثير من العلماء
ربما لعدم إدراكهم للمعنى العقائدي الذي فهمه الرسول الاعظم ومن تبعه من المؤمنين .
والحمد لله رب العالمين

انتهى
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس